7:16 صباحًا / 28 مايو، 2025
آخر الاخبار

سليم البرديني : فلسطين خط الدفاع الأول عن الأمة، وقضيتها جوهر الأمن القومي العربي

سليم البرديني : فلسطين خط الدفاع الأول عن الأمة، وقضيتها جوهر الأمن القومي العربي

شفا – قال سليم البرديني الامين العام للجبهة العربية الفلسطينية ان الجبهة تتابع باهتمام بالغ التطورات المتسارعة في المواقف الدولية حيال الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة الذي يتعرض منذ شهور لحرب إبادة ممنهجة، تستهدف الإنسان والحجر، وتستكمل مشروعاً استعمارياً يسعى إلى تفريغ الأرض من شعبها، وتكريس وقائع تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسراً في واحدة من أبشع الجرائم التي عرفها التاريخ الحديث.

واضاف الامين العام سليم البرديني في تصريح صحفي صباح اليوم: ان تنامي الأصوات الدولية – الرسمية والشعبية – المنددة بهذه الحرب الوحشية، والمطالبة بوضع حد لإفلات الاحتلال من العقاب، تمثل تطوراً مهماً في وعي المجتمع الدولي، وعودة متدرجة للإنصاف الأخلاقي والحقوقي، بعد عقود طويلة من التواطؤ أو التجاهل. وان ما شهدناه في الأسابيع الأخيرة من مظاهرات حاشدة واحتجاجات طلابية وشعبية في مختلف العواصم الغربية والعالمية، ومن تحركات قانونية وتوصيف دقيق لما يجري بوصفه جريمة إبادة جماعية وجرائم حرب، يؤكد أن صورة الاحتلال تتهاوى أمام أعين الشعوب، وأن الأكاذيب الصهيونية لم تعد قادرة على التستر على فظاعة ما يرتكب بحق شعب أعزل يناضل من أجل حريته وكرامته.

وتابع الامين العام سليم البرديني إن الجبهة العربية الفلسطينية ترى في هذا التحول فرصة استراتيجية ينبغي استثمارها فلسطينياً وعربياً، لتوسيع دائرة الاشتباك السياسي والقانوني مع هذا الكيان الغاصب، والعمل الجاد من أجل ترسيخ العزلة الدولية عليه، وصولاً إلى محاكمته على جرائمه، وفرض العقوبات الدولية عليه، كما جرى مع أنظمة الفصل العنصري في مراحل سابقة من التاريخ.

وبخصوص الموقف العربي قال سليم البرديني إننا نعبر عن قلقنا العميق إزاء حالة التراخي والتردد في الموقف العربي، على المستويين الرسمي والشعبي، والتي لا تنسجم مع حجم المأساة التي تعصف بشعبنا، ولا مع حجم التهديد الذي يستهدف مستقبل المنطقة بأكملها. موضحا ان غياب الفعل العربي المؤثر، وركون بعض الأنظمة إلى لغة البيانات والتمنيات، بل واستمرار البعض في مسار التطبيع والانخراط في مشاريع تبييض صورة الاحتلال، يشكل نكوصاً عن أبسط الواجبات القومية، وإضعافاً للقدرة الجماعية في مواجهة مشروع استيطاني إحلالي لا يستهدف فلسطين وحدها، بل يقف على بوابة الوطن العربي برمته.

فلسطين، التي كانت ولا تزال خط الدفاع الأول عن الأمة، تدفع اليوم ثمن صمودها نيابةً عن الجميع، والقدس التي تُستباح، والمسجد الأقصى الذي يُهدد بالتقسيم والهدم، وقطاع غزة الذي يُحاصر ويُقصف بلا رحمة، ليست قضايا معزولة، بل هي جوهر الأمن القومي العربي، واختبار حقيقي لمصداقية الانتماء والمواقف.

ودعا سليم البرديني إلى وقفة عربية جادة، تبدأ من إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة، وتنتقل إلى مواقف واضحة ضد الاحتلال، ووقف فوري لكل أشكال التعاون أو التطبيع معه، وتوفير شبكة إسناد حقيقية لصمود شعبنا، سياسياً ومادياً وإعلامياً وشعبياً، بما يرتقي إلى مستوى تضحياته وثباته الأسطوري.

واكد سليم البرديني ان فلسطين ستبقى الحاضنة الكبرى للكرامة العربية، وستظل رايتها مرفوعة بعزيمة الشهداء والمناضلين، وبصوت الأحرار في العالم الذين أعادوا لهذه القضية نبضها الإنساني، فيما لا يزال العالم العربي مدعواً، وبإلحاح، للخروج من صمته المريب، والارتقاء إلى مستوى الحدث، لأن التاريخ لا يرحم المتقاعسين، ولا ينسى من يخذل الحق في ذروة الحاجة إليه.

شاهد أيضاً

بين اليد والعقل ، من ينتصر في معركة الثروة؟ بقلم: د. عمر السلخي

بين اليد والعقل… من ينتصر في معركة الثروة؟ بقلم: د. عمر السلخي في زحمة الحياة …