2:10 مساءً / 20 أبريل، 2024
آخر الاخبار

هل الانقسام مرض مزمن ؟؟؟ بقلم : نبيل عبد الرؤوف البطراوي

طال الانتظار الشعبي لإنهاء حالة الانقسام والتشرذم التي يعيشها الوطن الفلسطيني منذ سنوات طوال إلى حد انه أصبح البعض يشعر بان هذه الحالة الفلسطينية لابد أن تبقى ثابت وعلى الشعب الفلسطيني والعالم التعاطي معها دون تغيير ,فعدد الاتفاقات التي تمت بين الفصليين القائم بينهما النزاع أصبحت كثيرة ولا يمكن حصرها نتيجة لتنوع وتعدد الأماكن التي احتضنت جلسات الحوار بينهما ,ونتيجة لكثرة من تدخل وعمل على التوفيق فيما بينهم ,فمن مكة إلى القاهرة إلى الدوحة ,إلى غيرها من العواصم والفنادق التي احتضنت للقاءات المرتونية فيما بينهم ,وقد كان أتفاق القاهرة الجامع والشامل والوافي والكامل والذي أجمل كل نقاط الخلاف فيما بينهم إلى حد أنه عالج قضية منظمة التحرير والانتخابات للمجلسين الوطني والتشريعي واليات تنفيذ هذه الانتخابات ,كما عالج البرنامج السياسي الذي أصبح ,بدون مواثيق هو السائد والعام المتبع من قبل كل القوى الفلسطينية العاملة على الساحة في ظل سياسة التأجيل الجماعي لا بل التنويم الجماعي لمفهوم المقاومة المسلحة ألا كحالة ردة الفعل نتيجة لخروج وخرق إسرائيل لوقف أطلاق النار المتفق عليه ضمنيا بين الجميع .
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بقوة من قبل الكل الوطني الفلسطيني ما سبب تعطيل تنفيذ كل هذه الاتفاقيات ؟وهل المعطل خارجي أم داخلي؟هل طغت المصالح الشخصية على المصالح الوطنية العامة ؟هل تعتمد القوى المتنفذة في شعبنا على حالة الاستنزاف لمقدرات شعبنا وجعله يسير خلف مشاغل حياتية جعلتهم يعتقدون بأن هذا الشعب من الصعب عليه أن يستعيد ذاكرته ومجده الذي أصبح نبراس اهتدت فيه كل الشعوب التي خضعت لحكم طغاة أمنوا حالة السكون الجماهيري ,وفي غفلة من الزمن هبت هذه الشعوب وأسقطت فراعنة زمانهم ,دون أن يتمكنوا من الهروب من المحاكم الشعبية التي كادت أن تنصب لهم لولا وجود من يدينون بالولاء لزمان الطغاة  وخوفا من دخولهم قفص المحاسبة كما دخله هؤلاء الفراعنة!
أن ما يعيشه شعبنا اليوم حالة مأساوية بمعنى الكلمة ,فمن لا يموت مدفونا تحت نفق يموت من شمعة أو صعقة كهربائية أو من نعش طائر ,بالطبع تعددت الأسباب والموت واحد ولكن من المسئول عن حياة أبناء الشعب أم أن المسئولية تقتصر على الحصاد وجمع الجمارك والضرائب  ,أن حالة الاغتناء التي وصل أليها أبطال المقاولات لم تعد تريهم أو تسمعهم أنات شعبنا الذي لم يعد كتاب غينتس للمصائب يتسع لحجم المصاعب والمتاعب التي يعانيها شعبنا إلى حد أنه أصبح يشعر بأنه أصبح عالة على الكون بعدما كان شعب مقاوم ومناضل صاحب أنبل قضية وطنية وخاض غمار أنبل ثورة عرفها التاريخ المعاصر ,أن من يعتقد بأن شعبنا بحاجة إلى مساعدات وأميال ومعونات يعمل بمعول هدم مكنونات هذا الشعب الوطنية تلك المكنونات التي أكسبته الوقار والاهتمام عند شعوب المعمورة ,فلو كانت هذه المعونات هي غاية شعبنا ,فهو شعب مشرد ولاجئ وكان الأجدر له  السكون إلى هذه الحالة ولا يكون له ألاف الشهداء وآلاف  الأسرى الذين خاضوا ومازالوا يخوضوا مسيرة العطاء والنضال من أجل رفع راية فلسطين خفاقة عالية فوق الأرض وتحت الشمس .
