8:09 مساءً / 29 أبريل، 2024
آخر الاخبار

أثار الحروب على حياة الأطفال: صرخةٌ تحتاج إلى الاستماع، بقلم : نعيمة نعمان عبد الله

أثار الحروب على حياة الأطفال: صرخةٌ تحتاج إلى الاستماع، بقلم : نعيمة نعمان عبد الله

في خضمّ الصراعاتِ والنزاعاتِ، تُصبحُ أصواتُ الأطفالِ خافتةً، ونرى معاناتهم تزدادُ يومًا بعد يومٍ.


وفي غزة، يُعاني الأطفالُ من وطأةِ الحربِ بشكلٍ خاصّ، حيثُ تُؤثّرُ بشكلٍ سلبيّ على صحّتهم النفسيّة والجسديةِ، وتعليمهم، ونموّهم الاجتماعيّ.


يُسلّطُ هذا المقالُ الضوءَ على تأثيراتِ الحربِ على حياةِ أطفالِ غزةِ، ويُؤكّدُ على أهميّةِ العملِ الجادّ لِحمايتهم وتوفيرِ مستقبلٍ أفضلَ لهم.


فالحربُ في غزةِ لا تقتصر على كونها صراعًا فلسطينيًا إسرائيليًا فقط، بل هي تجاربُ مأساويةٌ تطالُ الأطفالَ بشدةٍ، فهم من يعانون من العواقبِ الوخيمةِ لهذا الصراعِ بصمتٍ تامّ.


فمن المؤكد أنّ هذه الحربَ أثّرتْ بشكلٍ بليغٍ على أطفالِ غزةِ لما تعرضوا له من مخاطرَ جسيمةٍ على صحتهم النفسيةِ والجسديةِ، وما لذلك من أثرٍ على تعليمهم ونموّهم الاجتماعيّ بشكلٍ كبير.


فبلا شكّ، عندما تشتعلُ نيرانُ الحربِ في غزةَ، يكونُ الأطفالُ هم الضحايا الأبرياءَ نتيجةَ هذه الصراعاتِ.
فما هي تأثيراتُ هذه الحروبِ وكيف تشكلُ هاجسًا كبيرًا أمامَ أطفالِ غزةِ؟


أولًا:كما نرى جميعًا، ما يتعرضُ له الأطفالُ في حربِ غزةَ من خطرِ الإصابةِ والقتلِ، سواءٌ كان ذلك بسببِ القصفِ المباشرِ الذي يطالهم وهم في بيوتهم أو بسببِ الحوادثِ الجانبيةِ كالانهياراتِ الهيكليةِ أو الأمراضِ الناجمةِ عن ظروفِ الفقرِ والنزوحِ الناجمِ عن القصفِ المباشرِ وتدميرِ منازلهم والمنشآتِ العامةِ، مما يجبرُ العائلاتِ على الفرارِ والتشردِ.


علاوةً على ذلك، يتعرضُ الأطفالُ لخطرِ الإصابةِ بالأمراضِ نتيجةَ انعدامِ النظافةِ ونقصِ الرعايةِ الطبيةِ الذي حلّ بهم في هذه الحربِ، وما إلى ذلك من مخاطرَ. لا تشكلُ الحروبُ إلا تهديدًا على حياةِ وسلامةِ ومستقبلِ الأطفالِ.


ثانيًا: تشكلُ الحربُ آثارًا نفسيةً خطيرةً تزيدُ من معاناةِ أطفالِ غزةِ وما يتعرضون له من صدماتٍ نفسيةٍ وقلقٍ واكتئابٍ واضطراباتٍ بالنومِ، وهذه الآثارُ يمكنُ أن تبقى مائلةً لفتراتٍ طويلةٍ بعد انتهاءِ هذه الحربِ، مما ينعكسُ على قدرتهم على التكيفِ مع الحياةِ اليوميةِ وتحقيقِ إمكاناتهم الكاملةِ في المستقبلِ.


