
شفا – تعلن الجبهة العربية الفلسطينية أن خطاب السيد الرئيس ابو مازن مساء امس في الجمعية العامة للامم المتحدة كان صوت فلسطين التي حاولت امريكا كتمه وهو بمثابة انفجار ضمير ونداء ثوري يدعو كل فلسطيني وشريف في العالم إلى الامتثال لواجب الكفاح ضد آلة الإبادة الإسرائيلية، وضد من يقدمون لها الغطاء السياسي والمالي والأمني، وفي مقدمتهم الإدارة الأمريكية التي تتحمل مسؤولية مباشرة عن استمرار الجرائم عبر تمويلها وحمايتها للحكومة الإسرائيلية المتطرفة.
إن ما يجري في غزة منذ عامين ليس نزاعاً ولا عملية عسكرية عابرة، بل إبادة متصاعدة ممنهجَة تقودها دولة احتلال لا تردعها رقابة دولية جادة. ونعتبر أن السكوت أو المهادنة السياسية في مثل هذه اللحظة خيانة لدماء الشهداء وحقائق التاريخ. لذلك فإن الجبهة:
- تثمن عاليا خطاب الرئيس، وتعتبره خارطة طريق سياسية تدعو إلى تصعيد النضال الفلسطيني على الصعد كافة — الشعبية، السياسية، القانونية والدبلوماسية — مع التأكيد على ان المقاومة بكل أشكالها المشروعة حق لشعبنا في مواجهة الاحتلال.
- نحمل الولايات المتحدة وحكومات الدعم السياسي والمالي لإسرائيل المسؤولية التاريخية عن الجرائم المرتكبة في غزة وعن أي محاولات لشرعنة التهجير أو التوطين. ولن نقبل بأي خطة تتجاوز الشرعية الفلسطينية في ادارة شؤون شعبنا أو تفريغ الأرض من أصحابها.
- نطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات رادعة وفعلية: فرض حظر فوري على السلاح، فتح تحقيقات دولية مستقلة، وإحالة مرتكبي الجرائم إلى المحاكم الجنائية الدولية بلا مواربة.
- ندعو الشعوب الحرة وحركات التضامن الدولية إلى تكثيف الحملات ضد الاحتلال: مقاطعة اقتصادية وسياسية، قوافل إغاثة مدنية محملة بالضغط، وتجميد أي شراكات مع حكومة الاحتلال أو مؤسساتها.
- نجدد دعوتنا لكل الفصائل الفلسطينية إلى إنهاء الانقسام، وتوحيد كل أدوات النضال في استراتيجية وطنية واحدة توقف الابادة وتحافظ على ثوابت الشعب الفلسطيني حق العودة، رفض التوطين، بقاء أهلنا في أرضهم، واسترداد الحقوق الوطنية كاملة.
- تنشدد على أن أي تسوية لا تنهي الاحتلال أو لا تضمن الحقوق الوطنية كاملة ستكون مرفوضة، وأن الحل الحقيقي لا يأتي إلا بتحرير الأرض وتحقيق تقرير المصير.
ان الجبهة العربية الفلسطينية تؤكد أن خطاب الرئيس هو نقطة تحول تاريخية: لحظة تحد وقرار — قرار بأن لا يمر ما يجري دون محاسبة، وبأن الشعب الفلسطيني لن يقبل أقل من الحرية والكرامة والسيادة. وعلى كل من يهمه العدل أن يتحرك فوراً ويدعم مواقف شعبنا القانونية والسياسية، وأن يجعل من حماية المدنيين ووقف الإبادة أولوية لا مساومة فيها.