11:21 صباحًا / 28 مارس، 2024
آخر الاخبار

مخيم ليبرتي مخيم لجوء أم سجن؟ بقلم : نسرين فيضي

اكتب هذه السطور من سجن ليبرتي، وقد كنت اعيش في مخيم اشرف حتي انتقلت منه الي مخيم ليبرتي ضمن المجموعة الخامسة التي تم نقلها الي مخيم ليبرتي في الرابع من ايار الحالي.

أشرف سطور معاناة في كتاب كفاح يسطره مجاهدو خلق منذ عقود نضال حامية واحدى امثلة الفخر في العالم الحر ..وكل اسم او نقطة او قطرة دم او الم او عذاب سجون او شجن او حزن على مفقود او مقهور ما ذلك إلا عزة وشموخ وبهاء في عضوية نبيلة وانتماء لتاريخ مشرف يكون جزءا من ايران الحرة وتاريخها الناصع على الدوام.

 

انضممت الي صفوف منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بعد سقوط نظام الشاه في ايران في عام 1979 ولم يتنشق الشعب الإيراني عطر الحرية في حينها إلا أياماً معدودات و لم يمض غير قليل حتي قام الخميني بقمع و اعتقال ابناء الثورة الذين دفعوا ثمن الحرية بالنفس والنفيس لكنهم اصبحوا اول ضحايا ظلم الخميني وهكذا تم اعتقالي في عام 1982 وقضيت عشرة أعوام في السجن في حالة عقوبة وحتي آخر يوم  لي فيه كنت أنقل من سجن الي سجن آخر. ،وما كان ذنبي الا انني كنت من بين الاحرار الباحثين عن ربيع حرية لوطنهم وحق وجود كريم على الارض.

وفي صباح يوم الجمعه 4 مايو و بعد اكثر من 12 ساعة رُحلنا كلنا إلى مخيم الحرية (ليبرتي).، وبمجرد دخولنا و بمشاهدة جدرانه الطويلة والقوات المسلحة المنتشرة داخل المخيم استغربت كثيرا واستذكرت أياما مررت بها منذ سنوات في سجون الخميني، أهذا مخيم ليبرتي او سجن مسمى بالحرية.،لكنها الايام تعيد نفسها فثقافة الخميني لا تزال قائمة في طهران وبغداد ..بغداد التي تئن من وطأة فكر وهيمنة الخميني.

ليبرتي مخيم لجوء حسب التصريحات موقع لحياة لائقة ووفق الواقع (اكذوبة)فالوضع اللوجستي القاصر والغير ناضج وغير مكتمل والخدمات القاصرة فيما يتعلق بمياه الشرب و انعدام مسالك مياه الصرف الصحي في مخيم مطوف بمياه الصرف من جميع الاركان والى الخارج ومع وصول حر الصيف و منع دخول آخرين الى المخيم خاصة الصحفيين و المحامين ..مع كل ذلك لم يحضر الى ذهني ومخيلتي التي عاشت الكثير من الآلام والظروف لم يحضر اليها سوى اننا فعلا نعيش ظروف سجن حقيقي ..واسمع العالم صوتي انه سجن حقيقي ولا غير.

أتساءل كما الجميع وأوجه السؤال الان الى الامم المتحدة : أين الاتفاقيات التي تعهد السيد مارتين كوبلر بها نيابة عنها فقد تعهد فيما تعهد به بتلبية الحد الأدنى من طلبات التطمين .، وأبسط ما يمكن فعله إبعاد نقاط الشرطة عن كرفانات السكن بينما وعلى العكس فالقوات العراقية المسلحة المزودة بالعربات المدرعة و بعضا منها قريبة جداّ من كرفانات السكن الخاصة للمجاهدات المسلمات الأمر الذي يمثل خرقا لخصوصية الانسان والمرأة المسلمة في العيش بعيداّ عن الرقابة المنتهكة والرقابة العسكرية التي تتسم بطابع التلصص والتجسس.

والقوات العراقية ليس لا توفر الحد الادني للتسهيلات المعيشية فحسب وانما تضع عراقيل أمام مساعينا لرفع حاجاتنا و تقوم بمصادرة ممتلكاتنا وسرقتها كما جرى في عملية نقل الدفعة الخامسة من سكان اشرف الي ليبرتي و سرق ممثل القوات العراقية اغطية الشاحنات الطويلة التي تقدر بـ 14 الف دولار و أعادوا  العجلات الخدمية الستة (3صهاريج مياه و  صهريجين لنقل مياه المجاري “المياه الثقيلة” (مياه الصرف الصحي) وصهريج للوقود وتمت السرقة اثناء نقلنا في ظلام الليل في وسط طريق بين اشرف و ليبرتي.

القول بان السلطة العراقية وسلطة طهران قد عقدتا النية والعزم والتخطيط بإصرار على قمع عناصر مجاهدي خلق سكان اشرف المنقولون الى ليبرتي لن يكون ذلك القول والحكم حكمنا بمفردنا بل هو حكم عدل من اي مراقب مطلع ومحايد وبالتأكيد تنفذ الحكومة العراقية مخططات ونوايا النظام الايراني و لإرضاء الفاشيست الحاكمين في ايران الذين يسعون الى  مصادرة ارادتنا و كسر روح مقاومتنا باعتبارنا معارضين رئيسيين لهم.. وهنا على الامم المتحدة ان تتخذ خطوات ملموسة لإصلاح البنى التحتية لمخيم ليبرتي     وكذلك أن تدفع الحكومة العراقية لسحب قواتها المسلحة والعربات المدرعة فورا من داخل المخيم الي خارجه وان تسعى الى حماية ممتلكات السكان وصيانة كرامتهم.

في الختام انشد معكم قصيدة غنيناها نحن المجاهدات المناضلات على الدوام واليوم نرددها في السجن المسمى بـ «الحرية».

.. كآبائنا مقيدون بالسلاسل في غياهب السجون

لكنهم كانوا احرارا في ضمائرهم وقلوبهم

زادهم من نور .. ومسيرهم بريق الضياء

نور على نور .. هم لنا سابقون ونحن لهم لاحقون

ويقيننا أن الحرية حتمية قادمة إلى ايران بصمودنا وشمس إيران الساطعة ستشرق عن قريب.

نسرين فيضي – سجينة سياسية سابقة في إيران انتقلت قبل فترة من مخيم أشرف إلى سجن ليبرتي

 

شاهد أيضاً

اللواء سمير عباهره

قرارات مجلس الامن الاخيرة مؤشر نحو شرق اوسط جديد، بقلم : اللواء سمير عباهره

قرارات مجلس الامن الاخيرة مؤشر نحو شرق اوسط جديد، بقلم : اللواء سمير عباهره ولادة …