11:42 مساءً / 29 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

الصين : جسر هواجيانغ غراند كانيون ، روعة هندسية تلتقي بالسياحة

الصين : جسر هواجيانغ غراند كانيون ، روعة هندسية تلتقي بالسياحة

شفا – استمتع برحلة على متن مصعد مشاهدة المعالم السياحية والذي يبلغ ارتفاعه 207 أمتار، ويستغرق وصول قمته دقيقة واحدة فقط، واستمتع بقهوة في مقهى يقع على ارتفاع 800 متر فوق النهر. تنتظرك هذه التجربة المثيرة في جسر هواجيانغ غراند كانيون، أطول جسر في العالم، والذي افتتح أمام حركة المرور يوم الأحد الماضي.

بالإضافة إلى المقهى الشاهق، يضم الجسر قاعة مراقبة زجاجية بمساحة 1000 متر مربع مع انحدار عمودي يزيد عن 600 متر إلى النهر أسفله. يمكن للزوار أيضا الاستمتاع بأنشطة مثل “شعاع التوازن السماوي” والقفز بالحبال والقفز المظلي على ارتفاع منخفض. يعد الجسر أول مجمع سياحي متكامل في الصين، يجمع بين مشاهدة المعالم السياحية ورياضات المغامرة وخدمات السفر في وجهة واحدة مثيرة.

يحمل هذا الجسر أرقاما قياسية عالمية عموديا وأفقيا. بامتداد رئيسي يبلغ 1420 مترا، يتميز الجسر بأكبر امتداد جسر في المناطق الجبلية، وارتفاع 625 مترا من سطح الجسر إلى النهر أسفله. سيصبح هذا الهيكل الأيقوني حلقة وصل حيوية على طريق ليوتشي – آنلونغ السريع في مقاطعة قويتشو جنوب غرب الصين. يمتد الجسر على مسافة 2890 مترا عبر “شق الأرض”، مما يقلل بشكل كبير وقت السفر عبر الوادي من ساعتين إلى دقيقتين فقط.

منذ تصميمه الأولي، ركز الجسر على دمج الموارد السياحية، منشئا نموذجا جديدا لسياحة الجسور. وإلى جانب النقل، من المتوقع أن يصبح الجسر محركًا رئيسيا للنمو الاقتصادي في المنطقة، مساهما في الارتقاء بالمجتمعات المحلية إلى آفاق جديدة من الرخاء.

استخدم المشروع أحدث التقنيات في جميع مراحل بنائه، بدءا من العمليات بمساعدة الأقمار الصناعية ووصولا إلى العمل الدقيق الموجه بطائرات بدون طيار على ارتفاعات عالية. وقد حقق البناؤون دقةً تصل إلى مستوى المليمتر على ارتفاع 600 متر فوق سطح الأرض في ثلاث سنوات فقط. الجدير بالذكر أن “الكابلات الذكية” للجسر هي عبارة عن مستشعرات ألياف بصرية مدمجة في الكابل الرئيسي تتيح مراقبة مستمرة للإجهاد ودرجة الحرارة والرطوبة، مما يضمن متانة الهيكل على المدى الطويل.

كما تغلب الفريق الهندسي على التحديات التي فرضها الامتداد الهائل الذي يبلغ 1420 مترا. ومن خلال ابتكارهم دعائم سروج مطروقة وملحومة، تمكنوا من خفض وزن كل سرج إلى 41.3 طنا مع تعزيز قوة تحمله للضغط بنسبة 44% في الوقت نفسه. كما سهل هذا النهج المبتكر عملية النقل والتركيب.

وفي خطوة أخرى من الإبداع، استخدم الفريق الدولوميت المحلي، وطحنه إلى مسحوق ليحل محل الرماد المتطاير النادر، مما وفر ما يقرب من 5 ملايين يوان (حوالي 700 ألف دولار أمريكي). وقد أثبت هذا النهج المبتكر أنه مثال عصري على “تحويل الحجر إلى ذهب”.

شاهد أيضاً

مروان إميل طوباسي

والآن ما العمل ؟ ، بقلم : مروان إميل طوباسي

والآن ما العمل ؟ بقلم : مروان إميل طوباسي رغم التأخر والأنتظار والصمت والمغامرة واعاقة …