9:56 صباحًا / 29 مارس، 2024
آخر الاخبار

دردشة رقم (112) ابو عمار: عُدْ – لترى بقلم : ابو علي شاهين

دردشة رقم (112) ابو عمار: عُدْ – لترى بقلم : ابو علي شاهين

دردشات في الذكرى الثامنة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات

هذه دردشة سيكون بعضها قديم وبعضها جديد ..


وبعضها عليه تعليق ما / وآن أوان نشرها.


مقدمة


بالرغم من حاجتي الملحة للمشاركة في رثاء “الختيار”- خاصة في هذا العام، ولدي اكثر من سبب شخصي وعام يدفعني للمشاركة هذه. إلا أنني لم أشأ الكتابة .. ومع ذلك بدأت في تسطير هذا الرثاء..، وأعترف (!) أن القضية الوطنية الفلسطينية في ظل المعطيات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والنضالية أصبحت أحوج ما تكون الى الرثاء ..، فلم تعد لنا بوصلة بل ولم تعد لنا سماء نستدل من نجومها درب دوريتنا الوطنية المقاتلة . لهذا -.- تاهت بي الحروف /ماذا أقول لحبيب الشعب الوحيد في هذه المرحلة .. نعم ماذا أقول لك أيها “الختيار” القابع في أعماق الطهارة النضالية ؟ ماذا يمكنني قوله وانت الساكن في ضمير المقاتلين والمناضلين والشرفاء والاحرار وثوار الديار الفلسطينية والوطن العربي والعالم .. وحالنا هو هذا الحال؟


(1)
ختيارنا /أيها الفدائي .. بكل معاني ودلالات وقراءات ووعي الكلمة حروفاً ومعانٍ .. نفتقدك ويشب الحنين في أعماقنا اليك .. ونتساءل من هو أعظم الأحياء بين ظهرانينا في حينا.. فيعود الصدى حاملاً على جناحيه صرخات الافق..تحمل الحقيقة.. إن ” الختيار” هو أعظم أحياء رحلتكم الدنيوية الراهنة ..، . وإستغربت الملائكة سؤالنا .. بل وأبدت استنكارها المعنف.


(2)
يؤكد منظروا حركات التحرر الوطني العالمية ..، أن الثورات الوطنية تنتابها مراحل المد والجزر .. وفي مرحلة المد.. هناك الف أب و أب لها ..، و أما مرحلة الجْزر فهي لقيطة .. و في أحسن الظروف يتيمة ..، .
من هنا فالخروج من مرحلة الجزر .. يفرض التعامل مع المعطيات التي أفرزتها المرحلة ..، وهذا يتطلب الآتي :
1- القائد القدوة .. المقتدر على الجمع ولا الطرح.


2- الخلية القيادية الجماعية – الشريكة في ادارة الصراع.
3- أن يتم فرز (1+2) عبر هيئة قيادية تكون السند والظهير ذات قوة التأثير الافقي والعمودي، بهدف مراكمة الإنجاز تلو الانجاز وصولاً لتحقيق شعار الثورة الوطنية الأول “ثورة حتى النصر”.


(3)


الأخ/ قائد الثورة –”الختيار” .. قال لك الثوار في شرق وجنوب آسيا، بعد أن شرح لهم رفيق النضال / ابو جهاد .. الدلالات الحية للثورة الفلسطينية القادمة وما يحيط بها من صعاب، قالوا لكم .. ” انتم ثورة المستحيل”، وقالوا” “إنكم ثورة برميل البارود فوق برميل النفط الشرق أوسطي ” .. وقلتم وقالوا .. وقالوا وقلتم..، وحُسم الامر بالقول الفصل- [كلمة واحدة / سننطلق] .. وهذا ما كان، وعدتم .. وكان الاستعداد الدؤوب للانطلاقة .


(4)


وقال رجل الثورة الجزائرية القوي / وزير الدفاع، كلمته للأخ المناضل / ابوجهاد ..، “انطلقوا ..واطلقوا طلقة واحدة و‘عُد اليَ” .. هكذا كان رهان الجميع-. ولم تيأس يا “ختيار ” واخوانك، كان البحث عن الطلقة (التي تحمص بحذر شديد في أفران الخبز ليلاً).. وعن قطعة السلاح التي علاها الصدأ..، لتوضع في أطشاط الغسيل أو أنصاف البراميل ليتم حَكها لازالة الصدأ، المهم أن تتم الانطلاقة وبعدها لكل حادث حديث، هذه هي ارادة الثوار .. خلق كل الظروف لصالح إنطلاقة الثورة المسلحة . وتركت وظيفتك ومقاومتك وحضرت لدول الطوق .. تجوب مواقع الانطلاق المستقبلية..، وتلتقي بالمقاتلين ممن تم الاتصال بهم وتنظيمهم.


