11:55 مساءً / 24 أبريل، 2024
آخر الاخبار

عبدربه : نبحث عن بديل لأوسلوا

شفا – اكد ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لـ’القدس العربي’ الاثنين بان الغاء اتفاق اوسلو مطروح للنقاش فلسطينيا، في ظل التنكر الاسرائيلي لعملية السلام والصمت الدولي عن الممارسات الاسرائيلية التي تنهي حل الدولتين على ارض الواقع بعد ان الغت اوسلو بشكل عملي.

وكانت القيادة الفلسطينية بحثت في اجتماعين متتاليين عقدتهما يومي السبت والاحد، خياراتها المطروحة لكسر حالة الجمود السائدة حاليا على صعيد القضية الفلسطينية وانهيار العملية التفاوضية وفشل اوسلو في تحقيق استقلال الشعب الفلسطيني بعد 19 عاما من توقيعه.

وفي ظل تباين وجهات النظر في صفوف القيادة الفلسطينية بشأن الجدوى من اقدامها على الغاء اتفاق اوسلو وابلاغ اسرائيل بالقرار رسميا، اكد عبد ربه لـ’القدس العربي’ أن القيادة تجاوزت في بحثها للخيارات اوسلو، وقال ‘الموضوع ليس موضوع الغاء فقط، الموضوع هو ان تكون هناك سياسة تستطيع ان تحضر بديلا افضل لانه ليس المطلوب انهيار السلطة الفلسطينية ومؤسساتها وترك الفراغ امام الاحتلال، بل المطلوب تعزيز دور مؤسسات السلطة وايضا سيطرتها على الارض بالذات وليس على السكان فقط’.

وتابع عبد ربه قائلا ‘وما لم يكن هناك مشروع سياسي متكامل تتوافق عليه القوى الوطنية، وتضع كل وزنها وثقلها من اجل نجاح هذا المشروع. وما لم يكن ذلك فنحن لسنا بحاجة لقفزات في الهواء وطرح خيارات لا نعرف ما هي نتائجها وعواقبها، فالقضية ليست الغاء اوسلو، لان اوسلو عمليا لم يعد قائما على الارض وقد الغاه الاسرائيليون انفسهم من اللحظة التي قالوا فيها انه لا توجد مواعيد مقدسة في عهد اسحاق رابين، ثم جاءت الضربات القاضية من قبل نتنياهو وشارون والحكومات الاسرائيلية المتعاقبة’.

واضاف عبد ربه قائلا في اختتام اجتماعات القيادة الفلسطينية، التي استمرت على مدار يومين ‘السؤال الاهم من ذلك كله : كيف يمكن الدفاع عن المصير الوطني الفلسطيني؟ بعد ان اصبح ليس اوسلو فقط بل حل الدولتين عمليا في حكم الملغى. نتنياهو عمل على خلق وقائع استيطانية على الارض تجعل قيام دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967 امرا مستحيلا، وبديل نتنياهو عن ذلك هو الدولة الواحدة العنصرية ليكون فيها الفلسطينيون في وضع مسيطر عليهم امنيا واقتصاديا وتتقلص باستمرار المساحة الجغرافية التي يتحكم بها الشعب الفلسطيني، وهذه هي القضية التي ينبغي مواجهتها وليس شعارات لا محتوى لها ولا اهداف لقتل ما هو ميت اصلا’، في اشارة الى اتفاق اوسلو.

وبشأن التوجه الفلسطيني الحالي للحفاظ عى المصير الفلسطيني في ظل مواصلة حكومة نتنياهو القضاء على حل الدولتين وتثبيت حل الدولة الواحدة العنصرية المسيطرة على الفلسطينيين امنيا واقتصاديا فيها، قال عبد ربه ‘هذا هو الامر الاساسي الذي قلنا بانه ينبغي ان يتداعى الكل الوطني من اجل اعطاء الجواب عليه. هل يكون فقط بخطوة تقتصر على الالغاء -اوسلو- من دون طرح البديل امام العالم؟ ام ان مسألة الذهاب للامم المتحدة وانتزاع مقعد لدولة فلسطين هو جزء من سياسة متكاملة، لان حتى هذه الخطوة الحصول على مقعد في الامم المتحدة غير كافية على الاطلاق، وهذه يمكن ان تتحول الى خطوة سياسية رمزية إن لم تسندها خطوات مختلفة للقيام بهجوم سياسي على اكثر من صعيد وكفاح شعبي سلمي يستطيع ان يعدل من موازين القوة وان يفرض في نهاية المطاف، حتى لو طال الزمن، حلا يلبي الحدود الدنيا من مطامح الفلسطينيين’.

واشار عبد ربه الى الغاء اتفاق اوسلو والبحث عن خيارات فلسطينية اخرى مطروحة للنقاش قائلا ‘ هذا الموضوع كان مطروحا للنقاش، ولكن لا ينبغي استعجال الجواب عليه لاننا نحن نتحدث عن قضايا تمس المصير الوطني ولا يمكن التصدي لهذه القضايا بالقليل من الشعارات وباجتماع او اجتماعين’.

وحول التحرك الفلسطيني في ظل قضاء اسرائيل بشكل عملي على مبدأ حل الدولتين قال عبد ربه ‘ بدأت خطوات بشأنه على اكثر من صعيد، ونحن بحاجة لاقناع ليس المجموعة العربية ودول عدم الانحياز، بل وفي الاساس الدول الاوروبية المؤثرة، حتى يكون هناك ما يشبه الاجماع الدولي بغض النظر عن الموقف الامريكي’في اشارة الى التوجه الفلسطيني للجمعية العامة للامم المتحدة لرفع مكانة فلسطين الى دولة غير عضو.

وتابع عبد ربه قائلا ‘هي عملية سياسية ليست سهلة بسهولة الحديث عن اصدار قرار او الحصول على مقعد – في الامم المتحدة- هذه العملية هي تبدأ بالحصول على مقعد، لكن لا تنتهي عند هذا الحد وانما لا بد ان تتصاعد وتتسع للدعوة الى ما يشبه المؤتمر الدولي او صيغة دولية تستند الى قرار الاعتراف بالدولة – في الامم المتحدة – لكي يكون هناك مفاوضات وحل سياسي تحت رقابة دولة’.

وبشأن ما اذا طرح بشكل رسمي الغاء اتفاق اوسلو في اجتماع القيادة الفلسطينية في اطار سعيها للضغط على المجتمع الدولي لايجاد اختراق للجمود السياسي الحالي في المنطقة، قال عبد ربه ‘بصراحة الوضع تجاوز اوسلو وليس المطلوب الان مجرد الدعوة للعودة الى مبادئ اوسلو المطلوب الان ان تكون خطوة اكبر للامام، فلا ينبغي ان ندور في ذات الحلقة او ان نلعب بذات الملعب الذي يحدده الاحتلال. اوسلو مضى عليه 18 عاما وليس المطلوب ولا هو مكسب لنا ان نطالب باعادة الحياة الى اوسلو ولا يكفي ايضا ان نطالب بالغاء اوسلو، وكما قلت لابد من برنامج سياسي متكامل يحدد مجموع الخطوات البديلة عن اوسلو وعن المفاوضات التي جرت خلال السنوات الماضية’.

شاهد أيضاً

الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يدعوان إلى تحقيق شامل في المقابر الجماعية بغزة

شفا – دعا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، اليوم الأربعاء، إلى إجراء تحقيق شامل ومستقل …