
مَن يحمي ويصون ، بقلم : حسين جبارة
مَن يحمي الرحلةَ صيفًا وشتاءً
مَن يحمي غزَّةَ يا هاشم؟
من يحمي الأشجارَ من الموتِ وقوفًا
والصخرَ من الذوبانِ بعصفٍ
ثُمَّ الصخرةَ من تدنيسِ حذاءٍ في صمتِ عواصم
مَن يحفظُ أطفالَ البيتِ من الجوعِ من التهجيرِ لتيهٍ
ويصونُ الإبلَ مِنَ السطوِ
ومِن قبضةِ أبرهةَ الأشرمِ يا ابنَ منافْ؟
مَن يحرُسُ مكةَ من غدرِ الغازي والغاشم؟
الكعبةُ تحتَ المنظارِ وتحتَ استخباراتِ غريبٍ كقريبٍ
مَن يحمي؟
وإمامُ الحَرَمِ يُسلِّمُ يستسلمُ
قد أفتى بمباركةِ الراكعِ فالجاثم!
يغفرُ سفكَ دماءٍ
يغفرُ قطعَ رقابٍ
فَيُسجّي ويُدفِّنُ أجسادًا دونَ لسانٍ وأذانٍ
دونَ أنوفٍ وكفوفٍ
دونَ أيادٍ سُلختْ من سيقانٍ فجماجم
صوتُ بلالٍ يخفتُ في الأجواءِ يهونُ شَمالًا وجنوبًا
يحني الهامةَ للقاصفِ مئذنةً
يحني القامةَ للفيلِ وللراجِم
مَن يحمي المسجدَ والروضةَ مِن غربانٍ بالمِخلبِ تُردي
مِن عُقبانٍ تلتهمُ الدوحةَ بالنيران؟
مِن بركانٍ فجَّرَ طيرٌ
بِرِحابِ رياضٍ ورباطٍ، يمحو المَعْلمَ ما مِن عاصم
يَرْضَى الآمِرُ والمتآمرُ بالتنديدِ قرارًا
يَرْضَى الواهنُ بالصمتِ والاستسلامِ العاجزِ والباصم.
خلفَ الأفقِ رعودٌ تَهْدُرُ تُرغي
بَرْقٌ يُنذرُ بالخطرِ الداهمِ
يُذكي نارًا
خلفَ الحُلكةِ يُخفي الوحشَ القاصم
لا يحمي الدارَ سوى رجلٍ عربيٍّ وعروبيّْ
لا يحمي الدارَ سوى عُمَرٍ وعليّْ
لا يحميها إلّا سنيٌّ يسندُهُ شيعيّْ
لا يفديها إلّا شيعيٌّ يسندُهُ سنيّْ
بتكاتفِ اخوةِ حقٍّ ومصيرٍ
يتحرَّرُ عبدٌ مِن رَبَقِ الخادمِ والآثم
حسين جبارة