(5)
وبعد التي واللتيَ .. تم الاتفاق القيادي على الانطلاقة بإسم ” القيادة العامة لقوات العاصفة” على ألا تكون أيها الفدائي/ قائدها .. وأن، تسند قيادتها العامة للأخ المناضل الكبير/ محمد يوسف النجار- ابو يوسف، وتعاونتما معاً. ولم تهتم..إنطلقت لأداء دورك القيادي..لإنجاز تفجير الانطلاقة قبل نهاية العام، [1964].


وكان اللقاء بين “الختيار”وإحدى الخلايا العسكرية في جبال الخليل..بقيادة المناضل العجوز/ابو نبيل- بدوي جنيد، و جلبوا كمية من (بارود-النافعة أي أشغال الطرق)..و إنكب “الختيار” علي تصنيع عبوة ناسفة..وتحتاج هذه العبوة الي وقت زمني أكثر من عبوة (T.N.T)..، .


هنا إحتج عضو الخلية المناضل الفدائي/محمد شرف..، و تسائل:-“هو إحنا شو بدنا نفجر المنطقة يا محمد “..، وأضاف المناضل الشاب/عطية رشيد الطباخي بلهجته الخليلية:-بتيجي علي أهون السبايب” ووجه حديثه ضاحكاً لأخيه/محمد شرف:-“شو مستهنين فينا”..وأضاف “أول مرة..ناس بتروح هناك..بتنسف وتشتبك، مش بتجيب بقر وغنم “.


(6)


تواجد”الختيار” هناك..ولم يقل لأي من رجال الثورة..تَقَدم..بل قال إتبعني..، هذا هو القائد القدوة الذي نحن إحوج ما نكون اليه في هذه المرحلة العصيبة من تاريخنا، نعم..نحن نعبر منعطفاً شديد الانعطاف و الانحدار ..ملئ بالمنزلقات والعثرات و المطبات والغباء المسئول في المعالجة..، .


كنت أيها “الختيار” مع اخوانك الكبار في وطنيتكم وثوريتكم وعطائكم .. كنتم شركاء.. ولم يكن أي منكم أجيراً .. كما نتلمس في المرحلة الراهنة..، – لهذا صنعتم مع إخوانكم ورفاق سلاحكم مجداً ثورياً .. إنتَزَع من العدو الصهيوني إعترافاً (ما) بحقوق الشعب العربي الفلسطيني بقيادة ممثله الشرعي والوحيد، وبالمناسبة بقيت زعامة ” حماس” الذكية جداً وحيدة لا تفرق بهذا الأمر(!!!).


(7)
وإنهار الوضع العربي الرسمي.. وتفجر إثر أحداث الكويت (1990)، وزاد الطين بلة.. الانهيار المدوي للمنظومة الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفياتي الصديق .. وتمدد النفوذ الامريكي ليغطي الساحة العربية بلا منازع ..، ونظرت حواليك فوجدت الجواء..، وأنى يممت وجهك فثمة أمريكا .. وما أدراك ما أمريكا.


قبلت بالنتائج تحت كل الضغوط الداخلية والعربية والاقليمية والدولية ..، ولكن قال” الختيار” – اذا كانت اوسلو نهاية المطاف فإنها الخيانة العظمى .. وأما إذا كانت محطة على الطريق .. فإنها خطوة نضالية. والآن يترجم بعضنا “أوسلو” بالعبرية لليمين الصهيوني .. لأن بيته في رفح أو جنين .. أكبر من حجم بيته في بشيت أو صفد.
(8)


رَحَلْت وإرْتحت مما نعانية الآن .. ونفتقدك ونحن نلمس مسلسل الأخطاء الاقتصادي والاجتماعي والتوعوي والسياسي.. وكأن القدر يقف لنا بالمرصاد لعدم إحراز أي نجاح مهما كان بسيطاً أو محدوداً أو طارئاً أو هامشياً ..، لأن “القيادة” لم تتعامل مع كامل أذرع النضال الوطني .. وأبقت يا ” ختيار” نفسها في حفرة خيار ذراع المفاوضات، فإنتهت قدرتها على المناورة .. حيث تم معرفة حدودها من العدو..، .


هنيئاً لك في راحتك السرمدية.. وأحبابك في مقبرة باب الأسباط (القدس) ينتظرونك بفارغ الصبر..، وكم أحمد الرب أن ثمة إحتفال (نوعاً ما ) بذكرى رحيلك ..، الى اللقاء .. فاللقاء معك حيث أنت .. خير وأبقى من البقاء مع بشر لا يعرفون قيمة أحد.. إلا أنفسهم وذويهم . الى اللقاء .. وإنها لثورة حتى النصر.

شاهد أيضاً

شهداء وجرحى بقصف اسرائيلي على قطاع غزة

شفا – استشهد وأصيب عشرات المواطنين، الليلة، في غارات شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على أنحاء …