3:38 صباحًا / 4 ديسمبر، 2024
آخر الاخبار

الصين تبذل جهودا مكثفة لوقف إطلاق النار، بينما الولايات المتحدة تهدد الاستقرار الإقليمي، بقلم : باي يوي

الصين تبذل جهودا مكثفة لوقف إطلاق النار بينما الولايات المتحدة تهدد الاستقرار الإقليمي، بقلم : باي يوي

الصين تبذل جهودا مكثفة لوقف إطلاق النار ومنع أعمال العنف بينما الولايات المتحدة تهدد الاستقرار الإقليمي بقلم: باي يوي

في شهر نوفمبر الجاري تتولى الصين الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وباعتبارها أحد الأعضاء الدائمين الخمسة في مجلس الأمن، فإن دور الصين وموقفها في الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجذب الكثير من الاهتمام. وبسبب المعارضة الأمريكية المتكررة، واجه مجلس الأمن العديد من العقبات أمام حل القضية الفلسطينية، إلا أن الأمم المتحدة لا تزال تلعب دورا لا يمكن تجاهله في حل القضية الفلسطينية.

وقد شاركت الصين بعمق في الاجتماعات والمشاورات ذات الصلة للأمم المتحدة ومجلس الأمن على أساس مبدأ موضوعي وعادل، ودعمت الأمم المتحدة ومجلس الأمن في القيام بدورهما اللازم، وشاركت في التصويت لصالح اعتماد مشروع القرار بشأن الوضع بين فلسطين وإسرائيل في الجلسة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، واستجابت للمجتمع الدولي، وخاصة العربي، لتحقيق وقف إطلاق النار وتجنب اتساع رقعة الصراع.

منذ اندلاع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ظل الجانب الصيني يبذل جهودا مكثفة لوقف إطلاق النار ومنع أعمال العنف، وينادي باستعادة السلام.


وذلك بعدة طرق ..

أولا : عندما التقى رئيس الصين شي جين بينغ برئيس الوزراء المصري مدبولي، الذي كان في الصين لحضور المنتدى الثالث لـ”الحزام والطريق”، أكد الرئيس شي أن الأولوية القصوى هي وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن لتجنب اتساع رقعة الصراع والتسبب في كارثة إنسانية خطيرة. وأشار إلي أن المخرج الوحيد لحل الصراع المتكرر بين فلسطين وإسرائيل هو تنفيذ “حل الدولتين”، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل.

ثانيا : إن عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية وانغ يي عقد لقاءات وأجرى مكالمات هاتفية مكثفة مع وزراء الخارجية وكبار الشخصيات السياسية لكل من فلسطين وإسرائيل ومصر والسعودية وإيران وتركيا وروسيا والولايات المتحدة والبرازيل وماليزيا وغيرها، كما عقد لقاء مع أمين عام الأمم المتحدة والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، لتسليط الضوء على موقف ورؤية الجانب الصيني تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بهدف دفع تهدئة الصراع، والدعوة إلى تفادي وقوع كارثة إنسانية خطيرة جراء توسع رقعة الصراع.

ثالثا : مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضية الشرق الأوسط تشاي جيون بحث مع المسؤولين السعوديين في الرياض سبل حشد الجهود الدولية لإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة فورا. كما مثل بلاده في قمة القاهرة للسلام بشأن القضية الفلسطينية، حيث دعا إلى وقف إطلاق النار وتجنب تصعيد الصراع، معبرا عن تأييد وساطة الدول العربية، مشيرا إلى ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته عن خلق ظروف لازمة لاستعادة السلام.

رابعا : إن الجانب الصيني قدم مساعدات إنسانية عاجلة عبر كل من السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالات الأمم المتحدة، وسيواصل تقديم مساعدات مادية وفقا لاحتياجات سكان قطاع غزة.

وفي المقابل، يواجه موقف الولايات المتحدة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني انتقادات حادة ويهدد الاستقرار الإقليمي.

بعد مرور شهر على الصراع المميت، لم تكتف الولايات المتحدة بتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط، بل قدمت أيضا دعما عسكريا واسعا لإسرائيل(تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 14.3 مليار). بالإضافة إلى ذلك، استخدمت مرتين حق النقض في مجلس الأمن الدولي لعرقلة قرارات متعلقة بالوضع في فلسطين. وقد قوبلت هذه الإجراءات بانتقادات وأدت إلى خروج مظاهرات في الداخل والخارج، بما في ذلك استقالة جوش بول، وهو المسؤول الكبير بوزارة الخارجية الأمريكية، الذي وصف إجراءات الحكومة الأمريكية بأنها “رد فعل متهور” قائم على “الإفلاس الفكري”.

كما أثارت الإجراءات الأمريكية منذ بداية الصراع احتجاجات على مستوى العالم، حيث أعرب المواطنون في العديد من البلدان عن استيائهم. ورُددت شعارات مناهضة للولايات المتحدة خلال مظاهرات أقيمت أمام سفارتي الولايات المتحدة في الأردن ولبنان، فيما شهدت المظاهرات في طهران حرق العلمين الإسرائيلي والأمريكي.

وصل بايدن يوم الأربعاء إلى إسرائيل لإظهار دعمه لإسرائيل، بعد ساعات فقط من وقوع انفجار في مستشفى بغزة أدى إلى مقتل المئات، وهو ما زاد من تصعيد التوترات وأسفر عن إلغاء قمة مع قادة عرب. إن إلغاء القمة، الذي جعل جولة بايدن في الشرق الأوسط “زيارة مصغرة” استغرقت أقل من ثماني ساعات، مما يطلق رسالة واضحة بأن الدول العربية لا ترحب بالرئيس الأمريكي.

ورغم أن الولايات المتحدة تسمي نفسها بأنها الراعي الرئيسي للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، إلا أنها في الواقع فشلت باستمرار في الوفاء بالتزاماتها على مر السنين. فلم يتم الوفاء بعد بالتعهدات التي قطعتها إدارة بايدن على نفسها، مثل مناصرة السلام الإسرائيلي الفلسطيني، وإعادة فتح القنصلية العامة المسؤولة عن الشؤون الفلسطينية في القدس، ووقف التوسع الاستيطاني الإسرائيلي. وعلى الرغم من تأييد الإدارة الأمريكية لـ”حل الدولتين”، إلا أنها لم تتخذ إجراءات تُذكر نحو تحقيق هذا الهدف. من الواضح أن الإجراءات المذكورة أعلاه التي اتخذتها الولايات المتحدة ستزيد من الصراعات وتزيد من تقويض السلام والاستقرار الإقليميين.

أن الصين باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن، ستلتزم العدالة والإنصاف في المحافل الدولية، وستواصل دعمها لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وإظهار دورها الإيجابي في إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة. وكذلك دعم الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة، وتقديم المساعدات لهم بقدر الإمكان.

شاهد أيضاً

اليونسكو ووزارة السياحة والآثار بالتعاون مع المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة يطلقون دورة تدريبة

شفا – أطلقت اليونسكو ووزارة السياحة والآثار بالتعاون مع المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة اليوم دورة …