10:23 مساءً / 25 أبريل، 2024
آخر الاخبار

حوار مع الشاعرة اللبنانية هتاف صادق، وباقة من اشعارها الكاتب والباحث احمد محمود القاسم

ضمن سلسلة، لقاءاتي وحواراتي المتواصلة كالعادة، مع سيدات عربيات مبدعات وخلاَّقات، اسلط الضوء عليهن، بهدف اشهارهن وإظهارهن على السطح، كونهن مغمورات ولا أحد يشعر بهن في بلدانهن، حتى لا يشعرن بهن من بنات جنسهن، في بلدهن الذي تنتميان اليه، وحتى في باقي البلدان العربية، بينما عندما يخرجن خارج بلدانهن العربية، يثبتن كفاءة منقطعة النظير، ويتبوأن افضل المراكز العملية والعلمية، ويثبتن وجودهن ويتألقن بشكل مثير للإعجاب والتقدير، في هذا اللقاء، كان لي حوار مع الشاعرة اللبنانية هتاف صادق، وهي سيدة لبنانية مقيمة في كندا، وتعشق وطنها وتحبه كثيراً، ومتعلقة به كثيراً، تتمتع بمستوى عال من الثقافة العميقة والإبداع الخلاق، وكذلك تتمتع بقصائدها الطويلة والوطنية، وبكلماتها المنتقاة والواضحة، وضوح الشمس، وتحمل فكراً وطنياً وقومياً، والشاعرة هتاف دقيقة الملاحظة، وتمتاز ببديهيتها، وبساطتها، وأشعارها الممتعة والشيقة، والتي تحتوي على الكثير من الصور التعبيرية الجميلة والمؤثرة.
# اول اسئلتي للسيدة هتاف صادق كان هو من هي هتاف صادق؟؟؟
هتاف صادف، شاعرة وكاتبة لبنانية عربية كلاسيكية، صدر لها ديوانان من الشعر، الأول بعنوان (جنون الصمت) وهناك ديوان قيد الطبع بعنوان (هُتاف الشعر)، شاركت في عدة مهرجانات وأمسيات شعرية في وطنها لبنان، وخارجه، ونشر لها قصائد كثيرة في صحف ومجلات لبنانية وعربية. هتاف السوقي صادق كما صورت نفسها شعرا :
صوت الإباء دوى في صدري الرحب، فصرت كالناي في ترجيعة القصب… أمر فوق كتاب الكون قافية، تُغري خيال بنات الشعر والأدب، أرمي الحروف على أوراق ذاكرتي، إن مسّها قلمي في البال تلتهب، والحسن يُشغلني في وهج طلعته، يُضفي علي نقاب الثلج والسحب، فأستحيل جناحا طاف في أفق، يختال بين سماء العين والهدب، من فلذة الروح أوراقي معتقة
أشتم نجم العلى التياه في عُجُب، هو اليراع سكيب السحر مفتتن، وجدول العمر سكب الراح في العنب، ملأت منه كؤوس الفن أغنية، أصداء رنتها كالرنة الذهب، فاعذوذب البلبل الغريد زقزقة، والعود راقصه في نشوة الطرب، أنا الربابة أوتاري مُذهّبة، ونغمتي اشتعلت من شعلة الشهب، ما همنا من ضباب فوق خيمتنا، فالشمس تطرد تيها ظلمة الحجب، لبنان قلبي .. وشرياني ونبض غدي، فالمجد ينهل من أبنائه النجب، على المرابض أُسْدٌ في الوغى صرخوا
يا أرزة الخلد في وجداننا انتصبي، أهلي السيوف وما لانت عزائمهم، ما أطرب السيف في أنشودة الغضب
# هل هتاف صادق شخصية قوية وصريحة وجريئة؟؟؟
هتاف صادق قوية، بقدر ما منحها الله تعالى من قوة، وصريحة، نعم وجريئة الى ابعد الحدود في مواقفها الانسانية والوطنية، وفي ايمانها بالله العلي العظيم الراسخ في نبضها .. هي أرزة شمًّاء من وطنها، تعانق غصونها اللبنانية وأمتها العربية.
# ما هي القيم والأفكار التي تؤمن بها الشاعرة هتاف صادق؟؟؟
هي تؤمن بكل قيمنا وشيمنا العربية والإسلامية خُلقاً وفكراً .. علماً وأدبا.. نهجاً ومسلكاً
