
شفا – التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي، نظيره الكمبودي براك سوخون، حيث تعهد الجانبان بمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الثنائي لتحقيق منافع متبادلة.
وقال وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن الصداقة بين الصين وكمبوديا صمدت أمام اختبار تقلبات الأوضاع الدولية وهي صلبة كالصخر.
وأضاف أنه في أبريل من العام الجاري، أعلن زعيما البلدين معا بناء مجتمع مصير مشترك صيني-كمبودي صالح لكل الأحوال في العصر الجديد.
وتابع وانغ قائلا إنه يتعين على الصين وكمبوديا تعزيز التعاون في إطار المبادرات العالمية الثلاث الرئيسية، وإثراء إطار التعاون “السداسي الماسي” بين البلدين، وتنفيذ خطط التعاون بشأن “ممر التنمية الصناعية” و”ممر الأسماك والأرز”، فضلا عن تعزيز تنفيذ مشروعات الحصاد المبكر.
وأعرب عن أمله في أن يتخذ الجانبان إجراءات أكثر قوة وفعالية للقضاء بشكل حاسم على الجرائم العابرة للحدود مثل المقامرة عبر الإنترنت والاحتيال عبر الاتصالات والتزوير والتهريب، وذلك بهدف حماية سلامة الشعبين.
وأكد وانغ أن فرض الولايات المتحدة لتعريفات جمركية عالية على كمبوديا ودول جنوب شرق آسيا الأخرى، هو محاولة لحرمان هذه الدول من حقها المشروع في التنمية.
وقال في هذا الصدد “أعتقد أن دول جنوب شرق آسيا لديها القدرة على التعامل مع المواقف المعقدة، والتمسك بالمواقف المبدئية، وحماية مصالحها الخاصة والمصالح المشتركة لجميع الأطراف”.
من جانبه، قال سوخون، وهو أيضا نائب رئيس وزراء كمبوديا، إن الصين هي الصديق الأكثر موثوقية لبلاده.
وأضاف أن زعيمي البلدين قررا بناء مجتمع مصير مشترك صيني-كمبودي صالح لكل الأحوال في العصر الجديد، مشيرا إلى أن كمبوديا تدعم بقوة المبادرات العالمية الثلاث الرئيسية التي طرحتها الصين.
وأعرب عن شكره للصين على مساعدتها غير الأنانية إزاء دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كمبوديا.
وأعرب عن استعداد كمبوديا لتنفيذ التوافق الذي توصل إليه زعيما البلدين، وتعميق التعاون العملي في التجارة والبنية التحتية وغيرها من المجالات، بالإضافة إلى المكافحة المشتركة للجرائم متعدية القوميات مثل المقامرة عبر الإنترنت والاحتيال عبر الاتصالات.
كما أعرب سوخون عن امتنانه للصين على منحها كمبوديا معاملة بدون تعريفة جمركية لـ 100 بالمئة من بنودها التعريفية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تنبع من دولة صديقة وشقيقة، وتمثل مساعدة كبيرة لكمبوديا، فضلا عن أنها تتناقض بشكل حاد مع التعريفة الجمركية البالغة 36 بالمئة التي فرضتها الولايات المتحدة على كمبوديا.
وأبدى سوخون استعداد كمبوديا لحل خلافاتها مع الولايات المتحدة عبر المفاوضات، لكنها لن تتنازل عن مبادئها ومصالحها، ولن تُضحي بمصالح أطراف ثالثة.
وخلال محادثاتهما، استمع وانغ إلى إحاطة سوخون بشأن الوضع الحدودي بين كمبوديا وتايلاند، وقال إنه على الرغم من وجود تباين في مواقف كمبوديا وتايلاند، فإن الطرفين مستعدان للسيطرة على الوضع وتهدئته.
وأضاف وانغ أن كمبوديا وتايلاند جارتان لا يمكن إبعادهما عن بعضهما، معربا عن ثقته في قدرة البلدين على التعامل مع هذه المسألة بشكل ملائم بروح تقدير السلام وحسن الجوار، مؤكدا أن “الصين ستواصل التمسك بموقف محايد ونزيه وعادل، وستستجيب لحاجات الأطراف المعنية، وستؤدي دورا بنّاء في هذا الشأن”.