
شفا – ادان سليم البرديني الامين العام للجبهة العربية الفلسطينية بأشد العبارات الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني بإطلاق النار المباشر تجاه وفد دبلوماسي أوروبي خلال قيامه بجولة تفقدية في مدينة جنين، في انتهاك فاضح للقانون الدولي، واستهتار مطلق بالأعراف الدبلوماسية التي تضمن الحصانة الكاملة للوفود الرسمية والزائرة، خاصة تلك التي تمثل دولاً ذات سيادة في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف، إن هذا الاعتداء السافر، يشكل مؤشراً خطيراً على تغول الاحتلال وعنجهية جيشه، الذي لم يعد يتورع عن استهداف حتى ممثلي المجتمع الدولي، في محاولة لمنع وصول الحقيقة، والتغطية على جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، لاسيما في جنين ومخيمها، الذي يتعرض لحملة عسكرية عدوانية متكررة تهدف إلى كسر إرادة شعبنا، وتفريغ الأرض من أصحابها الشرعيين.
ما جرى اليوم هو امتداد مباشر لنهج الاحتلال القائم على الإرهاب المنظم، وامتداد لسلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي وصلت ذروتها في قطاع غزة، حيث ينفذ العدو حرب إبادة شاملة وممنهجة مستخدماً كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، ومستهدفاً المدنيين العزل، والمستشفيات، والمدارس، ومراكز الإيواء، ومخازن الغذاء.
إن إطلاق النار على الوفد الأوروبي هو إعلان صريح من الاحتلال أنه فوق القانون، وأنه لا يعترف بأية جهة دولية أو بعثة دبلوماسية، وأنه ماضٍ في غطرسته طالما بقي المجتمع الدولي يكتفي بإصدار بيانات القلق دون اتخاذ إجراءات حقيقية لردعه ومحاسبته.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية، وإذ نؤكد تضامننا الكامل مع الوفد الدبلوماسي الأوروبي ورفضنا المطلق لهذا السلوك العدواني، فإننا ندعو الاتحاد الأوروبي إلى الخروج عن صمته، واعتبار هذا الاعتداء بمثابة عدوان مباشر على هيبته وكرامة ممثليه، واتخاذ خطوات ملموسة وفاعلة ضد الاحتلال، تشمل وقف كل أشكال التعاون معه، وفرض العقوبات عليه، ودعم الجهود الدولية لمحاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، والبعثات الدولية على حد سواء.
كما نناشد المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، ومنظمات الأمم المتحدة، بعدم الاكتفاء بإدانات لفظية، بل التحرك العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين من جرائم الإبادة، وحماية الوفود الدبلوماسية والإنسانية التي تسعى لكشف حقيقة ما يجري على الأرض.
إن الاحتلال لا يهدد الفلسطينيين وحدهم، بل يهدد الأمن والسلم الدوليين، ويضرب بعرض الحائط النظام الدولي بأكمله، واستمراره دون محاسبة هو وصمة عار على جبين من يدعون الدفاع عن القانون الدولي وحقوق الإنسان.
شعبنا الفلسطيني سيبقى صامداً، وسيواصل نضاله المشروع حتى انتزاع حقوقه الوطنية الكاملة، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس، مهما تصاعدت الجرائم، ومهما تعاظمت التضحيات.
واختتم تصريحه ، بالقول، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار…الشفاء لجرحانا… والحرية لأسرانا الأبطال