6:38 صباحًا / 19 أبريل، 2024
آخر الاخبار

الجيش الإسرائيلي بات يعاني من تقهقر في القدرة العسكرية أمام الفلسطينيين الثائرين

شفا – تصاعدت عمليات إطلاق النار واستهداف جنود الاحتلال على الحواجز والنقاط العسكرية في الضفة الغربية بالآونة الأخيرة، حتى باتت تحت مرمى نيران المقاومين الفلسطينيين، موقعة بينهم قتلى وجرحى.

وشهد الأسبوع الماضي عمليتي إطلاق نار على حاجزي مخيم شعفاط شرق القدس، و”شافي شمرون” قرب نابلس، خلال أقل من 48 ساعة، تعرض خلالها جنود الاحتلال المتواجدين لعمليتين مختلفتين في التوقيت والمكان، ومتشابهتين في النتيجة وطريقة التنفيذ والانسحاب.

وفي كلا الهجومين، تمكّن شابان من الوصول لأماكن تواجد الجنود المدججين بالسلاح داخل غرف محصنة وأبراج مراقبة، وأطلقوا عليهم بضع رصاصات من مسافة صفر، فقتلوا بعضهم وتركوا البقية في حالة ذهول، دفعتهم للاختباء خلف السواتر ومنعتهم من الرد.

وقتل جنديان إسرائيليان وأصيب 32 جنديًا ومستوطنًا، في 106 عمليات فدائية، و162 نقطة مواجهة خلال الأسبوع الماضي بالضفة والقدس.

وتوزعت العمليات الفدائية كالتالي: 40 عملية إطلاق نار، و66 عملية إلقاء عبوات متفجرة وزجاجات حارقة في عدة مناطق.

العمليتان قرب حاجز مخيم شعفاط و”شافي شامرون”، لم تكونا الأخيرين اللتان تستهدفان جنود الاحتلال وأماكن تواجدهم، سواء على الحواجز أو داخل معسكراتهم أو آلياتهم.
فصباح أمس الأحد، نفّذ مقاومون عملية على حاجز نصبته قوات الاحتلال في منطقة “المربعة” قرب قرية “تِل” غرب نابلس، ألقى خلالها المقاومون قنبلة “غير محلية الصنع” بين عدد من الجنود، لتوقع بينهم إصابات، في حين انسحب المنفذون بسلام، بحسب بيان مقتضب لمجموعة “عرين الأسود” التي تبنت العملية.

وفي الثالث عشر من أيار/ مايو الماضي، قتل جندي إسرائيلي من وحدة اليمام الخاصة خلال اشتباكات مسلحة مع مقاومين في مخيم جنين، وفي الرابع عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي، قُنل ضابط إسرائيلي في عملية إطلاق نار قرب حاجز الجلمة شمال جنين.

هذه العمليات الجريئة التي أسفرت منذ بداية العام الجاري عن مقتل 4 عسكريين بين ضابط وجندي، أعادت تسليط الضوء على قدرات الجيش الإسرائيلي الذي يصف نفسه بأنه أحد أقوى الجيوش في العالم من حيث التدريب والإمكانيات القتالية والاستخبارية.

وحول الأسباب التي أدت لوصول الجيش الإسرائيلي لهذه الحالة، يقول المختص في الشؤون الإسرائيلية عزام العدس: “الجندي الإسرائيلي هو ابن البيئة التي يعيش فيها، فإن كانت في حالة استنفار كان كذلك، وإن كانت الظروف العامة مريحة انعكست عليه أيضاً”.

ويضيف، “منذ 2007 تعيش الضفة حالة هدوء نسبية بعد توقف انتفاضة الأقصى وتفكك فصائل المقاومة واعتقال جميع المطلوبين وتصفيتهم، ومنذ ذلك الحين لم يواجه الاحتلال سوى عمليات فردية متفرقة”.

ويُشير إلى أن كل ذلك أدى لدخول الجندي الإسرائيلي في حالة ترهل، حيث تحول من مقاتل في جيش نظامي، لعنصر في قوات مكافحة الشغب، تقتصر عملياته على ملاحقة ملقي الحجارة واعتقال الناس من منازل.

ويرى “أبو العدس” أن المناورات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بين الحين والآخر لم تنجح في إخراج الجندي من هذه الحالة، لأنها ببساطة مجرد تدريبات لا تحاكي الواقع.
ويكمل: “الجيل الأول من الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يقاتلون عن عقيدة انتهى بغير رجعة، أما ما هو موجود اليوم فمجرد شبان التحقوا بالجيش لأسباب مادية وطمعًا بوظيفة مريحة بعد التقاعد”.

ويوضح أنّ نسبة كبيرة من الملتحقين بالجيش يفضلون العمل بوحدات “الهاي تيك” وغيرها، هذا عدا عن زيادة نسبة المتدينين في المجتمع الإسرائيلي الذين لا ينضمون للجيش أصلاً، إضافة لوجود نقص حاد في القوى البشرية داخل المؤسسة العسكرية.

ويتوقع ضيفنا أن يتجاوز الجيش الإسرائيلي حالة الترهل التي يمر بها في حال تصاعدت المقاومة، بحيث يصبح أكثر يقظة نتيجة الدروس التي يستقيها بعد كل عملية.

من ناحيته، يشير المختص في الشؤون العبرية عادل شديد إلى أن عدة تقارير مهنية صدرت عن مسئول لجنة الشكاوى السابق في الجيش الإسرائيلي اللواء “إسحاق بريك” أظهرت تراجعاً في الحافزية والروح القتالية عند الجنود الإسرائيليين.

ويُشير، إلى أن هذه الظاهرة يعززها ميل المجتمع اليهودي للعيش على الطريقة الغربية التي تقدس الفكر الأناني، وتفضل الحياة المرفهة.

ويتابع: “لذا نرى أن غالبية الجنود يفضلون الاختباء أو الهرب عند وقوع أي عملية، حفاظًا على أرواحهم، وهو ما يؤدي لدخولهم في حالة إرباك وتخبط وخوف”.

ويرى “شديد” أن “صور وفيديوهات العمليات الفلسطينية كتلك التي وقعت في حاجز مخيم شعفاط، تنعكس سلبًا على معنويات الجنود وتزيد من حافزية المقاومين على تنفيذ عمليات مماثلة، خاصة عندما يلمسون ضعف وجبن الجندي الإسرائيلي”.

ويسرد: “منذ حرب 1967 وحتى الانتفاضة الأولى عام 1987، ظلّ المجتمع الإسرائيلي ينظر للجندي نظرة مقدسة بعيدة عن الانتقاد، لكن بعد حرب الخليج الأولى والانتفاضة الثانية وما بعدها حرب لبنان عام 2006 والحروب الأربعة على غزة، اهتزت ثقة الجمهور بجيشه”.

ويُؤكد أن وقوع عمليات مشابهة في المستقبل ستؤدي لمزيد من تآكل احترام المجتمع الإسرائيلي لجيشه وستزيد من اهتزاز ثقته به.

وحسب “شديد” فإن التراجع في أداء الجيش الإسرائيلي في العموم مرده فقدان ثقة الجنود بقادتهم، وإهمال وزارة الدفاع للقوات البرية وتحول الجيش لقوة تعتمد على سلاح الجو والطائرات لحسم المعارك.

شاهد أيضاً

الاحتلال يعتقل الأكاديمية نادرة شلهوب من القدس

شفا – اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، المحاضرة في “الجامعة العبرية” في القدس، بروفيسور نادرة شلهوب، …