
شفا – افتتح وزير الثقافة عماد حمدان فعاليات يوم التراث الفلسطيني، بالتعاون مع بلدية رام الله، حيث انتظم بعقد المؤتمر الوطني للحفاظ على التراث الفلسطيني وصونه واستدامته، وذلك بعقد ندوات ثقافية تراثية، ومعارض للحرف التقليدية والمنتجات الفلسطينية.
وحضر الافتتاح وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح صبري صيدم، ورئيس ديوان الموظفين العام موسى أبو زيد، و رئيس المكتبة الوطنية مروان عورتاني، و رئيس الجريدة الرسمية ريم أبو الرب، والمفوض العام للتوجيه السياسي اللواء أنور رجب، وأمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم جهاد رمضان ، ومدير عام منظمة التعاون الإسلامي علي الصافي، وعدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي، وعدد من رؤساء الدوائر والأجهزة الأمنية.
وقال وزير الثقافة خلال كلمة له في الافتتاح:” نحيي معاً يوم التراث الفلسطيني، لنحمل رسالة للعالم بأن شعبنا، رغم كل أشكال العدوان والإبادة، متمسك بذاكرته وهويته ووجوده، إننا نعيش لحظة تاريخية مؤلمة، حيث يشهد العالم بأسره حرب إبادة جماعية تُمارَس ضد شعبنا في قطاع غزة، ترافقها حرب إبادة ثقافية ممنهجة تستهدف ذاكرته الجمعية، ومواقعه التراثية، ومؤسساته الثقافية، ورموزه الوطنية.
وأضاف الوزير حمدان :”إن الاحتلال يدرك أن معركتنا معهُ هي الذاكرة والهوية والأرض. لذلك إستهدف المتاحف والمراكز الثقافية، وفَرض القيود على الحرفيين والفنانين، ودمر المواقع الأثرية، ويسعى بكل الوسائل إلى محو ملامح حضارتنا وتاريخنا العريق. لكن الشعب الفلسطيني، يدرك أن الحفاظ على التراث هو وجوده، لذا ظل متمسكاً بأغنيته ولباسه ولهجته وأمثاله الشعبية وصناعاته اليدوية، فهي رمز صموده الوطني.
وتابع الوزير حمدان :”إن وزارة الثقافة، وهي تكرس هذا اليوم، تؤكد أن التراث هو قضية سيادية تُعبر عن الحق في الأرض والذاكرة والهوية. لذلك، فقد حرصنا على أن تكون فعاليات يوم التراث لهذا العام مساحة جامعة للباحثين والمثقفين والحرفيين والطلبة، كي نفتح معاً حوارات حول سبل حماية هذا التراث، وتوثيقه، وتطويره، وتعزيز حضوره في مواجهة سياسات التهويد والطمس”.
بدوره قال مدير الثقافة في اليونسكو جورج جوزيف إن اليونسكو تُولي أهمية بالغة لحماية التراث الثقافي بجميع أبعاده، باعتباره ركناً أساسياً في تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل وتحقيق التنمية المستدامة. وفي فلسطين، يتجسّد هذا الالتزام من خلال تعاون طويل الأمد مع وزارة الثقافة، والبلديات، والمؤسسات الثقافية، بهدف توثيق التراث الثقافي وحمايته وإحياء تقاليده الحية.
وأضاف :”في ظل احتفالنا بيوم التراث الفلسطيني، نجدد معاً التزامنا بحماية التراث الثقافي وتعزيزه، بوصفه عنصراً يُعرّف المجتمعات ويوحّدها. فالتراث ليس مجرد موروث من الماضي، بل هو مورد حيّ يغذي الهوية، ويقوي النسيج الاجتماعي، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة”.
وتضمن المؤتمر عقد جلسات أدبية تراثية حملت عناوين مختلفة حول آليات حفظ وصون التراث الثقافي، ودور الإعلام والفنون في توثيق التراث الفلسطيني، لمواجهة التهويد، وجلسة حول دور الشباب في الحفاظ على التراث الفلسطيني.
ونظمت وزارة الثقافة أولى جلسات المؤتمر الوطني للحفاظ على التراث الفلسطيني وصونه واستدامته، إذ عقدت ندوة ثقافية بعنوان “آليات حفظ وصون التراث الثقافي”، تناولت موضوعات التوثيق كأداة لتسجيل الذاكرة، والرقمنة كوسيلة لحماية التراث ونشره عالمياً، والمناهج التعليمية كرافعة لتنشئة الأجيال على احترام تراثهم، إضافة إلى دور المتاحف في عرض وتفسير عناصر التراث، وإسهام المراكز الثقافية في إبقائه حياً في الحياة اليومية للمجتمع حيث شارك فيها كل من أستاذ الأدب والنقد بجامعة النجاح الوطنية ونائب رئيس جمعية النقاد الفلسطينيين إحسان الديك ، وأمين متحف التراث الفلسطيني التابع لمؤسسة دار الطفل العربي في القدس ومدير وحدة المجموعات والترميم في المتحف الفلسطيني بهاء الجعبة، والمؤرخ والباحث المتخصص في الرواية الفلسطينية ومدير مركز خضوري للتوثيق في جامعة خضوري عبدالله محمود السفاريني ، المؤرخة والأستاذة المساعدة في قسم الفنون التطبيقية بالجامعة الفلسطينية التقنية – خضوري/ رام الله ميسون شرقاوي، حيث أدار الندوة إبراهيم علوان مدير عام التراث في وزارة الثقافة.
ونظمت وزارة الثقافة ندوة بعنوان “الإعلام والفنون في توثيق التراث الفلسطيني لمواجهة التهويد وسرقة الموروث الثقافي” ضمن جلسات المؤتمر الوطني للحفاظ على التراث الفلسطيني وصونه واستدامته، شارك فيها رئيس تحرير منصة فلسطين الثقافية ومحرر ثقافي في جريدة الايام يوسف الشايب وأستاذة التصميم في مجال تصميم الصياغة في جامعة دار الكلمة نانسي الطويل سلسع تمارا أبو لبن، والمخرجة الفلسطينية والأكاديمية في جامعة بيت لحم رولا شهوان
حيث تناولت الجلسة أهمية الأرشيف الفلسطيني ودوره المحوري في حفظ الذاكرة الوطنية، خاصة في ظل واقع الاحتلال الذي يستهدف طمس الهوية الفلسطينية وسرقة موروثها الثقافي، بالإضافة لمحورية دور الإعلام في حفظ التراث المادي وغير المادي، والترويج له وتنميته عبر الإنتاج الإبداعي، وأهمية الأفلام التي تعد وسيلة مهمة للحفاظ على الهوية الفلسطينية والموروث الثقافي، ودور الجامعات في حفظ التراث الفلسطيني وصونه بمختلف أشكاله.






