6:48 صباحًا / 19 أبريل، 2024
آخر الاخبار

ديكتاتورية العدد بقلم : محمد عبد الفتاح السرورى

ما أعنيه ها هنا بمصطلح ( ديكتاتورية ) العدد يختلف إختلافا كليا وجزئيا عن الديكتاتورية المعروفة بإسم ديكتاتورية الأغليبة فديكتاتورية الأغلبية تعنى أن بسيادة الأغلبية تسود معها منظومة القيم والأراء التى تعتنقها وتتبناها كما أن ديكتاتورية الأغلبية تولد أساسا من رحم عملية ديموقراطية حقيقية والتى من خلالها تتسيد الأغلبية وبناءا عليه تفرض هذه الأغلبية معاييرها حتى على الأقلية التى تناهضها وشرعيتها فى ذلك أنها ترتكن الى الأغلبية التى أتت بها الى موضع إتخاذ القرار أى أن ديكتاتورية الأغلبية تعد شكلا من أشكال الديموقراطية مثل التصويت على قرار ما بأغلبية الآراء كما أن ديكتاتورية الأغلبية لاتنعدم معها الشفافية ولاتتضمن الإستخفاف بالرأى المقابل حيث أن الأغلبية تعلم جيدا أنها تملك زمام إتخاذ القرار بحكم أنها الأغلبية …. والسؤال الذى يطرح نفسه الآن ما هو الفرق بين ديكتاتورية الأغلبية وبين ديكتاتورية العدد التى أعنيها وأعنون بها هذا المقام , ما أعنيه بديكتاتورية العدد هو أن تصبح عملية إتخاذ القرارعملية عدديه بحتة أى أن القرار يرجع الى غلبة العدد وليس الى غلبة المنفعة وبمعنى آخر أن تكون عملية إتخاذ القرار خوفا من رد فعل ( العدد) وهذه فى حد ذاتها كارثة كبرى , إن أى طريق وأى منهج غير المنهج العلمى فى الإدارة لن تكون ثماره إلا وبالا المجتمع بأكمله ومن المعروف أنه من الناحية السيكولوجية إن إجتمع عدد غفير من الناس فإنهم يشعرون بقوتهم تلقائيا فإذا ما دعم هذا الجمع ضجة وصخبا فإن الثقة تزدادا والإحساس بالقوة ينتشى وينمو ولكنهم أشبه بمن يستعرض عضلاته فى المرآه لايرى إلا نفسه ولا يشعر إلا بذاته ولكن عند المواجهه الحقيقية مع الواقع فإن النتيجة سوف تختلف لأن الهتاف الجماعى لا يعطى إلا الإحساس بأن هذا هو الرأى المعبر والأوحد عن الغالبية الحاضرة والغائبة) وتلك لعمرى لقسمة ضيزى ….. ديكتاتورية العدد فى حقيقة الأمر ما هى إلا الخنوع – وليس فقط الخضوع – الى صوت الغوغائية التى تهتف بما تعى وبما لا تعى المفارقة أن هذا العدد قد ينتقل فجأة من رأى الى الرأى النقيض له فى لمح البصر فقط يكفى أن يتولى أحدهم ممن يجيد الهتاف وتأليف الشعارات ويتمتع بمصداقية عددية يكفى أن يوجه هذه الاعداد الى الرأى المخالف – ولسوف تتبعه حينذاك , هذه العقليات الإتباعية فى كينونتها وبنيتها هذه العقليات التى لاتعرف شيئا عن النظم الحديثة والمناهج المتحضرة فى تسيير الأمور و شئون الحياة وتكره الإبداع كراهية عمياء اللهم إلا إبداع الشعارات الرنانة والمسجوعة بمهارة أحيانا وبسذاجة وبلاهه أحايين , , ديكتاتورية العدد هى أن يسرق – العدد- رأى الآخرين ويتحدث بإسمهم دون تفويض ديكتاتورية العدد هى السيادة للأكثر عددا وليس للأكثر عقلا هى السيادة للأعلى صوتا وليس للأعلى علما ….. لا يستقيم حال مجتمع طالما أن العدد فيه هو القائد وهو المحرك لا تتقدم دولة طالما أن ناصية الأمور بها ليست بيد الخبراء والمتخصصين وأهل العلم والإدارة , كيف تتقدم دولة وهى تحت التهديد الدائم بإقتحام المؤسسات والمقار الرسمية ؟ فى بلادنا الآن ديكتاتورية بغيضة وكريهه ومرفوضة هى ديكتاتورية العدد هذا العدد الذى صارت له الغلبة والسؤدد تعضده فضائيات رعناء وصحف أشبه بالمنشورات لها مانشيتات حربية الصياغة , ديكتاتورية العدد هذه إن لم نواجهها فلسوف تبتلعنا وإن لم نقاومها فلسوف تدمرنا وقد تعلمت فى الحياة درسا بليغا مؤداه
أن الرد هو الوقاية وأن المقاومة هى الأمان ,,,,أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم ….وللوطن

شاهد أيضاً

مؤسسة عير عميم : اسرائيل هدمت منذ بداية الحرب 141 منشأة بالقدس الشرقية

شفا – أكدت مؤسسة حقوقية إسرائيلية أن نسبة هدم المنازل في القدس الشرقية تضاعفت خلال …