شفا – فازت الإمارات بتنظيم مؤتمر المناخ” COP 28 “، في عام 2023، في خطوة جديدة تؤكد ريادة الإمارات، وتقدير العالم لجهودها في استدامة المناخ.
وأعلنت الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ رسمياً عن استضافة دولة الإمارات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر دول “COP 28” في عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي بمشاركة قادة وزعماء العالم.
جاء الإعلان في ختام فعاليات مكثفة استمرت أسبوعين، وشاركت فيها نحو 200 دولة لاتخاذ إجراءات مشتركة لوضع حد لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري عالمياً، وتوحيد جهود الحد من تداعيات تغير المناخ .
وكانت دولة الإمارات، قد حصلت على تأييد مجموعة آسيا، والمحيط الهادئ، لاستضافة دورة عام 2023 من مؤتمر دول الأطراف، وذلك حسب وكالة أنباء الإمارات.
ملتقى للحلول
وبهذه المناسبة، قال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات: “يسرنا اختيار الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف “COP 28″ في عام 2023”.
وتابع: “خاصة أن هذا الاختيار يتزامن مع استعدادنا للاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات”.
وأضاف الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: “ونؤكد على استمرار التزامنا بدعم جهود المجتمع الدولي الهادفة لتكثيف التعاون بهدف الحد من تداعيات تغير المناخ والتحديات التي يتسبب بها”.
وأوضح: “لقد حرص الأب المؤسس على حماية البيئة، وشكل نهجه حافزاً ومصدر إلهامٍ للتقدم الذي أحرزناه في مجال البيئة وتطوير وتنويع الاقتصاد على مدى الخمسين عاماً الماضية، وسيبقى هذا الإرث منارةً لنا في مساعينا لضمان رفاهية أجيال اليوم والغد”.
وتابع: “نسعى لأن يكون مؤتمر الأطراف “COP 28″ ملتقى للحلول، وأنا على يقين بأن دولتنا الفتية والمنفتحة على العالم ستتمكن، من خلال خبرتها العميقة، من الدفع نحو إيجاد حلول عملية لأكثر التحديات العالمية إلحاحاً”.
مبادرة الإمارات الاستراتيجية
وأضاف، أن مبادرة الإمارات الاستراتيجية سعياً لتحقيق الحياد المناخي 2050، تعكس التزامنا الراسخ بدعم العمل المناخي .. وأن استثماراتنا وشراكاتنا العديدة حول العالم تظهر عزمنا على دعم الدول الأخرى في مواجهة تحديات تغير المناخ.
وأكد: “نتطلع إلى الترحيب بالعالم في دولة الإمارات خلال مؤتمر الأطراف 28 لنعزز روح العمل الإيجابي التي نشهدها اليوم، وسنحرص على إيصال صوت كل دولة لضمان خفض تأثيرات الاحتباس الحراري، وفتح آفاق جديدة من الفرص التي تجلب المزيد من النمو والازدهار والتقدم نحو بناء حياة أفضل لأجيال المستقبل”.
نهج شامل في النمو المستدام
من جانبه، ألقى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، كلمة خلال مؤتمر الأطراف في غلاسكو أوضح خلالها أن تأكيد استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف “COP 28” في عام 2023 يأتي بفضل رؤية القيادة الرشيدة والالتزام بنهج التنمية المستدامة الذي أرساه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” .
وأضاف، أن هذا القرار يعكس تقدير العالم للمساهمات الإيجابية التي قدمتها الإمارات في مجال العمل المناخي.
وقال: “يسرنا، بمنتهى الفخر والاعتزاز، أن تحظى بلادي، الإمارات العربية المتحدة، بتأكيد استضافتها الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP 28”.
وأوضح: أننا “نقدّر هذه المسؤولية، وندرك أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات مناخية طموحة، فقد حذّرت الهيئات العلمية من نفاذ الوقت أمام إمكانية الحفاظ على مستويات آمنة لارتفاع درجات الحرارة”.
خبرة عملية كبيرة
وأضاف الجابر: “تمتلك دولة الإمارات خبرة عملية كبيرة في مبادرات الحد من تداعيات تغير المناخ ومشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة التي تخلق فرصاً للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام”.
وأكد: “نتطلع إلى استقبال العالم في الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف “COP 28″ في عام 2023 في أبوظبي لمضاعفة الجهود وتعزيز العمل على خفض الانبعاثات والتكيف مع تداعيات تغير المناخ”.
وتابع: وذلك “من خلال منهجية واقعية وشاملة ومتكاملة، تركزُ على إيجاد حلول عملية ومجدية تجارياً، وتطبيق أحدث ابتكارات التكنولوجيا المتقدمة لتنمية اقتصاداتنا، وتحسين حياة شعوبنا”.