وقد وصفها الدكتور الشاعر كمال يونس وقال:
عربية أنت، مسك الأرض، وجذرها الضارب فى عمق الكبرياء، خالدة الذكر دوماً، فى الأرض وفى السماء، وفى الكون تعلو هامتك، والاسم تشكله الأفلاك، عربية أنت، سر الكرامة، رحيق الأصالة والكبرياء، تبثَّين فى أبنائك الشموخ، وتروين فى نفوس العالمين الإباء، عربية أنت.
اهدي لك هذه القصيدة وللقارئ الكريم، التي حازتْ على جائزة الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، وعنوانها..(يا شعر يا سيد الحلم) طبعا هذه القصيدة من تأليف هتاف صادق:
يا شعر،،، يا سيد الحلم، قرعت باب القوافي هزني الرد، الشعر أقفر لما أقفر المجد، يتيمة أحرفي دار الزمان بها، هل غادر الحب واستشرى بها السهد، هل ضاع مني قناديل أواعدها،أم في مآقي الليالي شرد الوعد، حيرى أنا ورمال العصف تمطرني، ووابل من جنون الريح يشتد، يا شعر.. يا سيد الأحلام كيف هوت، شمس العروبة والأيام تسود، أقلامي انفجرت في الحبر واحترقت، لم يبق ألا مداد القلب والود، يا سيد الحلم ،، طاب العصف في دمنا، فالنخل لا ثمر دان ولا قد، خذني اليك على وجه العراق يدا، تكفكف الدمع نارا جمرها الخد، يا سيد الحلم ،، أقرأ ،، هالنا زمن، يغتاله العاجز الموبوء والوغد، هبّت علينا وحوش الليل عاصفة، وأضرموا البرق، واقتض الحمى الرعد ومر أبرهة أخيالة اصطخبت، والسامري انتشى في كأسه الحقد، يا معشر الطير شقي الأرض واقتلعي، بيوت خيبر… بيت الله ينهد، فالجاهلية لم تهجر أباً لهب، ولم يغادر هواه الغدر والوأد، تبت يداه ،، وتب النسل (قلت) فكم في صلبه الوثني ارتد مرتد، وفوق رأس أبي جهل ،، يد ،، ويد، فالرأس يخنع لما الأذن تنشد، والصمت أسرج عاراً وامتطى صنما، والبيت لا عمد والسيف لا حد، دم العراق على النهرين منهمر، والماء شح وحل الظالم النكد، ومصر ثكلى عروس ترتجي بطلاً، والنيل غار بكاه الزرع والسد، وغزة وئدت في مهد تربتها، والقدس مريم حرّى شاقها المهد.
# هل يمكن القول ان الشاعرة هتاف صادق اديبة شاملة، كاتبة وروائية وشاعرة ام هي شاعرة فقط؟؟؟
هتاف صادق، هي شاعرة قبل كل شيء، وشاعرة بعد كل شيء، وهي في كل الحالات، ناثرة فنية أصيلة، يكاد نثرها الفني يتماهى مع ما يسمى اليوم بالشعر النثري .. إنها متمسكة بقواعد الوزن الخليلين وتعتبر أن القصيدة الكلاسيكية هي أم الفنون وقصر الفنون .. ولا شك أن في جعبتي المختزنة، في روحي نداء قوي للدخول الى عالم القصة والرواية، اللتين لي معهما تجارب متواضعة .
# هل يوجد لدى هتاف كتب مطبوعة وغير مطبوعة وشهادات علمية، الرجاء توضيحها بالتفصيل؟؟؟
لدى الشاعرة هتاف صادق ديوان مطبوع باسم (جنون الصمت) وآخر سيصدر قريبا جداً ان شاء الله بعنوان (هتاف الشعر) وكتاب يتضمن عما قيل في هتاف صادق من أصدقاء شعراء ونقاد وأدباء . وهي في طور تحضير قصص وأغاني للأطفال إن شاء الله تعالى.
هتاف صادق حائزة على ليسانس في علم النفس، وكانت في طور التحضير للماجستير، عندما اندلعت الحرب اللبنانية، وحائزة على سنة ثالثة في الأدب العربي. وهذه قصيدة لزعيمنا العربي جمال عبد الناصر، إحدى قصائدي الوطنية، بعنوان: آت أنا يا نيل
