تفاصيل لقاء رئيس الصين شي جين بينغ بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بوسان

شفا – في 30 أكتوبر 2025 بالتوقيت المحلي، عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ اجتماعًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ج. ترامب في مدينة بوسان.

أشار الرئيس شي إلى أنه بفضل التوجيه المشترك من الجانبين، ظلت العلاقات الصينية الأمريكية مستقرة بشكل عام. وينبغي للصين والولايات المتحدة أن تكونا شريكتين وصديقتين، وهذا ما تعلّمناه من التاريخ وما تتطلّبه الواقعية. وبالنظر إلى اختلاف الظروف الوطنية بين البلدين، من الطبيعي أن لا يتطابق وجهتا النظر دائمًا، بل ومن الطبيعي أيضًا أن تنشأ بين الحين والآخر خلافات بين أكبر اقتصادين في العالم. وأضاف: “أنت وأنا نتولّى قيادة العلاقات الصينية الأمريكية. وفي مواجهة الرياح والأمواج والتحديات، يجب أن نحافظ على المسار الصحيح، ونتعامل بحكمة مع التعقيدات، ونضمن سير السفينة الضخمة للعلاقات الصينية الأمريكية بثبات إلى الأمام. وأنا مستعد لمواصلة العمل معك لبناء أساس متين للعلاقات الثنائية، وتهيئة بيئة إيجابية لتنمية البلدين”.

وشدّد الرئيس شي على أن الاقتصاد الصيني يشهد زخمًا جيدًا في تطوّره. ففي أول تسعة أشهر من هذا العام، سجّل الاقتصاد الصيني نموًّا بنسبة 5.2%، وارتفعت تجارة البضائع مع بقية دول العالم بنسبة 4%. وأضاف أن هذا الإنجاز لم يكن سهلًا في ظل الصعوبات الداخلية والخارجية. وأشار إلى أن “الاقتصاد الصيني يشبه محيطًا شاسعًا — كبيرًا، ومرنًا، وواعدًا”، مؤكّدًا أن لدى الصين الثقة والقدرة على تجاوز مختلف المخاطر والتحديات.

وأوضح أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني اعتمدت خلال جلستها العامة الرابعة توصيات بشأن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للسنوات الخمس القادمة. وقال: “طوال أكثر من سبعين عامًا، عملنا جيلًا بعد جيل على تنفيذ نفس المخطّط حتى تحقّق على أرض الواقع. ليس لدينا نية لتحدي أو استبدال أي طرف آخر. تركيزنا دائمًا كان على إدارة شؤون الصين جيدًا، وتحسين أنفسنا، ومشاركة فرص التنمية مع جميع دول العالم. وهذا سرّ مهم من أسرار نجاحنا”. وأضاف أن الصين ستعمّق الإصلاحات بشكل شامل، وتوسّع الانفتاح، وتعزّز نموًّا اقتصاديًّا أعلى جودة مع تحقيق زيادة مناسبة في الناتج الاقتصادي، وتدفع باتجاه تنمية إنسانية شاملة وازدهار مشترك للجميع، ما سيوسّع آفاق التعاون بين الصين والولايات المتحدة.

وأشار الرئيس شي إلى أن الفريقين أجريا تبادلًا عميقًا للآراء حول القضايا الاقتصادية والتجارية المهمة، وتوصلَا إلى توافق حول حلّ مختلف القضايا. ودعا إلى “العمل بسرعة على وضع خطوات المتابعة وتنفيذها، وضمان الالتزام الفعّال بالتفاهمات المشتركة، من أجل زرع الثقة في البلدين والاقتصاد العالمي عبر نتائج ملموسة”. ولفت إلى أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين شهدت تقلّبات مؤخرًا، ما منح الجانبين بعض الدروس. وقال: “يجب أن تظل العلاقة التجارية ركيزةً ومحرّكًا للعلاقات الصينية الأمريكية، لا عقبةً أو مصدرًا للخلاف. يجب أن ينظر الجانبان إلى الصورة الكبرى، ويدركا المنفعة الطويلة الأمد للتعاون، ولا يدخلا في دوامة الانتقام المتبادل. ويمكن للفريقين مواصلة المحادثات بروح المساواة والاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة، والعمل باستمرار على تقليص قائمة الخلافات وتوسيع قائمة التعاون”.

وشدّد الرئيس شي على أن “الحوار أفضل من المواجهة”، داعيًا الصين والولايات المتحدة إلى “الحفاظ على التواصل عبر قنوات متعددة وعلى مستويات مختلفة لتعزيز التفاهم المتبادل”. وأشار إلى وجود إمكانات واعدة للتعاون الثنائي في مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية والاحتيال عبر الهاتف، ومكافحة غسل الأموال، والذكاء الاصطناعي، والاستجابة للأمراض المعدية. ودعا الجهات المختصة إلى “تعزيز الحوار والتبادلات وتنفيذ تعاون متبادل المنفعة”. كما دعا البلدين إلى “التفاعل الإيجابي في المحافل الإقليمية والدولية”، مشيرًا إلى أن “العالم اليوم يواجه العديد من المشكلات الصعبة، ويمكن للصين والولايات المتحدة، كقوتين كبيرتين، أن تتحمّلا مسؤوليتهما المشتركة، وتعملا معًا على إنجاز مهام عظيمة وملموسة لصالح بلدينا والعالم أجمع”.

وأشار إلى أن الصين ستستضيف قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) عام 2026، بينما تستضيف الولايات المتحدة قمة مجموعة العشرين (G20) العام المقبل، معبّرًا عن أمله في أن “يدعم الجانبان نجاح القمتين لتعزيز النمو الاقتصادي العالمي وتحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية”.

من جانبه، قال الرئيس ترامب: “إنه لشرف عظيم أن ألتقي الرئيس شي. الصين دولة عظيمة، والرئيس شي قائد عظيم يتمتّع باحترام واسع، وهو صديقي الجيد منذ سنوات عديدة. لقد تعاملنا دائمًا بشكل جيد. كانت العلاقة بين الولايات المتحدة والصين رائعة دائمًا، وستصبح أفضل بكثير. سنعمل معًا على جعل الصين والولايات المتحدة أفضل. الصين هي الشريك الأكبر للولايات المتحدة، ويمكن لبلدينا معًا إنجاز أمور عظيمة للعالم، وتحقيق نجاحات لسنوات عديدة قادمة. الصين ستستضيف APEC 2026، والولايات المتحدة ستستضيف قمة G20 العام المقبل، ونتطلّع إلى نجاح كليهما”.

واتفق الرئيسان على تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والطاقة وغيرها، وتشجيع المزيد من التبادلات الشعبية.

كما اتفقا على الحفاظ على التفاعل المنتظم. وعبّر الرئيس ترامب عن تطلّعه لزيارة الصين مبكرًا العام المقبل، ووجّه دعوة للرئيس شي لزيارة الولايات المتحدة. وحضر الاجتماع كاي تشي ووانغ يي وهو لي فنغ، من بين آخرين.