وأشار إلى تركيز الإمارات على اتباع نهج شامل قائلاً: “سيشهد مؤتمر “COP 28″، أول تقييم عالمي مدى تقدم الدول في تنفيذ مساهمتها المحددة بموجب اتفاق باريس، كما أنه سيتيح لنا إطلاق نهجٍ استباقي شامل يراعي احتياجات وظروف مختلف الدول، المتقدمة والنامية، مع توحيد جهود المجتمع الدولي”.
تهنئة مصر باستضافة “COP 27”
وقدم الجابر، التهنئة للأشقاء في جمهورية مصر العربية على فوزهم باستضافة الدورة 27 من مؤتمر الأطراف.
وأوضح، أن دولة الإمارات ستتعاون مع الشركاء في كل مكان لتحديد الدروس المستفادة بهدف تحقيق نتائج فعّالة، مؤكداً الحرص على مشاركة جميع شرائح المجتمع في هذه الجهود لنساهم في تغيير مسار البشرية نحو مستقبل أفضل.
وأضاف: “سنعمل على أن تكون هذه الاستضافة منصة لإيجاد الحلول الناجحة والقابلة للتطبيق والتي تتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة بخلق فرص للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام”.
تحويل التحديات إلى فرص
وقالت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة بالإمارات: “مع تصاعد المخاطر المناخية التي تهدد جميع دول العالم، نتشرف بحمل مسؤولية استضافة مؤتمر الأطراف “COP 28″، وسنحرص على دعم المجتمع الدولي لوضع خطة طموحة تركز على التقدم الفعلي وتحويل التحديات إلى فرص للنمو الاقتصادي”.
وأضافت: “بفضل الرؤية الاستشرافية لقيادتنا الرشيدة باتت لدولة الإمارات مكانة عالمية رائدة في الحراك العالمي للعمل المناخي، وفي العام 2023 وعلى أرض الإمارات – مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وحاضنة العديد من الفعاليات الدولية التي تركز على تحقيق الاستدامة وحماية البيئة – سيجتمع قادة العالم لمواصلة وتعزيز مسيرة التصدي لتحدي التغير المناخي”.
وتابعت: “في” COP 28″، سنركز على التعامل مع التحديات العالمية التي يفرضها تغير المناخ على كوكب الأرض وعلى الاقتصاد العالمي على أنهما وجهان لعملة واحدة، وسنعزز من استكشاف الحلول الابتكارية القابلة للتطبيق اقتصادياً والقادرة على دعم وتسريع عملنا للحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية”.
وأكدت: “نحن حريصون على مشاركة نهجنا الناجح في تحويل التحديات إلى فرص نمو لنضمن كوكب أكثر صحة واستدامة للأجيال القادمة”.
وأضافت: “نؤمن في دولة الإمارات بتمكين الشباب وإشراكهم في رسم المستقبل، وسنحرص على دعم أعلى مستويات مشاركة الشباب في الوفود وكافة أعمال وفعاليات مؤتمر دول الأطراف في COP 28”.
مبادرات مبتكرة في “COP 26”
وشهد مؤتمر “COP 26” الإعلان رسمياً عن إطلاق مبادرة “الابتكار الزراعي للمناخ”، وهي مبادرة عالمية كبرى تقودها الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة 30 دولة أخرى.
وتهدف المبادرة، التي تصل قيمة التزاماتها الأولية إلى 4 مليارات دولار، إلى تسريع العمل على تطوير أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً على مدى الأعوام الخمس المقبلة.
وتعهدت الإمارات، باستثمار إضافي قيمته مليار دولار كجزء من هذه المبادرة التي تركز على تسريع ابتكار أنظمة زراعية، وغذائية تدعم العمل المناخي.
وتسعى المبادرة إلى تعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الزراعي وتوفير فرص عمل أكبر في هذا القطاع الحيوي الذي يوفر اليوم أكثر من ملياري فرصة عمل ويوفر الغذاء لكافة سكان الكوكب.
التعهد العالمي للميثان
كما انضمت دولة الإمارات إلى التعهد العالمي للميثان بناءً على مكانتها كواحدةٍ من أقل الدول إطلاقاً لانبعاثات غاز الميثان في العالم.
وستشارك الدولة أفضل ممارساتها في إدارة انبعاثات الميثان مع أعضاء المبادرة التي يقودها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والتي تهدف إلى خفض انبعاثات الميثان العالمية بنسبة 30% بحلول نهاية العقد الحالي.
ولطالما لعبت دولة الإمارات دوراً إقليمياً رائداً في مجال الحد من انبعاثات الميثان.. وخلال العقود الخمسة الماضية، نجحت الدولة في خفض مستويات حرق الغاز الطبيعي في قطاع الطاقة المحلي بنسبة تتجاوز 90%.
منصة لتسريع مشاريع الطاقة المتجددة
وبدوره، يمتلك قطاع النفط والغاز في دولة الإمارات اليوم واحداً من أدنى مستويات كثافة انبعاثات الميثان في العالم بنسبة لا تتجاوز 0,01%.
