6:53 صباحًا / 19 أبريل، 2024
آخر الاخبار

دمشق آخر زنقة لوحش سوريا وليس الإكوادور بقلم : د.أحمد أبو مطر

هل يمكن توقع مصير وحش سوريا بشار الذي رفض طوال قرابة عامين كافة نداءات الرحيل، ويستمر بعناد همجي في قصف سوريا وشعبها بكل أنواع الأسلحة آخرها صواريخ سكود، ولم يتبق لديه ما لم يستخدمه بعد سوى السلاح الكيماوي الذي لن يتورع هذا القاتل عن استخدامه، فمن بدأ في مارس 2011 باستعمال الرشاشات ومدافع الدبابات ضد المتظاهرين السلميين في مدينة درعا، وتدرّج في أساليب قتله لإستعمال الطائرات والقصف الجوي في مدن سورية عديدة، لن يردعه ضميره غير الموجود أساسا عن استعمال السلاح الكيماوي الذي أكدت مراكز رصد عالمية أنّه بدأ بتزويد طائراته بهذا السلاح فعلا، مما يعني انّه فقد الأمل في البقاء والسيطرة على حركة ثورة الشعب السوري المتصاعدة داخليا وخارجيا.

تصريحات حليفه الروسي

لذلك لم تأت من فراغ تصريحات مسؤولي حليفه الروسي، إذ صرّح ميخائيل بوغدانوف أحد نواب وزير الخارجية الروسي يوم الخميس الموافق الثالث عشر من ديسمبر 2012 لوكالة الأنباء الروسية: ” إنّ نظام بشار الأسد يفقد السيطرة على البلاد أكثر فأكثر وذلك رغم لجوء النظام لاستخدام الطائرات الحربية وترسانة الصواريخ ضد مقاتلي المعارضة. علينا أن نواجه الأمر وبالتالي لا يمكننا استبعاد انتصار المعارضة”. وربما يكون هذا التصريح بداية الصحوة الروسية كي يعرف نظامها أنّه كان وما يزال يقف مع نظام قمعي متوحش ضد إرادة الشعب السوري، وما زال يحول النظام الروسي وشبيهه الصيني دون صدور قرار إجماع دولي ضد هذا النظام المتوحش.

تزايد عزلة نظام الوحش والاعتراف الدولي بالمعارضة

ويترافق ذلك مع تصاعد الاعتراف الدولي بائتلاف المعارضة السورية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي عقد في مدينة مراكش المغربية يوم الأربعاء الثاني عشر من ديسمبر 2012 ، وكان هذا الاعتراف الدولي بوضوح شديد لا مواربة فيه،حيث حضره مندوبو 130 دولة مما يعني عزلة عربية ودولية كاملة لهذا النظام المتوحش القاتل الذي لا أعتقد أنّ نظاما في العصر الحديث واجه شعبه بهذا المستوى من الجرائم التي ترقى فعلا لمستوى الإبادة الجماعية المتعمدة. وقد شهد هذا المؤتمر المهم مواقف نوعية خاصة:
1 . الموقف السعودي حيث أعلن وزير الخارجية سعود الفيصل عن تقديم مساعدة إنسانية للشعب السوري قيمتها مائة مليون دولار من خلال ائتلاف المعارضة لمواجهة المأسآة الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب السوري.
2 . الموقف القطري حيث أعلن رئيس الوزراء ووزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثاني، أنّ نظام بشار الأسد قد انتهى فعلا وأنّ قوى المعارضة تفرض سيطرتها على أجزاء واسعة من البلاد، داعيا المجتمع الدولي إلى الإستعداد لمواجهة استحقاقات المرحلة القادمة عبر عقد مؤتمر للمانحين الدوليين لمساعدة الشعب السوري وإعادة إعمار ما دمّره النظام الأسدي .
3 . موقف أحمد معاذ الخطيب رئيس ائتلاف المعارضة السورية الذي دعا روسيا لرفع غطائها عن هذا النظام المجرم محملا موسكو مسؤولية استخدام النظام الأسدي للأسلحة الكيماوية التي هي تزويد روسي، وفي الوقت ذاته دعا الطائفة العلوية للعصيان والمشاركة في الثورة فالنظام يقمع العلويين كما يقمع بقية الطوائف السورية. وهذا صحيح يعرفه ميدانيا من عايش الشعب السوري طويلا، فنسبة الفقر والقمع في المناطق العلوية لا تختلف عما هو في بقية المناطق السنّية والدرزية وغيرها، فليس كل العلويين مثل آل مخلوف أخوال الوحش الذين سرقوا ونهبوا ثروة الشعب السوري بكل طوائفه ونسيج مجتمعه.