آتٍ أنا يا نيل، صهو الهادر العاتي، أشعل دماء المدِّ، واغسل قلب مأساتي، آتٍ أنا يا نيل
طوفاناً وعاصفةً، أجتثُ من كفيك، أشواك الخيانات، سأصد من خانوا، ومن ذلوا، ومن وهنوا
فأنا المشرّعُ جبهتي، عزاً ورايات، اقرأ كتابي وأنتظر آتٍ أنا آتِ، آتٍ أنا يا نيل،.. في حجر وفي بشر، في كل طفل عاشق، نبضي وخلجاتي، آتٍ أنا والقدس عاصمتي، وسيف يدي، آتٍ أنا بغداد، حاضرتي وحصني نخل واحاتي، آتٍ أنا، في يقظة التاريخ في أرض النبوات آتٍ أنا في كل مصباح ومِشكاة آتٍ من ألإعصار من بركان لاءاتي فاقرأ كتابي وانتظر آتٍ أنا آتِ هل ذاكرٌ ..آن القنال تأممت ورؤوسنا صنو الكرامات، هل ذاكرٌ قصر الضيافة (يوم وحدتنا)
وشريان الأخوّات هل ذاكرٌ (منشية البكري) وصوت القائد العملاق في أوج البطولات (والثورة البيضاء) شعّت في مدى الأعمار، آياتِ، فاقرأ كتابي وانتظر آتٍ أنا آتِ آتٍ أنا يا نيل، وعدُ الله في كتبي، فليبدإ الإيمان نوراً، في خلايا الروح والذات ويعود زهو إبائنا في نُسغ أمتنا، ويشبُّ ماء العمر، شلال الشهامات، فاقرأ كتابي وانتظر آتٍ أنا آتِ.
# هل لدى هتاف جوائز علمية وخلافه؟؟؟
حازت الشاعرة هتاف السوقي صادق على الكثير من الدروع والجوائز وشهادات التقدير قبل سفرها الى كندا بالإضافة الى صالونها الأدبي، الذي استضافت اليه معظم الشعراء الكبار وعلى رأسهم الشاعر الكبير سعيد عقل، وهي قد شاركت ايضا في معظم المهرجانات والصالونات الأدبية، قبل وبعد سفرها. كما حازت على جائزة الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري ,, وجائزة مهرجان القلم الحر للإبداع العربي في جمهورية مصر العربية، وحصلت على تكريمين، وهما وشهادتي تقدير في مهرجاني ابن الشاطئ للإبداع الأدبي وإثراء الحركة الأدبية والتميز الابداعي الخاص في جمهورية مصر العربية ايضا ..
# لمن تكتب هتاف صادق؟؟؟ ما هي رسالة هتاف التي تود ايصالها لعامة الناس ام لفئة محددة ام للكنديين ام للعرب بالغربة فقط؟؟
الشاعرة هتاف السوقي صادق تكتب لكل الناس، والناس متعددة الصفات والطاقات والأجناس وكل من يمتلك الحس الأدبي الصادق، يعرف كيف يتعامل مع هذه الفئات، إن تباعدت أو تقاربتْ.. المهم، أن رسالتها ايصال الحقيقة والصدق الفني والأخلاقي الى الجميع، رسالة الشاعرة، هي ايقاظ الأمة العربية من سباتها العميق، والعودة الى ماضيها المجيد في رسالتها الخالدة، باعتبارها أمة خير الأمم، وإن محور نضالها الفكري هو استعادة الأرض السليبة فلسطين، وكل بقعة عربية يشغلها الاستعمار.. فكراً وحضارةً.. أرضاً وشعباً، ذلك أن الأمة العربية برسالاتها السماوية الخالدة، جاءتْ لتحيي العالم بأسره، وتنقله من حالة التخلف والقتل والهمجية والقبلية والجاهلية، الى دولة تشع بالقيم السماوية الخالدة.. وعلى الصعيد الأدبي، تسعى الى تنوير الفكر العربي، وخاصة الفن الشعري وإنقاذه من مهاوي الانحطاط والتخلف، والعودة به الى صميم وروح الأمة العربية، في عصر الازدهار والتقدم .
