8:04 مساءً / 1 يوليو، 2025
آخر الاخبار

المعلمة الفاضلة لينا نزال ، نبع الحنان والعطاء في زمن التحديات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

المعلمة الفاضلة لينا نزال ، نبع الحنان والعطاء في زمن التحديات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

المعلمة الفاضلة لينا نزال ، نبع الحنان والعطاء في زمن التحديات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

في مسيرة الحياة، يمرّ الإنسان بمحطات كثيرة، ويلتقي بوجوهٍ متعددة، لكنّ القليل منها يترك أثرًا لا يُمحى، ويظلّ عالقًا في الذاكرة، نابضًا في القلب، حيًّا في الوجدان. ومن بين أولئك الأشخاص الذين لا تُنسى بصماتهم، كانت المعلمة الفاضلة لينا نزال، معلمة اللغة العربية في المدرسة الماليزية، التي لم تكن مجرّد معلمة، بل كانت نورًا يُضيء طريق ابنتي، وسندًا إنسانيًّا قبل أن تكون يدًا تعليمية.

إنّ المعلم الحقيقي لا يُقاس بعدد الدروس التي يشرحها، ولا بالمناهج التي يُنهيها، بل يُقاس بمدى الأثر الذي يتركه في نفس الطالب، بالحب الذي يزرعه في قلبه تجاه العلم، وبالدفء الذي يمدّه له في لحظات الارتباك والتعثر. والمعلمة لينا كانت مثالًا حيًّا لهذا النوع النادر من المعلمين. في زمن تتقاذفه التحديات، وفي ظروف استثنائية أثقلت كاهل الجميع، بقيت صامدة كجبلٍ لا تهزّه العواصف، بل تحنو كأمّ، وتُعلّم كصاحبة رسالة، وتحتوي بروحٍ لا تعرف التعب.

علينا أن نعترف، أنّ تعليم اللغة العربية في هذه الأيام أشبه بزراعة وردة في صحراء، إذ يواجه المعلّمون تحديات جمّة، نتيجة لانقطاع الطلبة، وتذبذب سير العملية التعليمية، ونقص التأسيس المتين لدى بعضهم. ورغم ذلك، أراها – المعلمة لينا – تُمارس مهنتها كما تُمارس النحلة جمع الرحيق: بصبر، بحب، وبإيمانٍ لا يتزعزع. لا تيأس، ولا تشتكي، بل تمضي في العطاء، كمن يعرف أن الغرس الطيب لا بدّ أن يزهر، ولو بعد حين.

أتذكر تلك الحادثة البسيطة التي كشفت عن عظمة روحها: يوم أن نسيت ابنتي درس الإملاء، وأصابها القلق والتردد، لم يكن ردّ المعلمة تأنيبًا ولا عتابًا، بل كان بلسمًا يضمد خوفها. قالت لها: لا تقلقي، اكتبي ما تستطيعين، وسأعيده لك لاحقًا. يا لها من عبارة بسيطة، لكنها كانت كجناح من دفءٍ يطير بابنتي بعيدًا عن الخوف، ويعيدها إلى ساحة الأمل. هذا هو التعليم الحقيقي، وهذه هي التربية النبيلة، حين يصبح التشجيع غذاءً للروح، والتفهم دواءً للضعف، والكلمة الطيبة نبراسًا في درب الطالب.

المعلمة لينا… شكرًا لكِ لأنك اخترتِ أن تكوني أمًّا في قلب المعلمة، وأن تكوني ضوءًا في قلب العتمة، وأن تواصلي رسالتك رغم وعورة الطريق. أنتِ زهرة في بستان التعليم، يفوح عبيرها رغم قيظ الأيام. أنتِ الحرف الجميل في جملة الحياة، والنبض الحنون في قلب مهنة الأنبياء. أعانكِ الله، وبارك فيكِ، وكتب لكِ بكل موقف إنساني صادق، أثرًا لا ينطفئ في الدنيا، وأجرًا لا ينقطع في الآخرة.

دمتِ قدوةً في العطاء، ورمزًا من رموز التعليم النبيل، فبمثلك تُبنى الأجيال وتُصاغ العقول، وتُكتب الفصول الأكثر جمالًا في قصة التعلم والنجاح.

شاهد أيضاً

فارسين أغابكيان شاهين تستقبل السفير الصيني تسنغ جيشن وتثمن مواقف الصين الداعمة للقضية الفلسطينية

فارسين أغابكيان شاهين تستقبل السفير الصيني تسنغ جيشن وتثمن مواقف الصين الداعمة للقضية الفلسطينية

شفا – استقبلت وزيرة الخارجية والمغتربين فارسين أغابكيان شاهين بمقر الوزارة في رام الله، اليوم …