
شفا – في تصعيد وقح للعدوان على مقدساتنا الإسلامية، أقدم الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال المجرم إيتمار بن غفير، برفقة مجموعات من المستوطنين المتطرفين، على اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم، فيما يعرف بذكرى “خراب الهيكل” المزعوم، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال التي وفرت الغطاء الكامل لانتهاك حرمة الأقصى، والاعتداء على المصلين والمقدسيين، ومنعهم من دخول البلدة القديمة في القدس المحتلة.
لقد تحولت ساحات المسجد الأقصى إلى ساحة استعراض عنصرية للمستوطنين، رفعوا خلالها أعلام الاحتلال، وأدوا طقوسا تلمودية ورقصات استفزازية، في مشهد فج يعبر عن مشروع الاحتلال القائم على فرض السيادة الإسرائيلية على الأقصى بالقوة، ومحاولة تقويض الوجود العربي والإسلامي فيه، في إطار سياسة تهويد متسارعة تستغل الصمت الدولي المريب، والانقسام الفلسطيني الداخلي.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية، ندين بأشد العبارات هذا العدوان السافر على المسجد الأقصى المبارك، ونحذر من أن هذه الاقتحامات، التي بلغت اليوم 1251 مستوطناً، بمشاركة وزراء وأعضاء كنيست من اليمين الفاشي، وعلى رأسهم بن غفير وعميت هاليفي، تمثل إعلان حرب على شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية، وتكشف عن الوجه الحقيقي لحكومة الاحتلال التي تتبنى رسمياً سياسات التهويد والتطهير العرقي، وتسعى لفرض أمر واقع جديد في القدس، وخاصة في المسجد الأقصى.
إن الجبهة العربية الفلسطينية، إذ تؤكد أن المسجد الأقصى هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه، فإنها تدعو جماهير شعبنا في القدس وكل فلسطين إلى مواصلة الرباط والتصدي للمقتحمين، وتناشد الأمة العربية والإسلامية للتحرك العاجل على كافة المستويات لحماية الأقصى، ووقف هذا الانفلات الاستيطاني الرسمي، والعمل الجاد لتوفير الحماية الدولية لمقدساتنا وشعبنا تحت الاحتلال.
كما نطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية بوقف سياسة ازدواجية المعايير، والكف عن التواطؤ بالصمت، ومحاسبة قادة الاحتلال على هذه الجرائم المتواصلة التي تنتهك القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار 2334.
إن الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل عدوانه على قطاع غزة ويرتكب أبشع المجازر بحق المدنيين من قتل وتجوبع، ينقل عدوانه اليوم إلى قلب القدس الشريف، في محاولة يائسة لترميم أزماته الداخلية وحكومة التطرف التي يقودها نتنياهو، عبر تصدير الفاشية إلى المسجد الأقصى. لكننا على يقين بأن شعبنا سيبقى صامداً، وسينتصر مهما طال ليل الاحتلال.