
في ذكرى انطلاقتها ، حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ، منارة نضال وبوابة الأمل للشباب الفلسطيني ، بقلم: المهندس غسان جابر
في السابع عشر من حزيران، نُحيي بكل فخر الذكرى الثالثة والعشرين لانطلاقة حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، التي تأسست عام 2002 في وقت عصيب كان الشعب الفلسطيني فيه بأمس الحاجة إلى بوصلة وطنية جامعة، تعيد الاعتبار للنضال الديمقراطي والمقاومة الشعبية، وتفتح آفاقًا جديدة أمام جيل الشباب لصياغة مشروع وطني مستقل عن الهيمنة والانقسام والتبعية.
انطلقت المبادرة بجهود نخبة من القامات الفكرية والنضالية: الدكتور حيدر عبد الشافي، الطبيب الوطني الذي مثّل ضمير الشعب في كل محفل، والدكتور مصطفى البرغوثي، صوت فلسطين الحر في العالم، والأستاذ إبراهيم الدقاق، المثقف المقدسي الصلب، والراحل إدوارد سعيد، أيقونة الكلمة الحرة والمثقف العالمي المناصر لقضية شعبه. هؤلاء المؤسسون لم يؤسسوا حركة فقط، بل أطلقوا رؤية جديدة للنضال الفلسطيني تستند إلى وحدة الكفاح، المقاومة الشعبية، والعدالة الاجتماعية.
الشباب الفلسطيني: في قلب المبادرة وروحها المتجددة
منذ لحظاتها الأولى، رفعت المبادرة راية دعم الشباب، ليس كشعار عابر، بل كفعل تنظيمي ومجتمعي حقيقي. قدمت برامج تدريبية وسياسية لتعزيز القدرات، وفتحت الأبواب أمام الوجوه الشابة لتشارك في صنع القرار، ولتأخذ مكانها الطبيعي في قيادة العمل السياسي والوطني.
في زمن يعاني فيه شباب فلسطين من التهميش والبطالة والهجرة القسرية من الحلم، تمثل المبادرة بيتًا سياسيًا وأخلاقيًا مفتوحًا أمام كل من يريد بناء وطن حر ديمقراطي، يتمتع فيه المواطن بالكرامة والعدالة والمشاركة.
السردية الفلسطينية في وجه التشويه
أدركت المبادرة منذ البداية أن معركة فلسطين ليست فقط على الأرض، بل في وعي العالم وسردياته. ولهذا عملت على تعزيز الرواية الفلسطينية، وفضح سياسات الاحتلال بلغة قانونية وإنسانية وميدانية، من خلال الإعلام، والمقاطعة، والحراك الدولي. لقد تحولت إلى منبر يعيد تعريف فلسطين خارج منطق الضحية فقط، بل كشعب مناضل يرفض الاستسلام ويصنع الحياة من الألم.
مسؤولية مجتمعية ونضال مستدام
ليست المبادرة حزبًا تقليديًا ولا نخبة مغلقة، بل حركة اجتماعية سياسية تسعى لتجسيد قيم الحرية، العدالة، والمشاركة الشعبية. تعمل على تمكين الفئات المهمشة، تعزيز الاقتصاد الوطني، مقاومة الفساد، وتوفير فرص الكرامة.
إنها ليست فقط مقاومة للاحتلال، بل أيضًا ثورة على الفقر، والتمييز، والإقصاء، ولهذا فإنها تمد يدها دومًا للناس، وتبني معهم، لا فوقهم.
دعوة إلى الشباب: كونوا المبادرة.. فأنتم الحاضر والمستقبل
في ذكرى انطلاقتها، لا تكتفي حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية بالاحتفال بالماضي، بل توجه نداءً حيًا إلى شباب فلسطين:
“هذه حركتكم، هذا وطنكم، وهذه اللحظة لكم… انضموا إلينا لنكتب معًا فصلاً جديدًا من النضال، يكون فيه الشباب هم القادة، والمقاومة الشعبية هي المسار، والديمقراطية هي المنهج، وفلسطين هي الهدف.”
إن المشاركة في المبادرة ليست امتيازًا، بل مسؤولية وطنية على كل شاب وفتاة يؤمنون بفلسطين حرّة، ديمقراطية، مزدهرة، عادلة، ومتحدة.
تحية من الخليل .. وفاءً لذاكرة النضال الحي
من مدينة الخليل، المدينة الصامدة بشعبها وكل شرائحه، نبعث التحية لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مستذكرين جولات قادتها في البلدة القديمة، ووقوفهم إلى جانب أهلها في وجه التهويد والاستيطان، ومشاركتهم المستمرة في إحياء ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف، وصلواتهم فيه كتعبير عن التحدي والصمود.
من الخليل، نؤكد أن الشعب الفلسطيني كله هو المبادرة، وأن شبابنا اليوم هم الأمل الحقيقي لصناعة وطن حر وعدالة لا تُقهر.
- – م. غسان جابر – مهندس و سياسي فلسطيني – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – نائب رئيس لجنة تجار باب الزاوية و البلدة القديمة في الخليل.