سليم البرديني : من غزة إلى دمشق وبيروت ، نار العدوان الصهيوني تهدد الأمة بأسرها

شفا – قال الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية سليم البرديني إن ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من حرب إبادة ممنهجة، تستهدف الإنسان والأرض والتاريخ، يكشف بجلاء الطبيعة الفاشية للمشروع الصهيوني الاستعماري، ويضع الأمة العربية أمام اختبار وجودي لا يحتمل التردد أو الصمت. فما يجري في غزة ليس مجرد عدوان على رقعة جغرافية، بل هو محاولة لاجتثاث الهوية الوطنية الفلسطينية، وفرض معادلة جديدة عنوانها التهجير القسري، وكسر إرادة الصمود والنضال التي جسدها شعبنا بدمه وصموده الأسطوري.

إننا في الجبهة العربية الفلسطينية، نؤكد أن دعم صمود شعبنا في غزة وسائر الأرض الفلسطينية المحتلة، لم يعد خياراً تضامنياً، بل بات واجباً قومياً وأمنياً لكل أحرار الأمة. وعلى العرب أن يدركوا أن الجبهة الفلسطينية ليست سوى الخندق الأمامي لمعركة الدفاع عن الكرامة العربية، وأن من يتقاعس اليوم عن دعم هذا الخندق، قد يجد نفسه غداً في مواجهة نيران العدوان ذاته داخل عواصمه وحدود بلاده.

وأضاف سليم البرديني ، لقد بات واضحاً أن ما يجري في فلسطين يتكامل مع التصعيد الصهيوني المتواصل ضد سوريا ولبنان، حيث تواصل آلة الحرب الصهيونية شن غاراتها العدوانية على دمشق ومحيطها، وتستبيح السيادة اللبنانية بشكل شبه يومي، في محاولة لفرض منطق الردع الأحادي، وتصفية كل عوامل القوة في الامة العربية. وهذا ما يؤكد أن المشروع الصهيوني لا يتوقف عند حدود فلسطين، بل يمتد إلى كل شبر من أرض العرب، وأن أمن شعوبنا مترابط، وأي تراجع في ساحة من ساحات المواجهة يغري العدو بالتمدد إلى الساحات الأخرى.

ونوه “البرديني” إلى جانب هذا العدوان الوحشي، فإن تقاعس المجتمع الدولي وعجزه عن وقف المجازر المستمرة في غزة، يفضح زيف القيم التي يتغنى بها النظام العالمي، ويؤكد أن الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج الذي يمارس بحق أكثر من مليوني فلسطيني، هو اختبار للإنسانية جمعاء… اختبار رسب فيه العالم بأسره تحت وطأة الهيمنة الأمريكية، وتواطؤ بعض الأنظمة، وصمت المنظمات الدولية التي خضعت للابتزاز السياسي والمالي.

وأكد “البرديني” إن الاحتلال الصهيوني، الذي يرى نفسه فوق القوانين والأخلاق والمواثيق الدولية، ما كان ليتغول بهذا الشكل لولا غطاء أمريكي مطلق، وتواطؤ غربي مهين، سمح له بارتكاب الفظائع وفرض الحصار والتجويع وتهجير السكان دون رادع. وإن صمت العالم على هذه الجرائم يمثل سقوطاً أخلاقياً مدوياً لكل المنظومة الأممية، ويجعل من التحرك الشعبي والحقوقي والإنساني ضرورة ملحة لإنقاذ ما تبقى من ضمير عالمي.

من هنا، نطالب بتحرك عالمي واسع، شعبي ورسمي، قانوني وإنساني، سياسي وميداني، للجم هذا الاحتلال، وإنهاء معاناة أهلنا في غزة، وردع المعتدي عن مواصلة عدوانه على شعبنا وأمتنا. وندعو أحرار العالم إلى أوسع تحرك تضامني مع الشعب الفلسطيني، لأن الدفاع عن غزة اليوم هو دفاع عن القيم الإنسانية، وعن حق الشعوب في تقرير مصيرها، ورفض منطق الهيمنة والاستعباد.

إن شعبنا الفلسطيني، بصموده الأسطوري، ونضاله المستمر رغم المجازر والجراح، هو جندي الإنسانية الأول في مواجهة الظلم والاستعباد والتعدي على حقوق الشعوب. وهو بدمائه وتضحياته، يرسم خريطة جديدة للمواجهة، ويرفع راية العدالة في وجه من أرادوا أن تبقى هذه المنطقة خاضعة لمنطق القوة لا قوة المنطق.