أن محاولات بعض القوى التمحك ببعض الأعذار الواهية التي لم تعد تنطلي على أحد من أبناء شعبنا من أجل تعطيل المصالحة وإبقاء الحال على ما هو عليه لسنوات طوال لا بل العمل على تقطيع المقطع ,وشرذمة المشرذم ,مثل ما تم تسميته بالاعتقال السياسي والذي أن وجد مرفوض بشكل عام من قبل كل أبناء شعبنا ,فلماذا هذه الهدنة طويلة الأمد مع من يعتقل الوطن والشعب منذ 62عاما؟لماذا هذا التساوق والتوافق ما بين البعض في المواقف من الرموز الوطنية التي تعمل ليلا ونهارا من أجل جعل قضيتنا الوطنية هي الشغل الشاغل في كل المحافل الدولية ,لماذا العمل الدءوب من قبل البعض على شق الصف الفلسطيني على صعيد التمثيل الخارجي بحجة أن هذا لا يجوز لطرف دون الأخر والنظر إلى هذا التمثيل على أنه عباءة وليس التزام بشعب مشرد في كل أصقاع الأرض,في الوقت الذي لا ينظر في  هذا الالتزام لمن هم تحت طائلة الاستغلال والسيطرة والحلب  بحجة انتخابات حصلت منذ ست سنوات وغير قابلة للإعادة ؟
أن الحالة الفلسطينية اليوم حالة مزرية ومخزية بكل معنى الكلمة نتيجة تكلس البعض خلف مصالح شخصية لم تعد تخفى على مواطن لان هذا المواطن هو السوق الرائج لكل ما يفرض عليه من مستوردات بهدف الكسب ففي الوقت الذي نجد بأن العالم يقف مرحبا ومصفقا لقائد مسيرة شعبنا في خطابه الأخير على منبر الأمم المتحدة نجد البعض يعمل على تشويه روح هذا الشعب النضالية من خلال أعطاء أعداء مشروعنا الوطني سهام الانقسام لكي يتبجح بها أمام العالم بأنه لم يعد لهذا الشعب كيانية من الممكن أن تدعي تمثيل الكل الفلسطيني .
وهنا السؤال ألا تستدعي هذه الحالة موقف جماهيري واسع يعمل على إسقاط مشروع الانقسام وكل مسانديه والمستفيدين منه؟ولجم كل الأصوات الداعية إلى قذف غزة وأهلها إلى مهب الريح وكائن الانقسام كان خيار شعبي عمل أهل غزة على قيامه ولذا وجب عليهم العقاب أو التلويح بالعقاب بين الحين والآخر ,وتصوير غزة على أنها عالة على المشروع الوطني الذي كانت هي الأساس لقيامه .
أن أاستمرار حالة نقل الرسائل ممارسة دور (الصليب الأحمر )من قبل كل القوى السياسية سواء كانت المنظمة والحزبية أو المستقلين بين أطراف الانقسام دون العمل على قيادة حراك جماهيري واسع سواء كان في غزة أو الضفة والعمل على حمايته بكل الوسائل لن يصب في مصلحة هذه القوى لأنها تكون بذالك غير قادرة على حماية المشروع الوطني من قوى داخلية فكيف من عدو خارجي؟من أجل أعادة الأمور إلى نصابها ورد الأمانة إلى أصحابها لكي يقرر شعبنا من يقوده في المرحلة القادمة طالما قبل الجميع بمبدأ الديمقراطية والانتخابات ولا أعتقد بأن هناك من يشكك في أهلية شعبنا على قدرته وفي تحديد خيارته ومن لم يتعلم من الربيع العربي عليه أن ينتظر الطوفان وما هذا ببعيد عن شعب صانع الثورات والانتفاضات ,لأنه لا يمكن أن يقبل بالتعايش مع هذا المرض الذي يريد له البعض أن يكون مزمنا ويتعايش معه شعبنا لكي يتفرغ إلى مليء الجيوب على حساب أنات وآهات شعب يعيش حالة تصعب على الكافر….فهل من مجيب؟؟؟

نبيل عبد الرؤوف البطراوي

شاهد أيضاً

شهداء وجرحى وتفجير 3 منازل وتدمير البنية التحتية في طولكرم

شفا – أصيب 11 مواطنا، واعتقل آخرون، في حصيلة غير نهائية لحصار قوات الاحتلال الإسرائيلي …