المطلوب تحرك عربي لتزويد الثورة بالسلاح

وهذا مطلب رئيسي لقوى الإئتلاف السوري في ظلّ استخدام نظام الوحش لكافة أنواع الأسلحة ضد الشعب السوري، وهي الأسلحة التي لم يستعملها مطلقا منذ أربعين عاما ضد الاحتلال الإسرائيلي للجولان. لذلك طالب ذلك صراحة المعارضان السوريان “رياض سيف” و “جبر السوفي” مؤكدين قدرة المعارضة على حسم المعركة خلال أسابيع إن تمّ تزويدها بالسلاح خاصة أنظمة الدفاع المتقدمة لمواجهة طيران الوحش. والسؤال المهم لصالح الشعب السوري هو: لماذا تنتظر الدول العربية التي أغلبها ضد نظام الوحش الدعم بالسلاح من الدول الغربية؟ لماذا لا تقوم الدول العربية هذه بتقديم السلاح والعديد منها يمتلك هذه الأسلحة التي يحتاجها ثوار سوريا؟. لماذا لا تؤسس الدول العربية لمنظومة أخلاقية مفادها عدم السكوت على هذه الجرائم الآن ومستقبلا من أي نظام ضد شعبه؟. لماذا دوما ننتظر الفرج والخلاص من الخارج؟

دمشق آخر زنقة يا وحش وليس الأكوادور

كل هذه التطورات الإيجابية لصالح الثورة السورية هي التي أدت للزيارة السرّية التي قامت بها مستشارة الوحش (بثينة شعبان الصحاف) لدولة الإكوادور في أمريكا اللاتينية لتبحث مع مسؤوليها إمكانية لجوء الوحش وعائلته والمقربين من حاشيته. وقد صرّح رئيس الإكوادور “رافاييل كوريا” أنّ بلاده ستدرس موضوع لجوء بشار الأسد إليها إن تسلمت طلبا بهذا الشأن، كما تأكدت زيارة نائب وزير خارجية الوحش فيصل المقداد لعدة دول في أمريكا اللاتينية لبحث هذا الموضوع. وأعتقد أنّ ساعات الوحش أصبحت معدودة خاصة بعد تسريب أنباء عن طرحه استعداده للرحيل، وذلك استنادا لتصريح أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض لوكالة رويترز مساء الخميس الثالث عشر من ديسمبر حيث قال: ” إن الشعب السوري لم يعد بحاجة الى تدخل قوات دولية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، مع تقدم مقاتلي المعارضة نحو وسط العاصمة دمشق”، وأضاف” أنّ المعارضة تدرس عروضًا من الأسد لتسليم السلطة ومغادرة البلاد لكنها لن تعطي أي ضمانات إلى أن ترى عرضًا جادًا”.

وماذا إن وصل هذا العرض من الوحش؟

بالطبع القرار بخصوصه ملك لقوى المعارضة السورية والشعب السوري الذي أجبر بثورته الشجاعة هذا الوحش على طلب الرحيل، ولكن ماذا بخصوص ما لا يقل عن خمسين ألف قتيل وألاف السجناء والمفقودين وأكثر من نصف مليون لاجىء ومهجر سوري؟. هل سيسمح للوحش مرتكب هذه الجرائم الجماعية بالرحيل وطلب اللجوء أم يحاكم عليها ليلقى المصير الذي يليق بجرائمه؟
www.drabumatar.com

شاهد أيضاً

مؤسسة عير عميم : اسرائيل هدمت منذ بداية الحرب 141 منشأة بالقدس الشرقية

شفا – أكدت مؤسسة حقوقية إسرائيلية أن نسبة هدم المنازل في القدس الشرقية تضاعفت خلال …