
قيامة ناقصة ، بقلم : محمد علوش
كلُّ قيامةٍ لا أنهضُ فيها
تبقى ناقصةً،
كنبضٍ تخلّى عن القلب،
كظلِّ شمسٍ
على صفحةٍ غارقة.
أحاولُ الآن أن أقوم،
لكنَّ صوت الغياب
يقيّدني،
كسلاسل من وهم ندائك
في لحظةٍ خاسرة.
أرمّمُ نفسي
بما تبقّى من الأغنيات،
وأبحث عني
في مرايا
كسرتها خطايَ السقيمة.
وكلّ انكسارٍ، وإن طالَ وجعي،
هو وعدٌ
بأني سأعود كما كنتُ..
أو لا أعود.
لعلّي إذا قمت هذه المرّة،
أقوم مكتملاً،
كقصيدةٍ
وجدتْ قافيتها
في دمعةٍ نازلة.
وإن قمتُ..
سأحملني
كمن يحمل الوقتَ في راحتيه،
ويخشاه..
أمشي على ظلِّ ما لم يحدث،
وأزرعُ وهمي
كأنّي سأثمرُ من موتي
في المرّة القادمة.
أنا الآن
أكثرُ صمتاً من الماء
حين يحاورُ صخرَ الضياع،
وأضيقُ من الحرف
حين يخذله النطقُ
ويقصُرُ المدَّ في “آه”.
ولستُ كما كنتُ،
لكنني ما زلتُ أكتبني،
كشبهِ غائبٍ
يستعيدُ اسمَه
من نداءٍ بعيدٍ
أتى..
ثم خاب.
كلُّ انهيارٍ
هو شكلٌ من الشوق
نحو الوقوف،
وكلُّ فراغٍ
صدى لامتلائي
بما لا يقال.
فإن لم أقم،
سأظلُّ على الأرض
وأحرسُ ما لم يُقَل،
وأمنحُ ظلّي
لأحلامِ غيري،
علّها تكبرُ منّي،
ولو لم أكنْ
غيرَ خطوةِ حزنٍ
تدلُّ على الاتّجاه.
وإن قمتُ..
سأعرفُ أن القيامة
ليست موتاً تماماً،
بل بدايةَ شكٍّ
بأن الحياةَ
تريدُ اعتذاري،
وأني.. قبلت.