6:59 صباحًا / 1 مايو، 2025
آخر الاخبار

“الذكرى الخامسة لاستشهاد البطل طارق بدوان: أحياءٌ في القلوب، خالدون في الذاكرة” ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

"الذكرى الخامسة لاستشهاد البطل طارق بدوان: أحياءٌ في القلوب، خالدون في الذاكرة" ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

خمسة أعوام تمضي، لكنها لا تمحو الذكرى، ولا تطفئ وهج الحنين، ولا تخفف من وطأة الفقد. خمسة أعوام مضت على ارتقاء الشهيد البطل طارق بدوان، لكن صورته لا تزال ماثلة في الأذهان، وابتسامته لم تبرح القلوب، وضحكته تتردد في ذاكرة كل من عرفه.

في مثل هذا اليوم، الخميس السادس من فبراير عام 2020، امتزجت دماؤه الطاهرة بتراب جنين، لتشهد أرضها مرة أخرى على ثمن الحرية والتضحية. كان طارق، ذلك الفتى الذي كبر بين أهله وأحبابه يحمل في قلبه نبض الوطن، وفي عينيه بريق الأمل، وفي روحه عزيمة لا تلين. كان يؤمن أن الأرض لا تُحرَّر إلا بالتضحيات، وأن الكرامة تُفتدى بالدماء.

خمسة أعوام على الغياب.. ولكن هل يغيب الأبطال؟

في الذكرى الخامسة لاستشهاده، لا نرثي طارق، فالشهداء لا يُرثَون، بل تُحكى قصصهم، تُخلّد بطولاتهم، يُحيا أثرهم فينا. كان طارق نجمًا في سماء عزون، واحدًا من أقمارها التي أضاءت لياليها الحالكة، ورحل جسدُه، لكن اسمه بقي منقوشًا في قلوب من عرفوه، في ضحكات طفليه اللذين يفتقدان صوت أبيهما، في دموع زوجته التي تواسي فؤادها بصورٍ قديمة وذكريات لا تبهت، في نظرات أمه التي تحمل في عينيها مزيجًا من الفخر واللوعة، في خطوات أبيه الثقيلة وهو يزور قبره، يحادثه كما لو كان ما زال يسمعه.

إنها خمس سنوات من الفقد، لكن السؤال الذي يوجع القلوب: كيف يمر الزمن بلا وجه طارق، بلا ضحكته التي كانت تملأ المكان حياة؟ كيف تمضي الأيام دون صوته، دون كلماته، دون حضوره الدافئ بين أهله؟ أيُعقل أن خمس سنوات كاملة قد مضت على غياب من كان شعلةً من النور، ونسمةً من الفرح، وركنًا من أركان البيت؟

أحياءٌ عند ربهم يُرزقون.. أحياءٌ في قلوبنا لا يموتون

يُقال إن الزمن يداوي الجراح، لكن جراح الفقد لا تندمل، بل تتجدد مع كل ذكرى، مع كل لحظة حنين، مع كل سؤالٍ من صغيرته التي لم تكتحل عيناها برؤية أبيها طويلًا، مع كل زيارةٍ لطفله الذي يسأل القبر: “أين أنت يا أبي؟” ويهمس إلى التراب: “أحبك يا أبي، اشتقت إليك.”

إن طارق لم يمت، فالشهداء لا يموتون، بل يسكنون الذاكرة والوجدان، يعيشون في تفاصيل حياتنا، في قصص البطولة التي نرويها، في الأرض التي روتها دماؤهم، في الأبناء الذين يكبرون على حب الوطن كما أراد آباؤهم.

“من قال إننا سننسى؟”

لن ننسى، كيف ننسى من ترك بصمته في كل قلب عرفه؟ كيف ننسى من قدم روحه ليحيا الوطن؟ كيف ننسى من علمنا معنى العطاء دون مقابل، ومعنى التضحية بلا تردد؟ طارق وكل الشهداء هم نور صدورنا، وهم بوصلة دربنا، وهم من كتبوا بدمائهم صفحات العز والمجد.

في الذكرى الخامسة لاستشهادك يا طارق، لا نملك إلا الدعاء، أن يتقبلك الله في جناته، أن يسكنك الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين، أن يلهم أهلك وذويك الصبر، أن يربط على قلب والدتك التي لم ينطفئ وجعها منذ غادرت، أن يكون لطفليك عوضًا عنك، أن يكون في أحبابك قوةً وسندًا.

في هذا اليوم، نرفع أيدينا بالدعاء، ونرفع رؤوسنا فخرًا بك، ونرفع أصواتنا لنقول: الشهداء لا يموتون، بل يولدون في كل مرة تُحكى فيها قصصهم، في كل دمعة حنين، في كل نبضة قلبٍ لم ينسَ، في كل وطنٍ لا يزال ينجب أمثالك.

رحمك الله يا طارق، وأسكنك في عليين.

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم الخميس

أسعار الذهب اليوم الخميس

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الخميس 1 مايو كالتالي :عيار 22 68.900 دينارعيار 21 …