وستعمل الدولة على تعزيز أدائها في مجال الميثان بالاستناد إلى هذا الأساس شديد الانخفاض في قطاع الطاقة.
وخلال مؤتمر” COP 26″، أعلنت دولة الإمارات بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، عن إطلاق منصة لتسريع نشر حلول ومشاريع الطاقة المتجددة، والتي تهدف إلى توفير تمويل عالمي جديد لتسريع التحول إلى حلول الطاقة المتجددة في البلدان النامية.
وتعهدت دولة الإمارات بتقديم 400 مليون دولار من خلال “صندوق أبوظبي للتنمية” لدعم هذه المنصة في جمع تمويل لا يقل عن مليار دولار.
خريطة طريق للريادة في الهيدروجين
كما أعلنت دولة الإمارات، ممثلةً في وزارة الطاقة والبنية التحتية، عن خريطة طريق لتحقيق الريادة في مجال الهيدروجين، وهي خطة وطنية شاملة تهدف إلى دعم الصناعات المحلية منخفضة الكربون، والمساهمة في تحقيق الحياد المناخي وتعزيز مكانة الدولة كمصدّر للهيدروجين.
وتتضمن خريطة الطريق ثلاثة أهداف أساسية، تتمثل في إتاحة مصادر جديدة لخلق القيمة من خلال تصدير الهيدروجين منخفض الكربون ومشتقاته ومنتجاته إلى مناطق الاستيراد الرئيسة، وتعزيز فرص مشتقات الهيدروجين الجديدة بواسطة الفولاذ منخفض الكربون، والكيروسين المستدام، بالإضافة إلى الصناعات الأخرى ذات الأولوية، والتي تساهم في تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
100 مليون شجرة
كما رفعت الدولة هدف زراعة أشجار القرم – وفق التقرير الثاني من مساهمتها المحددة وطنياً – من 30 مليوناً إلى 100 مليون شجرة بحلول 2030، كخطوة داعمة لمكانة الدولة الرائدة في الاعتماد على الحلول المستندة إلى الطبيعة في مواجهة تحدي التغير المناخي.
وعبر هذا الهدف ستصل مساحات غابات القرم في الإمارات إلى 483 كيلومتراً مربعاً وستعمل على التقاط 115000 طن من ثاني أكسيد الكربون.
شهادة على 30 عاماً من العمل المناخي الإيجابي
ويعد الفوز باستضافة مؤتمر الأطراف” COP 28 “، بمثابة شهادة على جهود دولة الإمارات في العمل المناخي منذ ما يزيد على ثلاثة عقود.
وكانت الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تصادق على اتفاق باريس وتلتزم بخفض الانبعاثات الكربونية.
كما كانت سباقة على مستوى المنطقة في تحديد أهدافٍ للطاقة المتجددة والحفاظ على التنوع البيولوجي بما يتناسب مع طموحاتها المناخية.
وحققت دولة الإمارات إنجازات متميزة على صعيد الاستدامة، حيث نجحت في خفض تكلفة توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية لتكون أقل من مختلف المصادر الأخرى، وأنشأت واحدة من أولى مرافق التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على مستوى العالم.
17 مليار دولار استثمارات في الطاقة الشمسية
كما استثمرت الدولة ما يقارب 17 مليار دولار أمريكي في مشاريع الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وتخزين الطاقة باستخدام البطاريات في 6 من قارات العالم، بما في ذلك 27 دولة جزرية معرضة لتأثيرات التغير المناخي.
وتساهم محطة براكة للطاقة النووية، التي بدأت عملياتها التجارية في شهر أبريل من العام الحالي، في إزالة حوالي ربع غازات الاحتباس الحراري التي يسببها قطاع الطاقة في دولة الإمارات، عند دخولها للخدمة بالكامل.
ومع إطلاق المبادرة الاستراتيجية سعياً لتحقيق الحياد المناخي 2050، أصبحت الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن السعي لتحقيق الحياد المناخي من خلال برنامج اقتصادي شامل يهدف إلى تحقيق التقدم والنمو المستدام.
وعقب إعلان المبادرة الاستراتيجية، تعهدت شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”، بإزالة الكربون من شبكتها الكهربائية على نطاق واسع اعتباراً من شهر يناير/ كانون الثاني 2022.
وستصبح “أدنوك” عبر هذه الخطوة المهمة أول شركة نفط وغاز تؤمن كامل احتياجات شبكة الكهرباء الخاصة بها بالاعتماد على الطاقة الشمسية والنووية.
وبدأت دولة الإمارات مسيرتها المتميزة في الالتزام بالحد من تداعيات تغير المناخ منذ عام 1989، حين صادقت على اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون.
ومنذ ذلك الحين، انضمت الدولة إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الصادرة عام 1995، وصادقت على بروتوكول كيوتو 2005.
ومنذ عامين، استضافت دولة الإمارات “اجتماع أبوظبي للمناخ” والذي حضره أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة.