5:00 صباحًا / 19 أبريل، 2024
آخر الاخبار

مذبحة صبرا وشتيلا بقلم : نبيل عبد الرؤوف البطراوي

وقعت هذه المذبحة بمخيم صبرا حيث يقع هذا المخيم بالقرب من الملعب البلدي في منطقة الرواس في بيروت ,بينما يقع مخيم شتيلا جنوب بيروت وقد تم تأسيسه في العام 1949م بهدف إيواء المئات من ألاجئين الفلسطينيون الذين تدفقوا من مدن الشمال الفلسطيني ,فبعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان بناء على أتفاق تم بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل برعاية أمريكية ,غربية دخلت القوات الإسرائيلية بقيادة أرئيل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق  إلى المنطقة الغربية من بيروت وكان هذا الدخول مناقضا للاتفاق .
لقد استمرت المجزرة على مدار ثلاث أيام متتالية 16/17/18/من شهر أيلول حيث سقط عدد كبير من الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين ولكن كان غالبيتهم من الفلسطينيين وقدر عدد الشهداء في هذه المجزرة ما بين 3500-5000شهيدا من أصل عشرين ألف مواطن كانوا يقطنون في المخيمين وقت حدوث المجزرة .
وقد هيأت القوات الإسرائيلية بعناية لارتكاب مذبحة مروعة بحق مدنيين عزل نفذها مقاتلو قوات الكتائب اللبنانية اليمينية الانعزالية انتقاما من الفلسطينيين من أجل أضعافهم في بيروت ومن أجل بث الرعب في نفوس سكان المخيمات وإجبارهم على الهجرة وترك الساحة اللبنانية ,فقامت المدفعية والطائرات الإسرائيلية بقصف المخيمات رغم اليقين عند هذه القوات بخلوا المخيمات من السلاح والمسلحين ,وأحكمت حصار مدخل المخيمات وأدخلت مقاتلي قوات الكتائب المتعطشين لسفك الدماء وهم مسلحين بالفؤوس والخناجر واخذوا يقتحمون البيوت ويذبحون سكانها دون إطلاق نار واستمرت العناصر المسلحة تتقدم ببطء مخلفة اثأر الموت ورائها فاصلة الرجال عن النساء والأطفال مطلقة عليهم النار بعد إيقافهم على الجدران ,كما تم اغتصاب عدد كبير من النساء وقد رفع الناس العزل الأعلام البيضاء للتعبير عن الاستسلام وانه ليس هناك مسلحون بالمخيم فقتلوهم جميعا وقد كان كل هذا الجرم يتم تحت سمع وبصر القوات والقادة الصهاينة ,وقد عملت القوات الإسرائيلية على توفير الإمدادات والذخيرة والغذاء لمقاتلي الكتائب الذين نفذوا المجزرة .
وبعد تكشفت أثار الجريمة البشعة والتي كان ارتكابها بمثابة وصمة عار في جبين البشرية جمعاء وخاصة الولايات المتحدة التي رعت الاتفاق الذي بموجبه تم إخراج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان ,وحدوث ضجة ورفض لهذه الجريمة في المجتمعات العربية والدولية وإسرائيل اضطرت الحكومة الإسرائيلية على تشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية برئاسة  كاهان والتي كما هو معلوم عن القضاء الصهيوني لا يمكن أن يكون منصف بحق العرب ,فكانت نتائج هذه اللجنة مخيبة للآمال وتنم عن الحقد الصهيوني اتجاه كل ما هو فلسطيني ,حيث أقرت هذه اللجنة بمسئولية بيغين وأعضاء حكومته وقادة جيشه على هذه المذبحة استنادا إلى اتخاذهم القرار بالسماح لقوات الكتائب بدخول المخيمات إلا أن اللجنة اكتفت بتحميل النخبة الصهيونية المسئولية غير المباشرة عن هذا الجرم واكتفت بطلب إقالة شارون وعدم التمديد لرفائيل آيتان رئيس الأركان بعد انتهاء مدة خدمته في الجيش ,وبهذا طوت الحكومة الصهيونية والمجتمع الدولي هذه الجريمة البشعة والتي مازالت أثارها شاخصة في نفوس وعقول من عاشوها إلى يومنا هذا فمازالت شواهد قبور الشهداء تصتصرخ الضمير الإنساني في وجوب ملاحقة مرتكبي هذه الجزرة الذين مازالوا يمارسون الجرم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني بشتى الأشكال والألوان ,وكانت النتيجة المباشرة لتقاعس المجتمع الدولي عن معاقبة هؤلاء القتلة ارتكاب مجزرتي جنين وغزة ,لا بل ممارسة الجرم اليومي بحق شعبنا ضد الأرض والشجر والحجر فهل سيصحو المجتمع الدولي ويعيد الحقوق إلى أصحابها ؟؟؟

نبيل عبد الرؤوف البطراوي
15/9/2012

 

شاهد أيضاً

مؤسسة عير عميم : اسرائيل هدمت منذ بداية الحرب 141 منشأة بالقدس الشرقية

شفا – أكدت مؤسسة حقوقية إسرائيلية أن نسبة هدم المنازل في القدس الشرقية تضاعفت خلال …