7:37 مساءً / 16 أبريل، 2024
آخر الاخبار

في المستشفى الأردني بغزة.. سيدة تحمل بعد 10 سنوات من الحرمان

شفا – لم تتمالك المواطنة الغزية بسمة خليل “29” عاماً عندما أبلغها الأطباء بالمستشفى الأردني العسكري بغزة أنها حامل في شهرها الثاني، وأن حلم عائلتها الصغيرة سيتحقق بالإنجاب، رغم المعاناة التي واجهتها طوال 10 سنوات من ألم الانتظار، ومشاق العلاج والتردد على العيادات الرسمية والخاصة.

القصة من بدايتها، أن السيدة بسمة من مدينة غزة، تزوجت من شاب يكبرها بـ4 سنوات، وكعادة الأهالي في قطاع غزة، انتظروا أن يأتي صغيرهم ليملأ عليهم عش الزوجية الصغير، لكن هذا الانتظار طال وطال، وامتد لتتلاحقَ السنون، وهم يأملون أن يتحقق هذا الحلم ويصبح حقيقة.

تقول بسمة: لقد توجهت برفقة زوجي تارة، وأمي وحماتي تارات أخرى أبحث عن العلاج، خاصة أنني وزوجي أصبحنا نمر بظروف نفسية صعبة، فترددنا على العيادات الرسمية في المستشفيات، والعيادات الخاصة، تلقينا عشرات بل مئات الوصفات الطبية والعلاجات التي نصح به الأطباء.. لم ندخر جهداً، وأرهقتنا المصروفات المالية في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة، وانقطاع سبل العيش، وتراجع الظروف الاقتصادية.

وتكمل: بعد مشوار طويل من المتابعة، قررت أن أتوجه للمستشفى الأردني، الذي خصصه الملك عبد الله بن الحسين لأهلنا في قطاع غزة بعد الحرب على القطاع مطلع عام 2008، حيث ظل الأمل بالله متصلاُ، وهناك أبلغت الأطباء عن حالتي وظروفي، الذين تفهموا الأمر وتعاملوا معي برفق، فأجروا الفحوصات اللازمة، ثم واصلت المتابعة معهم، حتى جاءتني البشارة، التي انتظرتها منذ عام 2002.

ووفاءً من بسمة، قررت أن تطلق على مولودها القادم، اسم “عبد الله” تيمناً بجلالة ملك الأردن، وكرد الوفاء لأصحابه، الذين كانوا سبباً في هذه الفرحة، التي ملأت أسرتها.

وعن ذلك يقول الطبيب منتصر البطاينة، الذي أشرف على حالتها، لقد قمنا بعد إجراء الفحوصات اللازمة، وعمل عينات الاختبار، قمنا بمعالجة الضعف لديها في الهرمونات، ومتابعتها بشكل مستمر لتثبيت الحمل، حيث يعيد الفضل لله، ثم لطواقم الأطباء وإدارة المستشفى، التي تتابع بدورها الحالات الخاصة، وذلك بإدخال البسمة على شفاه هذه السيدة وأسرتها.

وعن يوم إبلاغها بنتائج الفحوصات، يذكر قائد المستشفى العقيد محمد سليمان العطنة، بأن السيدة وصلت للمستشفى، وأجرت عينة الفحص، ولم تتمالك نفسها من البكاء والصراخ بالفرحة، وقدمت على الفور بعد إبلاغي، فقمت بالتخفيف من روع السيدة، وطلبت من مسؤول المختبرات الطبيب عبد السلام أبو زيد بإعادة الفحص مرة أخرى، والتأكد شخصياً، وبالفعل أجرى الفحص وأبلغني بالنتائج الإيجابية، ونقلت لها الأمر.

ويقول د. أبو زيد إنه حرص على إجراء الفحوصات شخصياً، حيث مر الوقت ثقيلاً، حتى جاء البشرة، التي انتظرتها السيدة وزوجها وأسرتها لأكثر من 10 سنوات بعد أن انقطعت بهم السبل، مبيناً أن فرحة طواقم المستشفى وقائدها، كون أنهم رسموا البسمة على شفاه المحرومين.

وهناك داخل المستشفى، تجد السيدة بسمة كل الرعايا والمتابعة باستمرار، وتقدم لها الأدوية بشكل مجاني كغيرها من المواطنين بطلب من القيادة الأردنية، وكذلك النصائح في انتظر الولادة، التي ستقوم المستشفى بالإشراف عليها، كما أبلغني قائدها العقيد العطنة.

ويضيف: نحن نعالج الجميع ونوصل الخدمة الطبية لكل من يحتاجها، وسنواصل عملنا، الذي نعتبره واجباً علينا لأشقائنا الفلسطينيين، الذين يجدون مكانة سامية في نفوس الأردن ملكاً وحكومة وشعباً.

شاهد أيضاً

بنك فلسطين يختتم تنفيذ المرحلة الثانية من تدخلاته الإنسانية خلال شهر رمضان والعيد

شفا – أنهى بنك فلسطين تنفيذ المرحلة الثانية من تدخلاته الإنسانية والإغاثية التي أطلقها منذ …