
شفا – تدين الجبهة العربية الفلسطينية بأشد العبارات ما تقوم به عصابات المستوطنين الإرهابية من اعتداءات متواصلة على قرى وممتلكات الفلسطينيين في الضفة الغربية، والتي كان آخرها الهجوم الوحشي على قريتي بيتين وبرقا شمال رام الله، حيث أقدم المستوطنون، تحت حماية جيش الاحتلال، على إحراق سيارات المواطنين وكتابة شعارات عنصرية، واستخدموا طائرة مسيرة أثناء الاقتحام، في مشهد يعكس تنسيقاً أمنياً واضحاً بين جيش الاحتلال وميليشيات المستوطنين الإرهابية.
كما تواصلت هذه الاعتداءات الهمجية في مناطق أخرى، حيث هاجم المستوطنون مركبات المواطنين بالحجارة شمال شرق رام الله، وخربوا محطات وآبار المياه في منطقة عين سامية، في محاولة واضحة لإلحاق الأذى بمصادر الحياة الأساسية للفلسطينيين، بينما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عنبتا شرق طولكرم وأطلقت النار تجاه المواطنين، وشرعت بعمليات هدم جديدة لمنازل الفلسطينيين في القدس المحتلة.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية نعتبر أن ما يحدث في الضفة الغربية هو امتداد طبيعي لجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب في قطاع غزة، حيث يسعى الاحتلال لتعميم منطق القتل والتجويع والتدمير والترحيل على مجمل الأرض الفلسطينية. وما الميليشيات الاستيطانية سوى أداة تنفيذ قذرة لهذا المشروع الإجرامي، الذي يتغذى على التحريض الرسمي من حكومة نتنياهو الفاشية، ويجد غطاءه العسكري المباشر من جيش الاحتلال.
إن الصمت الدولي على مجازر غزة، وغياب الردع القانوني والسياسي للمجرمين، هو الذي يشجع الاحتلال على تصعيد عدوانه وتوسيع رقعة الإبادة لتشمل الضفة الغربية والقدس، في ظل مشروع تهجير ممنهج يهدف إلى تفريغ الأرض من أصحابها الأصليين وفرض واقع “إسرائيل الكبرى” بالقوة.
إننا نحذر من أن الضفة الغربية تسير اليوم نحو سيناريو مشابه لغزة، وأن استمرار التخاذل العربي والدولي سيؤدي إلى انفجار شامل لن يستطيع أحد وقفه.
ندعو جماهير شعبنا إلى توسيع حالة المقاومة الشعبية في وجه الاحتلال ومستوطنيه، ونطالب المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك العاجل لوضع حد لجرائم الاحتلال، ومحاسبة المسؤولين عنها كمجرمي حرب، وتوفير الحماية الدولية العاجلة لشعبنا في كل من غزة والضفة والقدس.