11:52 مساءً / 10 مايو، 2025
آخر الاخبار

إبداع المعلم نموذج تكاملي للتعلم والدعم النفسي في غزة

شفا – قامت مؤسسة “إبداع المعلم” الفلسطينية باستهداف أكثر من 3000 طفل يستفيد من ملتقيات “إبداع المعلم” للدعم النفسي والتعليم في غزة


“إبداع المعلم” يقدّم خدمات تعليمية ونفسية لأكثر من 3000 طفل نازح في غزة
يواصل مركز “إبداع المعلم” تقديم خدمات التعليم والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والأهالي عبر ملتقيات تعليمية تحت عنوان ( التهيئة النفسية التعليمية ) موزعة في شمال ووسط وجنوب القطاع ، تهدف هذه الملتقيات إلى توفير استجابة إنسانية طارئة تتماشى مع الظروف الصعبة التي يمر بها السكان، من خلال أنشطة تعلّم عاطفي اجتماعي ودعم نفسي منهجي للأطفال المتأثرين بالحرب والنزوح المستمر.
تعتمد هذه الملتقيات على مبادئ التعلم العاطفي الاجتماعي، الذي يعترف بأهمية الدعم العاطفي والنفسي في تحقيق النجاح الأكاديمي والاجتماعي، لا سيما في أوقات الأزمات. ويهدف هذا النهج إلى تعزيز مهارات الوعي الذاتي، وإدارة العواطف، وبناء العلاقات الإيجابية، واتخاذ قرارات مسؤولة، وتنمية مهارات التفاعل الاجتماعي الإيجابي. كما يستند إلى نهج شمولي يراعي السياق النفسي والاجتماعي للأطفال النازحين، الذين يعيشون تجارب صادمة ومعقدة تتطلب دعماً متكاملاً يشمل التعليم النوعي، والدعم النفسي، وتوفير الاحتياجات الأساسية كالغذاء والمأوى.
وفي ظل إغلاق المدارس لأكثر من عام ونصف، وانقطاع التعليم الإلكتروني بسبب النزوح وصعوبة الوصول إلى الإنترنت والكهرباء، باتت هذه الملتقيات التعليمية نقطة أمل رئيسية للأهالي، حيث يشرف عليها أكثر من 160 متطوعاً متخصصاً في التعليم والدعم النفسي. تستهدف هذه الملتقيات الأطفال من رياض الأطفال حتى الصف العاشر، وتوفر أنشطة تعليمية تركز على المهارات الأساسية في الرياضيات، واللغة العربية، واللغة الإنجليزية، إلى جانب أنشطة مهارات الحياة والدعم النفسي.
حيث وفر المركز مستلزمات أساسية مثل القرطاسية والضيافة، ضمن مشاريع متنوعة نفذها بالشراكة مع المجتمع المحلي. كما يتم التعاون مع مديريات التربية والتعليم لمعالجة الفاقد التعليمي، من خلال اعتماد منهجية “الإسعاف الأولي التعليمي” التي تراعي المرحلة العمرية وظروف الطوارئ.
ويعمل فريق مختص في علم النفس والإرشاد النفسي على تطبيق بروتوكول منظم للدعم النفسي الاجتماعي، يتضمن جلسات إسعاف نفسي أولي، وحلقات توعية وتثقيف نفسي وصحي، بالإضافة إلى تدخلات عاجلة لمعالجة المشكلات النفسية الطارئة. ويسهم هذا النهج في تخفيف الضغوط وتعزيز الاستقرار النفسي للأطفال وذويهم.
تقول السيدة (ن.ع)، إحدى الأمهات: “التعليم هو الأمل الوحيد لأطفالنا وسط هذه الظروف الصعبة. متطوعو إبداع المعلم وصلوا إلى أطفالنا وحققوا معهم نتائج إيجابية وملموسة.” أما الطفلة يارا، فقالت: “أنا مبسوطة إني رجعت أتعلم، ومبسوطة بدفتري وأقلامي وبالمعلمات اللي بحبهم وبحبوني.”
وفي هذا السياق، عبر الأطفال عن أثر الملتقيات على حياتهم :
تقول الطفلة ح.ض: “الملتقيات غيرت أجواء الخوف والقلق اللي كنا عايشينه، وفرغنا الطاقة السلبية ورجعنا نتعلم.”
وتضيف الطفلة س.س:”قدرت أكون صداقات جديدة بعد ما فقدت أصدقائي بسبب الحرب، ورجعنا للعلم والتعليم.”
أما الطفل أ.ق، فقال:”الملتقى طلعتنا من أجواء الحرب ورجعتنا لأجواء اللعب والدراسة.”
كما أوضحت المعلمة لينا شاهين: ” دافعية الأطفال وتعطشهم للتعليم والدراسة واللعب، كانت أكبر دافع لنا لبذل أقصى الجهود من أجل تعويضهم عن الفاقد التعليمي واستعادة أجواء الدراسة”.


هذا التفاعل الإيجابي يعكس أهمية هذه الملتقيات التعليمية كمساحة آمنة ومستقرة، ويدل على رغبة حقيقية من الأهالي والأطفال في مواصلة التعليم رغم التحديات. كما يؤكد الدور المحوري الذي يلعبه مركز “إبداع المعلم” في توفير بيئة تعليمية نفسية واجتماعية داعمة، تضمن حق الأطفال في التعليم والحياة الكريمة.

شاهد أيضاً

مظاهرات ضخمة في تل أبيب للمطالبة بوقف الحرب

مظاهرات ضخمة في تل أبيب للمطالبة بوقف الحرب

شفا – تظاهر آلاف المستوطنين، مساء اليوم السبت، في تل أبيب للمطالبة بوقف الحرب وإعادة …