8:09 مساءً / 21 مايو، 2024
آخر الاخبار

زيارة الرئيس الصيني إلى فرنسا تساهم في تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين بقلم : تشو شيوان

زيارة الرئيس الصيني إلى فرنسا تساهم في تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين بقلم : تشو شيوان


تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة دولة إلى فرنسا في الفترة من 5 إلى 7 مايو. وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها الرئيس شي إلى فرنسا وأوروبا بعد خمس سنوات، كما أنها أول زيارة الدولة للرئيس شي هذا العام، وسوف تلعب دورا هاما في تعزيز تنمية العلاقات بين الصين وفرنسا، وبين الصين والاتحاد الأوروبي.


يصادف هذا العام الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا، وتعتبر فرنسا أول دولة غربية كبرى تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية على مستوى السفراء، وهي أول دولة غربية كبرى تقيم شراكة استراتيجية شاملة مع الصين أيضا. وعلى مدار الستين عامًا الماضية، حققت الصين وفرنسا نتائج مثمرة في التعاون في الطاقة النووية، والسكك الحديدية فائقة السرعة، والفضاء، والطيران، والزراعة، والغذاء والصحة، وغيرها من المجالات الأخرى، مما جلب منافع ملموسة للشعبين.

وفي الوقت الراهن، تعمل الصين على تسريع بناء نمط تنموي جديد وتسعى جاهدة لتعزيز التنمية عالية الجودة، وهي تواجه قضايا رئيسية مثل تنمية قوى إنتاجية جديدة عالية الجودة، وبناء نظام صناعي حديث، وتعزيز التنشيط الريفي بشكل شامل، وتعزيز التنمية الإقليمية المنسقة. وتواجه فرنسا أيضا مهام مهمة مثل تحول الطاقة، والتحول الرقمي، والتعامل مع شيخوخة السكان. وفي هذا الصدد، تتمتع الدولتان بالفرص الموفرة في تسريع التعاون في المجالات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والتصنيع الأخضر والتنمية المستدامة واقتصاد كبار السن، وبناء علاقات أوثق في السلاسل الصناعية والرأسمالية. وأعتقد أن زيارة الرئيس شي هذه ستضخ زخما جديدا للتعاون الصيني الفرنسي على كافة المستويات وفي جميع المجالات. وظلت العلاقات الصينية الفرنسية، من خلال التمسك بـ “الروح الصينية-الفرنسية”، في مقدمة العلاقات بين الصين والدول الغربية، وأصبحت تلك العلاقات استراتيجية وناضجة ومستقرة بشكل متزايد في ظل الوضع الدولي المعقد الحالي.

بالإضافة إلى التعاون المثمر بين البلدين، تعد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا موضوعا ساخنا آخر يجذب أنظار الإعلام حول هذه الزيارة. ومنذ بداية الأزمة، حافظت الصين على موقف موضوعي ومحايد ومتوازن، ولهذا السبب يمكن للصين أن تتحدث مع روسيا وأوكرانيا ودول أوروبية والولايات المتحدة والأطراف الأخرى للأزمة. تدعو الصين دائما عن تعزيز السلام وإجراء محادثة السلام، وتعارض صب الوقود على النار لتوسيع الأزمة. في عصرنا الحديث، لا يمكن إنهاء أي حرب إلا من خلال إجراء محادثات السلام، فمن الأفضل العودة إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن. ومن المقرر أن يجري الرئيس شي محادثات مع نظيره الفرنسي ماكرون بشأن هذا الموضوع، إذ أن الأزمة الأوكرانية قد سببت مشاكل كبيرة لفرنسا والدول الأوروبية الأخرى، وتأمل فرنسا أن تلعب الصين دورها أكبر في حل الأزمة، وأعتقد أن الصين ستقوم بالتنسيق مع فرنسا لإيجاد حل مناسب لاستعادة محادثة السلام.

وفي الآونة الأخيرة، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن تقدمت به فلسطين لتصبح عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، وصوت لصالح القرار 12 عضوا في مجلس الأمن، من بينها الصين وفرنسا. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية الإسرائيلية، كانت لدى الصين وفرنسا دائما مواقف متشابهة إلى حد كبير، حيث تدعم كل منهما التفاوض على “حل الدولتين” لحل القضية الفلسطينية الإسرائيلية، وتدعم وقف إطلاق النار الفوري، وحماية المدنيين، وتخفيف الوضع الإنساني في قطاع غزة. وباعتبارهما قوتين متحضرتين رئيسيتين وقوتين مسؤولتين في العالم، ستواصل الصين وفرنسا الحفاظ على التواصل والتنسيق الوثيقين بشأن القضايا الساخنة الدولية والإقليمية، وحماية النظام الدولي متعدد الأطراف، والعمل بشكل مشترك على تعزيز حل الصراعات والأزمات الإقليمية من خلال الحوار والتفاوض، والعمل سويا لبناء عالم سلمي ومستقر وآمن.

وختاما يمكننا القول إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ ستكون بالتأكيد رحلة تظهر الصداقة، وتنقل الثقة، وتعزيز التعاون بين البلدين، وتجعل العلاقات الصينية الفرنسية تستمر في قيادة العلاقات بين الصين والدول العربية في المستقبل.

شاهد أيضاً

قبرص : مساعدات إماراتية وأجنبية في طريقها الى غزة

قبرص : مساعدات إماراتية وأجنبية في طريقها الى غزة

شفا – أعلنت الحكومة القبرصية الثلاثاء أن أربع سفن من الولايات المتحدة وفرنسا بصدد نقل …