
انتصرت الدبلوماسية الفلسطينية … شكراً سيادة الرئيس ، بقلم : محمود جودت محمود قبها
في لحظة تاريخية تتجدد فيها ثقة العالم بعدالة قضيتنا أثبتت الدبلوماسية الفلسطينية أنها ما زالت قادرة على إحياء الحق الفلسطيني من جديد وأن الصوت الفلسطيني الحر لا يمكن أن يُحجب مهما طال الظلم والاحتلال لقد جاء التصويت في نيويورك على إعلان إقامة الدولة الفلسطينية بموافقة 142 دولة مقابل رفض 10 دول وامتناع 12 دولة عن التصويت كإنجاز سياسي ودبلوماسي كبير يضاف إلى رصيد نضال شعبنا.
هذا الانتصار لم يكن وليد لحظة بل هو ثمرة عمل متواصل وجهود دؤوبة وقيادة ثابتة تمسكت بالثوابت الوطنية رغم كل الضغوط والتحديات من هنا يحق لنا أن نقول شكراً سيادة الرئيس محمود عباس شكراً للدبلوماسية الفلسطينية التي أعادت للقضية الفلسطينية حضورها على الساحة الدولية وأكدت للعالم أن الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم.
إن هذا الإنجاز يعكس الإرادة الجماعية لشعوب العالم الحرة التي وقفت إلى جانب العدالة والشرعية الدولية وأرسلت رسالة واضحة بأن الاحتلال إلى زوال وأن فلسطين ستبقى على الخارطة السياسية مهما حاولوا تغييبها إنها خطوة مهمة في مسيرة التحرر الوطني تفتح آفاقًا جديدة لتعزيز الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية وتؤكد أن العالم بات أكثر قناعة بضرورة إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
اليوم نستمد من هذا الإنجاز طاقة جديدة وإصرارًا أكبر على المضي في درب النضال السياسي والدبلوماسي والشعبي ففلسطين التي صمدت على الأرض وقدمت الشهداء والأسرى تنتصر أيضًا على طاولة الأمم المتحدة وتفرض حضورها رغم أنف المحتل الحق الفلسطيني يبعث من جديد والعدالة تكتب سطورها من نيويورك.
الدبلوماسية الفلسطينية بين الماضي والحاضر
لم تكن الدبلوماسية الفلسطينية مجرد نشاط عابر في قاعات الأمم المتحدة بل هي امتداد لمسار طويل بدأ منذ انطلاق الثورة الفلسطينية وتكريس منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني في السبعينيات وقف القائد الشهيد ياسر عرفات أمام الأمم المتحدة ليقول عبارته الشهيرة لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي فاتحًا بذلك الباب أمام حضور فلسطين كقضية مركزية في المحافل الدولية.
واليوم وبعد عقود من التضحيات يواصل الرئيس محمود عباس ذات النهج مثبتًا أن الكفاح الفلسطيني ليس فقط بالسلاح والمقاومة الشعبية بل أيضًا بالكلمة والموقف والمرافعة القانونية أمام العالم هذا الاستمرار في العمل الدبلوماسي جعل فلسطين ثابتة على الأجندة الدولية وجعل المجتمع الدولي أكثر وعيًا بخطورة استمرار الاحتلال.
أهمية التصويت الأممي الأخير
إن التصويت الذي جرى في نيويورك لا يمكن اعتباره خطوة عادية بل هو انتصار سياسي من عدة جوانب تأكيد الشرعية الدولية حصول فلسطين على دعم 142 دولة يعني أن الغالبية الساحقة من المجتمع الدولي تعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
عزلة الاحتلال رفض 10 دول فقط رغم الضغوط الهائلة يُظهر أن الاحتلال بات معزولًا وأن محاولاته لتزييف الحقائق لم تعد تقنع العالم توازن القوى الدبلوماسية الامتناع عن التصويت من قِبل 12 دولة يعكس وجود تردد سياسي لكنه في الوقت نفسه يعزز أن ميزان القوى يميل لصالح الحق الفلسطيني رسالة للشعوب ما جرى يعيد الأمل للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات بأن نضاله لم يذهب سدى وأن العالم يسمع ويرى ويقف إلى جانب.
شكرٌ للرئيس وللدبلوماسية الفلسطينية
لا يمكن المرور على هذا الإنجاز دون الإشادة بالقيادة الفلسطينية التي أصرت على إيصال صوت فلسطين رغم التحديات.
الرئيس محمود عباس قاد هذه المعركة الدبلوماسية بشجاعة وثبات رافضًا كل الضغوط ومحاولات الابتزاز ،
وزارة الخارجية والسفراء الفلسطينيون حول العالم عملوا ليلًا ونهارًا لإقناع الدول والتأثير على مواقفها المجتمع المدني الفلسطيني والشتات لعبوا دورًا موازيًا في تعزيز الموقف الفلسطيني وتذكير العالم بعدالة قضيتنا هذا الجهد الجماعي يجسد معنى الوحدة الوطنية في أبهى صورها، حيث تتكامل السياسة مع النضال الشعبي ليخرج الصوت الفلسطيني قويًا ومسموعًا.
دلالات الإنجاز على المستقبل
هذا التصويت ليس نهاية الطريق بل بداية مرحلة جديدة يمكن البناء عليها تعزيز مكانة فلسطين الدولية من شأن هذا الإنجاز أن يعزز مطالب انضمام فلسطين إلى مؤسسات وهيئات دولية جديدة بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية المطالبة بخطوات عملية الاعتراف السياسي مهم لكنه بحاجة إلى خطوات عملية لإنهاء الاحتلال على الأرض.
إعادة الاعتبار للقضية بعد سنوات من محاولات التهميش والانشغال بأزمات إقليمية أخرى أعاد هذا التصويت القضية الفلسطينية إلى الواجهة
فرصة لتوحيد الصف الفلسطيني الإنجاز يفتح المجال أمام حوار وطني شامل يضع الخلافات جانبًا ويركز على الهدف الأسمى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
رسائل إلى الداخل والخارج
إلى الشعب الفلسطيني صمودكم وتضحياتكم هي التي صنعت هذا الانتصار وما تحقق اليوم هو ثمرة نضالكم الطويل إلى الاحتلال مهما حاولتم فرض واقع بالقوة فإن العالم يقول لكم اليوم فلسطين باقية والدولة قادمة لا محالة إلى المجتمع الدولي مسؤوليتكم لا تنتهي عند التصويت بل تبدأ بخطوات عملية للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه وإنهاء احتلاله.
لقد انتصرت الدبلوماسية الفلسطينية وأثبتت أن الحق لا يضيع ما دام وراءه مطالب من نيويورك ارتفع الصوت الفلسطيني عاليًا ليقول للعالم هنا شعب يرفض الاستسلام هنا أمة تحلم بدولة مستقلة وحياة كريمة فلتكن هذه اللحظة بداية جديدة لمسار طويل نواصل فيه العمل الدبلوماسي والسياسي والشعبي حتى تتحقق الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
شكراً سيادة الرئيس محمود عباس…
شكراً للدبلوماسية الفلسطينية…
شكراً لكل من أيّد فلسطين
الحق الفلسطيني يبعث من جديد
والعدالة تكتب سطورها من نيويورك
- – محمود جودت محمود قبها – باحث في درجة في الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية .