3:33 مساءً / 30 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

الجبهة العربية الفلسطينية : تصريحات ترامب انقلاب على اتفاق شرم الشيخ وتكريس للشراكة الأميركية في عدوان الاحتلال وجرائمه الشاملة

شفا – تدين الجبهة العربية الفلسطينية التصريحات الخطيرة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب لقائه مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مساء امس، والتي تمثل انقلاباً سياسياً مكتمل الأركان على تفاهمات واتفاق شرم الشيخ، وتكشف بوضوح حجم الانسجام الأميركي مع سياسات الاحتلال القائمة على العدوان والإبادة والتهجير، وتوفير الغطاء الكامل لجرائمه بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية على حد سواء.

وقالت الجبهة العربية الفلسطينية في بيان لها ، إن لغة التهديد والوعيد التي استخدمها ترامب، ومحاولته تبرير أي تصعيد إسرائيلي قادم، تعبّر عن عقلية استعمارية ترى في الشعب الفلسطيني طرفاً يجب إخضاعه بالقوة، وتتعامل مع العدوان المستمر وكأنه إجراء مشروع، متجاهلة حقيقة أن ما يجري هو حرب مفتوحة ضد شعب أعزل يحاصر ويقتل ويدمر منذ عقود.

وتلفت الجبهة إلى أن صمت ترامب الكامل إزاء اعتداءات المستوطنين المنظمة في الضفة الغربية، وجرائم الحرق والقتل والاستيلاء على الأراضي التي تنفذ تحت حماية جيش الاحتلال، ليس صمتاً عابراً، بل موقف سياسي متعمد يوفر الغطاء لتصعيد خطير يهدف إلى فرض وقائع استيطانية بالقوة، وتفريغ الأرض من أهلها، في انتهاك صارخ لكل الاتفاقات والقوانين الدولية.

إن تجاهل الإدارة الأميركية لهذه الاعتداءات، مقابل تحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية ما يجري، يكشف ازدواجية فاضحة في المعايير، ويؤكد أن واشنطن شريك مباشر في مشروع تفجير الأوضاع في الضفة الغربية، تماماً كما هي شريك في العدوان المتواصل على قطاع غزة.

أما إعادة طرح مسألة تهجير سكان القطاع باعتبارها “خياراً محتملاً”، فهي اعتراف سياسي خطير بأن ما يمارس من قتل وتجويع وتدمير إنما يهدف إلى خلق شروط قسرية لدفع الفلسطينيين إلى مغادرة أرضهم، في إحياء فج لمشاريع الترانسفير التي تشكّل جوهر المشروع الصهيوني منذ نشأته.

إن تصريحات ترامب لا تعكس فقط انحيازاً أعمى لحكومة الاحتلال، بل تمثل محاولة لإعادة تعريف الجريمة كسياسة، وتحويل الاحتلال إلى أمر واقع دائم، ونسف أي مسار سياسي يقوم على إنهاء الاحتلال أو ضمان الحد الأدنى من الحقوق الوطنية والإنسانية للشعب الفلسطيني.

وعليه، تؤكد الجبهة العربية الفلسطينية أن الشعب الفلسطيني، في غزة والضفة والقدس والشتات، لن يخضع لمنطق التهديد، ولن يقبل أن تكون دماؤه وأرضه ورقة تفاوض أو أداة ابتزاز سياسي، وتدعو إلى موقف وطني فلسطيني موحد، وانهاء الانقسام فورا، وإلى تحرك عربي ودولي فاعل، لمواجهة هذا الانقلاب الأميركي، ووقف سياسات العدوان والاستيطان والتهجير، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة.

شاهد أيضاً

عطاف الزيات

غلاءُ المُهُور، عائقٌ اجتماعيٌّ يُثقل كاهل الشباب ويهدِّد استقرار الأسرة ، بقلم : ا.د. عطاف الزيات

غلاءُ المُهُور، عائقٌ اجتماعيٌّ يُثقل كاهل الشباب ويهدِّد استقرار الأسرة ، بقلم : ا.د. عطاف …