1:51 مساءً / 6 مايو، 2025
آخر الاخبار

الدكتور أحمد جميل اشتية ” د. احمد عوده “، حين يصبح الإنسانُ معنى وقصيدة صبرٍ لا تنتهي ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الدكتور أحمد جميل اشتية " د. احمد عوده "، حين يصبح الإنسانُ معنى وقصيدة صبرٍ لا تنتهي ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الدكتور أحمد جميل اشتية ” د. احمد عوده “، حين يصبح الإنسانُ معنى وقصيدة صبرٍ لا تنتهي ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

في فضاءات جامعة النجاح الوطنية، وبين أروقة المعرفة وساحات الحلم، يلمع اسمٌ لا يُشبه إلا نفسه، اسمٌ محفور في قلوب الطلبة قبل أوراق الشهادات، وفي ذاكرة كل من عرفه وتعامل معه… إنه الدكتور الفاضل أحمد جميل اشتية، صاحب الوجه البشوش، والقلب النقي، والروح التي تُشع بهجةً وأملاً، كلما مرّ أو نطق أو حضر.

هو ليس مجرد أكاديمي ناجح، بل هو قصة إنسانية مدهشة، تُروى على جبين المجد، وتُقرأ في عيون الإصرار. رجلٌ أثبت أن من رحم المعاناة تولد الحياة، وأن النور لا يُستخرج إلا من عمق الجراح، وأن الإيمان الصادق يصنع المعجزات.

الدكتور أحمد، الذي لم تمنعه أشواك الطريق من المضي قدماً، ولا ألم الفقد من متابعة الحلم… فقد ودّع رفيقة دربه، وتوأم روحه، وسنده في رحلة الحياة، في لحظة كانت كغصة لا تبرح القلب. وبرغم الحزن، وقف شامخاً، كجبلٍ لا تهزّه العواصف، وأكمل الطريق، يحمل في قلبه الوفاء، وفي يده شعلة العزم.

أنهى دراسة الدكتوراه في جامعته التي أحبها وأحبته، بتفوق يليق بعزيمته، وظل يوزع العلم كما يوزع الضوء، دون كلل ولا ضجر. ثم ابتلاه الله بالمرض، فكان كفارس ٍ في ساحة المعركة، يقاتل بشجاعة، مؤمناً أن ما بعد العسر إلا يسرٌ، وما بعد الابتلاء إلا رفعةٌ وكرامة… وانتصر.

هو اليوم قدوة للجيل، بحديثه المتواضع، ومشاركاته العفوية المليئة بالحب في حفلات التخرج، حيث يراه طلابه أخاً وأباً وسنداً، لا مجرد محاضر. تشعر بحضوره كأنك أمام قصيدة حياة تُتلى على جبين الصبر، وكأنّ قلبه موسوعة حنان، وعطاؤه نافذة تطل منها الشمس كل يوم.

كان لي شرف العمل معه ضمن بحث علمي مشترك، بإشراف الدكتور الفاضل زهير خليف، وكنت شاهدةً على صدقه، أمانته، واجتهاده الأكاديمي النبيل. فما يزال الدكتور أحمد يقدّم من روحه قبل علمه، ومن قلبه قبل قلمه، ويغرس في تربة العلم أجمل ما في الإنسانية من معانٍ.

نعم، كما أؤمن دوماً… إنما الإنسان أثر، وأثر الدكتور أحمد جميل اشتية لا يُمحى، بل سيظل نقشاً خالداً على جدار الزمن، وعِطراً يعبق في كل دربٍ سار فيه، وفي كل طالبٍ أحبّه ودعا له من القلب.

شاهد أيضاً

محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام تلتقي بالدكتورة الكاتبة سارة الشماس

محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام تلتقي بالدكتورة الكاتبة سارة الشماس

شفا – استقبلت محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام الباحثة التاريخية د. سارة الشماس، …