
شفا – خلال الجولة الـ13 من الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى بين الصين والاتحاد الأوروبي التي عُقدت يوم الأربعاء، اتفق وزير الخارجية الصيني وانغ يي، والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، على تعميق التفاهم المتبادل والعمل المشترك على الإعداد الجيد لاجتماع القادة المرتقب من أجل تعزيز التعاون.
وفي معرض إشارته إلى أن هذا العام يوافق الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية والذكرى الـ80 لتأسيس الأمم المتحدة، قال وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن اجتماع قادة الصين والاتحاد الأوروبي المقبل يحظى باهتمام واسع النطاق.
وبالعودة إلى الرحلة الاستثنائية للعلاقات الصينية-الأوروبية على مدى العقود الخمسة الماضية، قال وانغ إن هذه العلاقة ينبغي وصفها بعلاقة الشركاء لا المتنافسين، وأن التعاون يجب أن يكون السمة الأساسية ومحور التوازن فيها.
وشدد على ضرورة أن يعالج الجانبان خلافاتهما بطريقة مناسبة من خلال الحوار ضمن هذا الإطار.
وأوضح وانغ أن الصين وأوروبا لا توجد بينهما صراعات جوهرية في المصالح، بل على العكس، تجمعهما مصالح مشتركة واسعة النطاق، مشيرا إلى أن كلا الجانبين يدعمان التعددية والتعاون المفتوح، ويتمسكان بالدور المركزي للأمم المتحدة وبديمقرطية العلاقات الدولية، كما يلتزمان بحل النزاعات بالطرق السلمية عبر الحوار.
وفي ظل تزايد الشكوك وعدم الاستقرار في المشهد الدولي، شدد وانغ على أن الصين والاتحاد الأوروبي، باعتبارهما قوتين واقتصادين رئيسيين، ينبغي عليهما تعزيز التبادلات، والتفاهم والثقة المتبادلة، ودفع التعاون، من أجل بذل جهود مشتركة لحماية النظام الدولي لما بعد الحرب، وتوفير اليقين الذي تشتد حاجة العالم إليه.
وأعرب وانغ عن استعداد الصين للعمل مع الاتحاد الأوروبي لضمان تحقيق نتائج إيجابية من اجتماع القادة المرتقب، ورسم مسار النمو المستقبلي للعلاقات الصينية-الأوروبية.
وفي ما يتعلق بقضايا السلام والأمن، قال وانغ إن سجل الصين هو الأفضل بين الدول الكبرى في عالم اليوم. وأضاف أن الصين ليست الولايات المتحدة، ولا ينبغي مقارنة مسارها بالمسار التاريخي للولايات المتحدة.
وأوضح أن الاختلافات بين الصين والاتحاد الأوروبي في التاريخ والثقافة والقيم لا تستوجب الخصومة، كما أن وجود خلافات بينهما لا يعني حتمية المواجهة، مشيرا إلى أن أوروبا تواجه في الوقت الراهن تحديات متعددة، لكنها لم تأتِ من الصين في الماضي، ولا تأتي منها في الحاضر، ولن تأتي منها في المستقبل.
ودعا وانغ الجانبين إلى احترام بعضهما البعض، وتبادل الاستفادة من التجارب، والسعي نحو تنمية مشتركة، من أجل الإسهام بشكل جديد في تقدم البشرية.
وأعرب وزير الخارجية الصيني عن أمله في أن يطور الاتحاد الأوروبي فهما أكثر موضوعية وعقلانية عن الصين، وأن يتبنى سياسة أكثر إيجابية وعملية تجاهها.
وأكد وانغ أنه في شراكتهما الاستراتيجية الشاملة، من الأهمية بمكان أن يحترم كل من الصين والاتحاد الأوروبي بعضهما البعض وأن يراعيا المصالح الأساسية لكل منهما.
وشدد على أن الصين تدعم باستمرار التكامل الأوروبي وجهود الاتحاد الأوروبي لتعزيز استقلاليته الاستراتيجية ولعب دور بنّاء في الشؤون الدولية، معربا عن أمله في أن يحترم الاتحاد الأوروبي بالمثل المصالح الأساسية للصين من خلال إجراءات ملموسة.
وقال وانغ إن قضية تايوان تتعلق بسيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها، معربا عن أمله في أن يلتزم الجانب الأوروبي التزاما صارما بمبدأ صين واحدة قولا وفعلا.
وأكدت كالاس أن الاتحاد الأوروبي والصين شريكان، ويتقاسمان مسؤوليات مشتركة، ولهما تأثير كبير في قضايا رئيسية مثل التمسك بالدور المركزي للأمم المتحدة وحماية القانون الدولي والنظام الدولي.
وشددت كالاس على أن الاتحاد الأوروبي لا يزال ملتزما بسياسة صين واحدة ومستعدا للعمل مع الصين للتحضير لاجتماع القادة المقبل، معربة عن استعداد الاتحاد الأوروبي لتعزيز التفاهم المتبادل من خلال الحوار، وبناء علاقة بنّاءة على نحو أكبر بين الاتحاد الأوروبي والصين، والسعي إلى تعاون اقتصادي وتجاري أكثر توازنا وإنصافا.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن أزمة أوكرانيا، والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والقضية النووية الإيرانية.




