1:55 صباحًا / 26 أبريل، 2024
آخر الاخبار

صباح الانتظار قيثارتي بقلم : موسى العقاد

ملني الليل .. وكذلك النهار

أعلمُ يا قيثارتي أن أمرك ليس بيدك !

وأعلم أنكِ مُسْيرة وغير مُخيرة أعلمُ ذلك !

وأعلم أن الحرف يُمِسكُكِ بين قوسين بجهاز التحكم

لنقول ( الريموت كنترول) أعلم ذلك!

وهنا ..!!

أعرِف أنكِ مجرد قيثارة تعزفين ألان ما يُمليه عليكِ الحرف !

وعندما كُنتِ تعزفين لي كان الحرف يكادُ يشتعل !

ولكن اقتادك كــ ورقة تحملها الرياحـ

شرقاً ..وغرباً ..

8

أعلى ..وأسفل !

7

هذا أنتِ لم تعودين قيثارة نفسكِ

أنت ألان مجرد دُمية .

يحمٍلُكِ الحرف أينما شاء ..

كـ ورقة تحمِلُها الرياح

وتتقاذفُها دون أن تهتدي

وهكذا أنتِ .!

اعلم أنكِ من ألان فصاعداً تعزفين نوتة ما يُمليها الحرف!

تعزفين .. وتعزفين ..

أكاذيبهُ تعزفين ..

وتُصدقين ..!

هُنا

قيثارة .. ولستِ بقيثارتي كــ السابق !

الان أنت مُجرد قطعة من الخشب بأوتار

تسيرين لا تهتدين .

إني راحل يا قيثارة … فاعذريني..

ولا نيــة لي بالعودة إليكـ قريباً..

اعــذريني فها أنا ذا جريحـُك..

 

ها أنا ذا مُمزق الأوتار..

لم أعد قادراً على العزف بألحانك المُزيفة.!

لم أعد أستطيــع خوض غمار مُحيطُكِ

الهادئ مرة والغادر ألف مرة..

اسمـحي لي بالرحيـل وأعطني حقيبة ذكرياتي

وأعِدُكِـ يا قيثارة…

عندما أُلملم أوتاري.. وألمي

وعندما أستجمـع شتات عزف ألحاني.. ووجعي

وعندما أجد لذاتي طريقاً..

أعِدُكِ بالرجــوع ليس كما عُدتي يوماً أنتِ للانتقام.!

وغرز خِنجر حرفُكِ بأوتار عزفي.

سأعود حاملاً حقيبة ذكرياتي وبعضاً من أوتاري المُمزقة

ولكن ..

ليس لكِ !!

 

بل لِنفسي … سأعود

ولكن في عودتي تِلكَ حتما سيغيب أحد أطرافنا الثلاثة..

أنتِ .. الحرف .. وأنا سأبقى شامخاً

كــ شموخ جِبال جرزيم والجرمق وعيبال..

ولكِ مني كما علمتيننــي يا قيثارة

أن لا أبحث عن بديل..

ولكني سأتركه يأتي بمحض إرادته..

ربما ترميــه الأقدار على عزفي الحزين..

وربما تتقاذفه..!!

 

أوتارُكِ العازفة على أطلال جُرحي النازف..

وعندها..

سأكتنفه يا قيثارة..

عندها سأحتضنه باسمك يا قيثارة.

سيتـربع بأشعاري..

وتحتفــي به قصــائدي..

فقط امنحيني يا قيثارتي ضماداً لِجُرحي .

وامنــحي روحي بعض الوقــت كي تمحــو ذكرياتنا الأليمــة..

وامنحنــي فرصة رحيــل..

عذراً يا قيثارة لم أكن أتصور أن تأتي لحظــةً نفترق بها..

ولم أكن أتخيل أن يأتي وقت نختار فيه إما الرحيـــل..

وإما الرحيـــل..

ولكنــه ها قد أتى..

فعـــذراً لهذا ولكن:

الحرف أقوى من إرادتُكِ !

فليس لكِ (( خيار))

“إنــــي راحلٌ يا قيثارة لا محالـــــة”

والى الأبد

هُنا

علني أعود وأحمل قيثارة تكون

بلسماً لــ أوتار عزفي

إن شاء الله

شاهد أيضاً

مسؤول أممي : إذا أردنا بناء غزة من جديد فسيتطلب الأمر 200 سنة ولغاية اليوم مطلوب 40 مليار دولار

مسؤول أممي : إذا أردنا بناء غزة من جديد فسيتطلب الأمر 200 سنة ولغاية اليوم مطلوب 40 مليار دولار

شفا – قال المدير الإقليمي بالبرنامج الأممي الإنمائي عبد الله الدردري، اليوم الخميس، إن كل …