
حركة فتح … ميزان الوطن وبوصلة الكرامة ، بقلم : محمود جودت محمود قبها
حين تختل الموازين تبقى حركة فتح هي الميزان العادل الذي يعيد للوطن توازن هي الصوت الذي لا ينكسر والدرع الذي لا ينثني والبوصلة التي لا تضل الطريق منذ انطلاقتها كانت فتح ميزان الوطن بين الفوضى والحق بين الصمت والكرامة بين الانقسام والوحدة.
هي من حملت الراية يوم خاف الجميع وبقيت على العهد لا تبدّل ولا تساوم فتح ليست حركة عابرة…
هي ذاكرة وطن وضمير شعب وميزان العدل في زمن اختلطت فيه المواقف بالغايات.
في فجرٍ عربيٍ داكن كانت فلسطين تصرخ من بين الركام والليل يطول حتى بدا وكأنه لن ينتهي خرجت من رحم المعاناة فكرة ومن جراح النكبة وُلدت فتح لا لتكون تنظيمًا عابرًا أو شعارًا يُرفع في المناسبات بل لتكون حالة وعي وطني جمعي تُعيد للهوية الفلسطينية معناها وللكرامة روحها وللأرض صوتها.
لم تكن فتح ابنة رفاهيةٍ أو ترفٍ سياسي بل ابنة الخنادق وأخت الرصاصة الأولى التي شقّت صمت العالم حين خاف الجميع من قول الحقيقة قالتها فتح بصوتٍ جهور نحن الفلسطينيون نحن من نملك القرار والرصاصة والمصير كانت البداية وعدًا صادقًا بين الثورة والوطن بين الذاكرة والتراب
بين الأجيال التي آمنت أن الدم الفلسطيني لا يُكتب إلا على طريق الحرية .
فتح… الفكرة التي لا تموت تبدلت الأزمنة وتغيرت الملامح لكن فكرة فتح بقيت كما هي حارسة البوابة وسيدة الموقف وذاكرة الأرض لم تكن …فتح حزبًا سياسيًا بقدر ما كانت روح وطنٍ أصرّ على البقاء في كل بيتٍ فلسطيني هناك حكاية تبدأ بـ فتح كانت هنا في السجون كانت أول من رسم خارطة الصمود على جدران الزنازين في المخيمات كانت العنوان لمن أراد أن يعرف معنى الانتماء وفي الميدان كانت وجه المقاتل ونداء الشهيد وصوت العاصفة التي لا تهدأ .
فتح هي الفكرة التي لا تموت لأنها لم تُبنَ على مصلحةٍ أو زعامة بل على حلمٍ جمعيٍ بأن الوطن لا يُقسم وأن الكرامة لا تُشترى هي ذاكرة الذين صمدوا وصوت الذين غابوا ليبقى الوطن.
حين تختل الموازين تبقى فتح الميزان في زمنٍ تتشابك فيه المواقف وتختلط فيه النوايا بالغايات تبقى فتح هي الميزان الذي يُعيد للوطن توازنه
ليست حركةً تبحث عن مكسب بل ضمير وطني يزن المواقف بميزان التاريخ لا بميزان المصالح.
عندما يميل البعض إلى الفوضى تميل فتح إلى النظام والوحدة وحين يختار البعض الصمت تختار هي الكلمة الجريئة وحين يُغلق الآخرون الأبواب تبقى فتح تفتح نوافذ الأمل على سماءٍ أوسع من الحدود.
لقد كانت فتح دومًا صوت فلسطين حين صمت الجميع ودرعها حين وُجهت السهام إلى صدرها وبوصلتها حين ضاع الاتجاه في ركام السياسة منذ انطلاقتها وحتى اليوم لم تفقد البوصلة ولم تُبدل الطريق لأن طريقها رسمه الشهداء على دروب العزة.
فتح والوفاء للعهد كم من الرياح حاولت أن تُطفئ شعلة فتح وكم من حملاتٍ أرادت أن تشوّه صورتها لكن النار التي أوقدها الشهداء لا تُطفأ في كل جيل جديد تولد فتح من جديد — في عيون الطلبة في أصوات النساء في صمود الأسرى وفي أمل اللاجئين الذين يرفعون المفتاح بيد وصورة الشهيد بالأخرى.
الوفاء عند فتح ليس شعارًا بل سلوكًا يوميًا تُمارسه في كل موقف من “العاصفة” إلى “السلطة” ومن المنفى إلى الوطن ظلّت فتح أمينةً على الحلم الوطني لا تغيب عنها فكرة الدولة ولا تغيب عنها عدالة القدس هي التي اختارت السلام حين كان قرار الحرب متاحًا لأنها تعرف أن السلام الحقيقي لا يكون ضعفًا بل قوة من يمتلك القرار الحرّ والإرادة الثابتة.
فتح… الحكاية التي لا تُغلق اليوم ونحن نعيش زمنًا تتكاثر فيه الشعارات وتتناقص فيه المواقف تبقى فتح الرقم الصعب في معادلة الوطن ليست حزبًا يتبدّل مع الريح بل هوية وطنية تجري في عروق كل فلسطينيٍ حر.
فتح هي من علمتنا أن نرفع الرأس مهما اشتد الحصار وأن لا نساوم على حلم الشهداء مهما ضاقت الدروب هي التي قالت من لا وطن له لا كرامة له ومن لا كرامة له لا حياة له.
ولأنها فتح ستبقى البوصلة التي لا تضل والميزان الذي لا يختل والسارية التي ترفع علم فلسطين عاليًا في وجه العواصف فتح ليست ماضيًا نترحّم عليه بل حاضرٌ نعيشه ومستقبلٌ نكتبه بالدم والعزم والإيمان.
فتح هي نحن، ونحن بها الوطن.
فتح هي الجذر والظل، البداية والامتداد، الرصاصة الأولى والكلمة الأخيرة…
ابن الشبيبة الفتحاوية …
ابن العاصفة…
د . محمود جودت قبها
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .