شفا – شدد المفوض السياسي العام اللواء طلال دويكات، على أن المطلوب من المجتمع الدولي بلورة آلية ضاغطة على اسرائيل لوقف عدوانها المستمر وغير المسبوق والذي يستهدف الكل الفلسطيني ويدفع ثمنه أبناء شعبنا الذين يتعرضون لحرب إبادة، ذهب ضحيتها الالاف من المدنيين والأطفال والنساء الشيوخ بين شهيد وجريح، وانهاء الاحتلال، انطلاقاً من الاجماع الدولي على عدالة قضيتنا الفلسطينية وحلّها حلاً عادلاً وشاملاً وفق قرارات الشرعية الدولية والإطار القانوني الدولي الذي أقرته الأمم المتحدة، على أساس مبدأ حل الدولتين، وصولاً لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية .
جاء ذلك خلال لقاء المفوض السياسي العام اللواء طلال دويكات في مكتبه اليوم مستشار قطاع العدالة في اللجنة الرباعية الدولية سليم سليمي .
واضاف المفوض السياسي العام ان الأمن والسلام لا يمكن ان يتحققا الا بإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني بحريته واستقلاله وأن يعيش في أمن وسلام أسوة ببقية شعوب الأرض، وليس بالحلول الأمنية والعسكرية التي لا يمكن ان تأتي بأي أمن او سلام او استقرار .
مشيرا الى ان الحرب على غزة كشفت حقيقة اسرائيل الرافضة لثقافة الحل السياسي والسلام، وأنها منشقة عن المجتمع الدولي عبر رفضها لقرارات الشرعية الدولية، ومستوى التوافق الأميركي مع إسرائيل، وعبر التصريحات التي يكررها دائماً نتنياهو ومنذ تسلمه للحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، في سعيه لتقويض اتفاق اوسلو برفض حل الدولتين، وأن الكل الفلسطيني لاوجود له.
وتابع المفوض السياسي العام أن تاريخ الصراع لم يبدأ في السابع من اكتوبر بل يمتد عبر معاناة فلسطينية مستمرة منذ خمسة وسبعين عاماً، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس بمشهد يتكرر يومياً من اعدامات ميدانية يقوم بها جيش الاحتلال ومستوطنوه ويترافق ذلك مع اجتياحات للمدن والقرى والمخيمات يعيث فيها جيش الاحتلال خراباً وتدميراً للبنية التحتية، بالإضافة الى مصادرة الاراضي لغايات استيطانية واعتقالات، وان ما يشهده قطاع غزة من حرب تدميرية يقوم بها جيش الاحتلال وما يرتكبه من فظائع وجرائم في مشاهد يومية لا يمكن ان يستوعبها أي عقل بشري وليس أدل على ذلك مما حصل في مستشفى كمال عدوان الذي دخلته دبابات الاحتلال وقامت بدفن الجرحى وهم أحياء في مشهد اجرامي على مرأى ومسمع من كل دول العالم بشكل أفظع من الهولوكست التي يتحدث عنها العالم بشكل دائم، منوها الى أن هناك أكثر من 68% من شعبنا في القطاع لا يجدون ما يسد رمقهم من الغذاء والماء، بحيث تعمل اسرائيل على جعل قطاع غزة غير قابل للحياة، مما يستدعي من المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة ان يتحمل مسؤوليته ازاء ما يرتكب من جرائم، مبيناً ان الولايات المتحدة التي تتغنى دائماً بأنها بلد الديمقراطية، لا تقف متفرجة فقط على شعب يباد بأكمله بل تقدم كل الدعم العسكري لإسرائيل لكي تواصل حربها على شعبنا الفلسطيني .
وشدد اللواء دويكات على ضرورة وقف معاناة شعبنا الفلسطيني ويكون ذلك ليس فقط بوقف الحرب على غزة وانما بمسار سياسي، ولكن المتابع لتصريحات المسؤولين الاسرائيليين غير الأبهة بالمجتمع الدولي يرى أنها أكثر وضوحاً فيما يقوم به نتنياهو من محاولات التهرب من استحقاقات السلام عبر اضعاف السلطة الفلسطينية من بوابة الاجتياحات والحصار المالي والاعتداءات الاستيطانية سواء على الارض أو المقدسات وتقطيع اوصال الضفة وما يرافق ذلك من تعليمات اطلاق النار والتي تقوم على الاعدامات الميدانية بهدف الوصول الى مرحلة انهيار السلطة الفلسطينية، مشيراً الى أن الحرب على شعبنا مستمرة منذ 75 عاماً ولكنها كانت غير معلنة بعد 7 اكتوبر ارتفعت وتيرتها بشكل غير مسبوق في التاريخ المعاصر .
وفي سؤال عن السيناريوهات المتوقعة لما بعد الحرب أكد المفوض السياسي العام أن السلطة الوطنية الفلسطينية موجودة في قطاع غزة ولم تغادره وأن مصير القطاع مرتبطٌ بالحل السياسي الشامل للضفة والقطاع والقدس، التي تشكل وحدة جغرافية واحدة، واغلاق ملف الحرب وبعدها الكل يتحمل مسؤولياته في اطار هذه الدولة وفي إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الحريصة على تجسيد آمال شعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والتمسك بالثوابت الوطنية المجمع عليها أبناء شعبنا، وبما يتوافق مع المجتمع الدولي .