2:48 صباحًا / 27 أبريل، 2024
آخر الاخبار

أى رئيس يختاره المصريين ؟ بقلم: د.سرحان سليمان

مصر دولة عريقة بتاريخها،ومازال شعبها يتغنى بماضيها من خمسة الاف سنة،وحضارتها العظيمة الى اقتبس منها الاخرين فتفوقوا على المهد والاصل،ففى عهد “سقنن رع” احد أعظم ملوك مصر حيث انه أول من بدأ القتال الفعلى لطرد الهكسوس من مصر،والتي أنهاها ابنه” أحمس الأول “،وهو ابن الملك “سانخت ان رع تاعا الأول” ويسمى أيضا ” سقنن رع تاعا الأول”  والملكة”  تتي شري ” وتواريخ حكمه غير مؤكده ولكن يعتقد انه تولى الحكم في 1560 ق.م أو 1558 ق. م،سقنن رع كان ملك مصر من الاسره السابعة عشر،بدأحرب تحرير مصر من المحتلين الهكسوس و استشهد فى المعركة،وموميته محفوظه فى المتحف المصرى فى القاهرة،لكن ما لفت انتباهى وانا اقرأ فى تاريخه انه أمر بتعليم الاطفال فى المعابد وشدد على انه من لم يقوم بتعليم اطفاله يسلب منه ممتلكاته ويحرم من العطايا،فقد كان مهتماً بالتعليم وكان التعليم يتم فى المعابد،ومن هذا الملك مروراً حتى جاء محمد على مؤسس مصر الحديثة الذى وضع عينه على التعليم وارسل البعثات للخارج وانشأ المدارس التى كانت تنشأ اجيال على افضل تعليم متاح وقتها،ثم مرورً،هدم النظام السابق كل الثقافة لدى الشعب المصرى وركز كل مجهوداته التعليمية والثقافية على تخريج اجيال من الجهلاء والغير المثقفين،حاملين لشهادات عليا دون تعليم حقيقى،وكان الهدف من ذلك السيطرة على العقول وبالتالى السيطرة على مصر،فلا يمكن لدولة او وطن ان يتقدم او يكون لدية رؤية مستقبلية الا بالتعليم والثقافة .

 

ونتيجة لذلك اصبحنا فى مجتمع غالبيته يعانون امراض الجهل والفقر والمرض،ويسيطر على افكاره سموم اعلام النظام السابق،ونشر افكاراً تهدم الذاتية المصرية وتقضى على احلام الشباب،فنشروا افكارا هدامه واتاحوا المخدرات والدعارة وسلبوا ارادة الشباب،وجعلوا منهم مجرد بشر يعيشون ليأكلون ولا يفكرون،واذا فكروا اصطدموا بحائط سد هو القمع والتعذيب والسجون وعدم الحرية،انها جرائم ترقى الى جرائم ضد الانسانية،وايضاً اصبحنا فى مجتمع ينتشر فيه الشائعات ويروجها من يمتلك الاعلام والمال والقوة لبث معلومات معينة تفضى فى النهاية الى ما يريدون،فاذا كانت الثورة المصرية قد ازاحت رأس النظام بجبروته وفرعونيته،وبعضاً من حاشيته،الا ان النظام بجسده موجوداً ويمارس اساليبه السابقه لايجاد فرصة لاعادة الروح له من جديد،وخشية من محاسبتهم على فسادهم،كل ذلك كانت نتيجتة ان الشعب الان اصبح صعب ان يجد طريقاً صحيحا فى تفكيره: من يختار رئيساً؟ فهو لم يستطيع ان يتأخذ القرار،ومما زاد الامر صعوبة تحجيم دور العلماء،واتسام بعضهم بالفساد ومشاركة النظام السابق مما افقد الشعب الثقة فيهم،فاصبح الشعب امام مرشحين للرئاسة وعلى الشعب ان يختار،واصبح امامه برامج تدعى”برامج رئاسية،معظمها شعارات وسطوراً وضعت بعناية فائقة من اجل الوصول للمنصب واستخدم فيها أكفأ العقول فى جميع التخصصات،وبرامج اذا اطلعت عليها وجدتها ترضى الجميع،وبذلك تفقد اى لون او تميز،وانما عبارة عن سلم الوصول،وللخروج من ذلك المأذق لو تركنا البرامج الرئاسية جانباً،لنبحث فى الاشخاص لعلنا نجد الفارق ونختار من بينهم،فنجد من يتحدث ليس هو من نعرفه،فاصبح الكل مؤمن بحقوق الانسان وبالديمقراطية ومتدين،ولدية رؤية لخروج ونهضة مصر فى شهور،وكلاماً كان المصريين يحلمون،وهذا سوف يؤدى بالتأكيد الى انعكاسات غير سليمة بعد انتهاء الانتخابات للتصادم مع الواقع،وليس امامنا الان الا سؤالاً حتى يكون حديثنا مفيداً ويخرج بنتيجة لقارىء الحديث : ما المخرج من ذلك ؟

 

ان نختار بضمائرنا وان نعلى الموضوعية والنزاهة فى هذا الاختيار،ولا ننظر الى مصلحة او علاقة شخصية،ولا نهتم بمعسول الكلام او المظهر الخارجى،ولا بطريقة الاسلوب والتحدث،فهذا كله لن يفيد مصر،وانما ما يفيدنا جمعياً هو رجل صالح يؤمن بالعدل والحرية،وهذا الايمان ليس لمجرد الوصول الى منصب،وانما عقيدة لدية راسخة،وهذا لا يتأتى الا بمعرفة دقيقة للمرشح الذى سوف تختاره،واعلم انك لو اعليت المصلحة على قرار الموضوعية والحق،فأنك اول المتضررين ،فلن تجد من هولاء من يريدون توزيع الفقر بالعدل على الشعب،او من يتحكمون فى امنك وقوتك سوى التمرد بعد ذلك،وللامانة التاريخية فربما لا يكون للموضوع زمناً اخر الا بعد عدة سنوات،لا تنتظروا الخير او العدل من اشتراكى او شيوعى،او وصولى،او متلون،او متحول،او مشارك فى فساد،او من يديه ملوثه بدم،او من يعتريه كبرياء وعظمة،او …،وانما انتظروا الصلاح والاصلاح من رجل متواضع مؤمن بتاريخه بالعدل والحرية لكل المصريين.

د.سرحان سليمان

الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى

شاهد أيضاً

5 شهداء في قصف على محيط مدرسة غرب خان يونس وعلى منطقة السوارحة وسط القطاع

5 شهداء في قصف على محيط مدرسة غرب خان يونس وعلى منطقة السوارحة وسط القطاع

شفا – استشهد 5 مواطنين، مساء اليوم الجمعة، في قصف وسط وجنوب قطاع غزة. وقال …