# كيف تتشكل عند هتاف الكتابة، خاصة القصيدة، وما هو شعور هتاف بالغربة بعيدة عن الأهل والوطن؟؟ وهل تاقلمتْ هتاف مع بيئتها الجديدة في كندا؟؟؟
كتابة القصيدة هي حالة فنية ونفسية خاصة.. ولا يمكن أن تنحصر في أوقات معينة أو ظروف معينة، إنها نداء روحي خاص، ولا بد لتلبية هذا النداء، الوطن يسكن قلبي.. وأنّى حللتُ، فإن دمي ينبض في قلبي. إن من يعتاد على الفضيلة والقيم والأخلاق، لا يمكن أن يتخلَّى عنها، بل على العكس..هي عطر بيئتها، وأينما تنتقل، فإن شذاها الطيب، يملأ المكان والزمان .
# ما هو المعين، الذي نهلتْ منه البيان والبلاغة في كتاباتك الشعرية والنثرية ؟ وما هي أمنيتك في هذه الحياة ؟
إن المعين، الذي نهلتُ منه البيان والبلاغة والحكمة، هو القرآن الكريم، الذي أنزله الله تعالى على نبيه المصطفى وخاتم الأنبياء والمرسلين النبي محمد صلوات الله تعالى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما عن الأمنية التي أود تحقيقها.. فهي أن تتضافر كتابات الشعراء والأدباء والحكماء والمفكرين، على إنتاج ساسة مثقفين وحكام مخلصين، يوحِّدون الأمة على مبادئ الحق والخير والجمال، ورعاية شعب آمن مطمئن ,, يرفل بالحب والسلام والسعادة والأمن والأمان ..
# كيف تنظر هتاف للعادات والتقاليد الجديدة التي تحيط بها من الكنديين، هل تجاريها وتتقبلها ام ترفضها وما هي هذه العادات والتقاليد لديهم على سبيل المثال؟؟؟
إن العادات والتقاليد هي انعكاس الفكر الانساني .. ومن كان فكره الانساني مفعما بالنبل والتقوى، فلا شكَّ ان عاداته وتقاليده لن تخالف أحكام ايمانه المطلق، بفكره المؤمن القويم ..
هذه قصيدة الشهيد محمد الدرة .. القيتها في شهر أيار الماضي في مهرجان الكتاب الحديث الذي أقيم في شحيم بمناسبة يوم الأرض وأرجو ان تنال اعجابك وهي بعنوان: درّة الشرق يا دمعة الحزن في وجه الثرى، دررُ، يا ضوء جرح رنا في ليلنا، قمرُ، تغيب ! لا .. أنت في أحضان كل أبٍ، وأنت بين ضلوع الأم تنحفر، وأنت أمنيةٌ كم طال موعدها، وكم سهرنا وأضنى عمرنا السهر، وأنت في البال طير الحلم في وطنِ، وكم مشينا وضاع الهجر والسفر، واليوم أنت على عرش ٍومملكةٍ، وتاجك الدرّ من آياته الحجر، يا درة الشرق يا عمراً يشع دماً، يا نجمةً علِّقت في صدر من صبروا، من شوّه البدر ؟ من أوهى ضفائره ؟ من أحرق العطر ظلماً وهو يختمر، همى النجيع وقلب الطفل منشرحٌ، على ضفاف الردى والوجد مستعر، كريمةٌ أرضنا .. والقمح لون دمٍ، وبيدر الشهداء الآن يُعتصر، ويسقط الحلم في كفّ الحقود لظىً، وتصرخ العين ” آهٍ ” خانني البصر.

انتهى موضوع:حوار مع الشاعرة اللبنانية
هتاف صادق، وباقة من اشعارها

شاهد أيضاً

مسؤول أممي : إذا أردنا بناء غزة من جديد فسيتطلب الأمر 200 سنة ولغاية اليوم مطلوب 40 مليار دولار

مسؤول أممي : إذا أردنا بناء غزة من جديد فسيتطلب الأمر 200 سنة ولغاية اليوم مطلوب 40 مليار دولار

شفا – قال المدير الإقليمي بالبرنامج الأممي الإنمائي عبد الله الدردري، اليوم الخميس، إن كل …