12:19 صباحًا / 29 مارس، 2024
آخر الاخبار

رئيس مصر الثورة بين رغبة الشعب والمجلس العسكرى بقلم : د.سرحان سليمان

لاشك اننا مام مشهد يصعب تكراره فهو حصد لما اثمرته الثورة،وفى نهاية حصادها،بعد ان فشلت فى جمع اى ثمار حتى الان،وسبب جفائها العجيب رغم انها ثورة شعب،وثورة فقراء وعاطلين ومظلومين ومقهورين،الا انه عقمت حتى الان فى الوضوح واعطاء من زروعها اى من ثمار!! الا ان اسباب ذلك ليس بيدى الشعب بل انحصرت الثورة تحت ايدى اعدائها وراغبى مقاومة التغيير والاصرار على بقاء عباءة النظام السابق الذى يرعى الفاسدين واصحاب السلطات ومليونيرات مبارك وحاشية العادلى،وقد فتكوا بالثورة مستغلين الاعلام وغيابات القوانيين فى مساندة صريحة للقضاء،وتعاونا من السلطات المهيمنة على امن واقوات الشعب الذى لا يملك سوى انفساه،فى دولة يهيمن عليها ما لا يتجاوز اربعة فى المائة من الشعب،يتحكمون فى كل شىء،وما كان من المجلس العسكرى الا انه لم يقف مع طرف ضد اخر،فوقف محايداً فى مشهد كان يتوجب عليه ان يقف مع الثورة،ولا يكون محايداً بين الظالم والمظلوم؟ وان احداث مصر منذو الثورة وما فيها من احداث دامية وتلاعب بالثورة سوف لا يكشف عنها الا بعد مرور سنوات وربما لا تظهر علناً لانها تدين من تسببوا فيها،وعلى كل فاننا امام المشهد الاخير وهو اختيار رئيس جديد ،فهل تكون رغبة الشعب عبر الصناديق هى محصلة الانتخابات ام للمجلس العسكرى والفلول اقطاب النظام السابق رأى اخر ؟

 

أثار القلم الانتخابى ضجة اعلامية وشعبية وهو القلم الذى ظهر فى بعض اللجان ومنتشر فى الاسواق ،وهو قلم يجف التوقيع بعد دقائق من توقيع صاحب التصويت،وكأن الورقة لم يصوت عليها صاحبها،مع انه قام بالتوقيع فى كشف المصوتين،أثار الموضوع الرأى العام ما جعل اللجنة الانتخابية المشرفة تعلق على الموضوع ان يلتزم الجميع بالالقلام الموجودة من قبل اللجنة داخل اللجان…لكن الامر أكبر واعقد من موضوع القلم الانتخابى،فالموضوع يتعلق بمسألة ثقة فى انتخابات الرئاسة ككل،ومدى ثقة المصريين فى اللجنة الانتخابية ذاتها،مما أضاف توتراً فى الشارع المصرى خاصة وارتباطاً ببعض الاحداث السياسية المتلاحقة والتى عقدت الموضوع السياسى،فيما يتعلق بحل مجلس الشعب وقانون الظبطية العسكرية والخلل القانونى والدستورى الفوضوى المتعلق بعدة قوانيين،أضافة الى تلك المشاهد التى تفضى الى حالة شد عصبى والترقب لما هو قادم،كثرة الاشائعات المنتشرة من تزوير الانتخابات لصالح الفريق شفيق،وأعتقد ان نتائج انتخابات الرئاسة ومدى نزاهتها قد تهيىء المشهد السياسى العام اما نحو استمرار عدم الاستقرار وربما الفوضى السياسية،مما قد يحيد الثورة عن مسارها السليم،واما ان تستقر الاوضاع بظهور نتائج ترضى الاغلبية من المصريين،فالامر كله متعلق بالانتخابات الرئاسية لانها الاهم والاكثر تأثيرا والحاحا للمصريين،والهدف الاكبر للثورة المصرية فى انتخاب رئيس يؤمن برغبات المصريين وحقوقهم وينشأ نظام دولة جديد قائم على احترام حقوق الانسان والحرية والعدالة ومحاربة الفساد.

 

ان الانتخابات تحتاج لتدقيق ومراقبة وتحليل من جهات مستقلة حيادية لعدم وجود قدر كاف من الثقة بين المصريين واللجنة الانتخابية والسلطات المشرفة على الانتخابات،ولعل بداية ظهور بعض الاخبار عن محاولات وكشف حالات أخطاء سواء عمداً او تسهيلا لطرف معين،مثل التضييق على الناخبين فى مناطق تمركز مرشح معين،وظهور بطاقات مسودة،وغيرها،لكن لابد ان يؤخذ فى الاعتبار مدى تأثير تلك الاخطاء فى النتيجة النهائية للانتخابات وهل هى مقصودة ام لا ؟واذا كان يمكننى ان اكون شاهداً على سير الانتخابات وهذا ليس تعميم،لكن حالة فردية،فقد قمت بالتصويت فى لجنة ” مدرسة الشيخ محمد وهيب الاعدادية ” بمدينة بلطيم،الذى يوجد بها اسمى مدوناً بكشوف الناخبين،وكان ذلك فى نحو الساعة الخامسة ،ووقفت فى الطابور لمدة ساعتين حتى أصبت من الارهاق وذلك لكثرة الراغبين فى التصويت،والحقيقة اننى رأيت التزاما غاية فى الدقة من المشرفين على اللجنة واستقبال محترم للجميع وتسهيلا داخل اللجنة،وايضا التزاما خارج اللجنة من الجميع،ومجهود عظيم للجيش والشرطة،لكن هذا ليس تعميما ولا يفيد فى الغرض النهائى وهو احترام رغبة الناخبين وعدم محاولة سلب او تغيير ارادتهم باعلان نتيجة لا تتفق مع الصندوق،ونحن نثق حتى الان فى اللجنة الانتخابية وننتظر مدى الوقوف مع رغبات الصناديق من عدمه.

علينا ان نتحرر من عدم الثقة،وأيا كان الرئيس القادم ،يجب احترام النتائج ،طالما كانت نزيهة وتحقق رغبات الصناديق،فلقد أصيب المصريين بخيبة أمل احباط من حل مجلس الشعب بعد انتخابات طويلة،فنتمنى ان لا تستمر تلك الخيبة مرة اخرى فى انتخابات الرئاسة.

د.سرحان سليمان

الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى

شاهد أيضاً

قوات الاحتلال تعتقل ثلاثة مواطنين من عقربا جنوب نابلس

شفا – اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، ثلاثة مواطنين من بلدة عقربا جنوب نابلس. …