ثالثًا: يتأثرُ التعليمُ وفرصُ النموّ الاجتماعيّ لأطفالِ غزةِ بشكلٍ سلبيٍّ أثناءَ الحروبِ، وذلك لما خلفته الحربُ على غزةَ من تضررٍ وتدميرٍ للمدارسِ والمؤسساتِ التعليميةِ، مما يحرمُ الأطفالَ من الوصولِ إلى فرصِ التعليمِ الأساسيةِ والفرصِ التي تعدّ ضروريةً لتطويرِ قدراتهم ومهاراتهم العلميةِ والجسديةِ.


فوفقًا لتقاريرِ المنظماتِ الإنسانيةِ، فإنّ عددَ الشهداءِ من الأطفالِ إلى اليومِ يقاربُ الـ 14000 طفلٍ والمفقودينَ منهم يبلغُ عددهم 4000 طفلٍ.


تلك الأرقامُ الصادمةُ تعكسُ حجمَ الكارثةِ الإنسانيةِ التي يعاني منها أطفالُ قطاعِ غزةِ وتوضحُ الحاجةَ الماسةَ لتقديمِ الدعمِ والمساعدةِ لذوي الضحايا وخاصةً الأطفالِ الذين يعانون من أثرِ الحربِ بشكلٍ كبيرٍ.

هناك صوتٌ ينبعثُ من عمقِ المعاناةِ، صرخةٌ تُطلقُ من قلوبٍ بريئةٍ، صرخةُ أطفالِ غزةِ الذينَ يرزحونَ تحتَ وطأةِ حربٍ لا ناقةَ لهم فيها ولا جمل.


ففي خضمّ الصراعاتِ والنزاعاتِ، تُصبحُ أصواتُ الأطفالِ خافتةً، ونرى معاناتهم تزدادُ يومًا بعد يومٍ.


إنّ ما يتعرضُ له أطفالُ غزةِ من مخاطرَ جسيمةٍ على صحّتهم النفسيّة والجسديةِ، وتعليمهم، ونموّهم الاجتماعيّ، يُشكّلُ هاجسًا كبيرًا يهددُ مستقبلهم.


فمن واجبِ المجتمعِ الدوليّ والمنظماتِ غيرِ الحكوميةِ العملُ بجدّيةٍ لحمايةِ حقوقِ الأطفالِ خلالَ الحروبِ، وتوفيرِ الرعايةِ النفسيةِ والطبيةِ اللازمةِ لهم، بالإضافةِ إلى إعادةِ بناءِ البنيةِ التحتيةِ المدمرةِ وتوفيرِ فرصٍ تعليميةٍ واجتماعيةٍ لتأمينِ مستقبلٍ أفضلَ لهم.


وإنّ صرخةَ أطفالِ غزةِ هي صرخةُ الإنسانيّةِ جمعاءِ، صرخةٌ تُطالبُ بِحُقّهم في الحياةِ الكريمةِ، والسلامِ، والأمانِ.
فهلْ من سامعٍ لهذهِ الصرخةِ؟


هلْ من مُتحرّكٍ لِإنقاذِ أطفالِ غزةِ من براثنِ الحربِ؟


إنّ مستقبلَ أطفالِ غزةِ رهنٌ بتحرّكِ المجتمعِ الدوليّ، ومسؤوليّةُ حمايتهم تقعُ على عاتقِ الجميعِ.


فلا نتركَ صرخةَ أطفالِ غزةِ تذهبَ سُدى، بلْ لِنُحرّكَ السّاكِنَ ونُغيّرَ الواقعَ لِنُؤمّنَ لهم مستقبلًا أفضلَ.


ختامًا، إنّ حمايةَ أطفالِ غزةِ من آثارِ الحربِ هي مسؤوليّةٌ أخلاقيّةٌ وإنسانيّةٌ تقعُ على عاتقِ الجميعِ، ولن يتحققَ ذلك إلاّ بتكاتفِ الجهودِ وتعاونِ جميعِ الأطرافِ.

شاهد أيضاً

محافظ سلفيت اللواء عبدالله كميل يبحث مع سفير مالطا تطوير العلاقات الثنائية

شفا – بحث محافظ سلفيت اللواء د. عبدالله كميل مع سفير جمهورية مالطا لدى دولة …