الجبهة العربية الفلسطينية : واشنطن تعاقِب العدالة وتحمي الإبادة ، أمريكا شريك مباشر في جرائم الاحتلال الإسرائيلي

شفا – تدين الجبهة العربية الفلسطينية بأشد العبارات إعلان وزير الخارجية الأمريكي فرض عقوبات على قاضيين إضافيين في المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية قيامهما بواجبهما القانوني والأخلاقي في النظر بجرائم الحرب وجرائم الإبادة التي ارتكبتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني، ورفضهما الاستئناف الذي قدّمته حكومة الاحتلال ضد أوامر الاعتقال الصادرة بحق مجرمي الحرب بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت.

وقالت الجبهة العربية الفلسطينية في بيان لها ، إن هذا القرار الأمريكي الفاضح لا يشكل فقط اعتداءً سافراً على استقلال القضاء الدولي، بل يكشف مجدداً وبلا مواربة حقيقة الدور الأمريكي بوصفه مظلة سياسية وقانونية وأخلاقية لحماية الاحتلال من المساءلة، وشريكاً كاملاً في جريمة الإفلات من العقاب، وفي استمرار حرب الإبادة المفتوحة ضد شعبنا في قطاع غزة، والعدوان المتواصل في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وأضافت “الجبهة” ، إن معاقبة القضاة الدوليين لأنهم تجرؤوا على الاقتراب من “إسرائيل” كدولة فوق القانون، يؤكد أن الإدارة الأمريكية لا تعارض الجرائم، بل تعارض محاسبة مرتكبيها، ولا تدافع عن “القيم” و“حقوق الإنسان”، بل عن مشروع استعماري استيطاني يقوم على القتل الجماعي، والتجويع، والتهجير، وتدمير الوجود الفلسطيني.

وترى الجبهة العربية الفلسطينية أن هذه العقوبات تمثل تصعيداً خطيراً في سياسة تسييس العدالة الدولية، ورسالة ترهيب لكل المؤسسات القضائية الدولية مفادها أن الاقتراب من جرائم الاحتلال الإسرائيلي خط أحمر أمريكي، وأن دماء الفلسطينيين لا تستحق العدالة في ميزان واشنطن.

إننا نؤكد أن هذه الخطوات لن تُسقط الجرائم، ولن تبرئ الجناة، ولن تلغي حقيقة أن قادة الاحتلال مطلوبون للعدالة الدولية مهما طال الزمن، وأن الشعب الفلسطيني، ومعه أحرار العالم، سيواصلون معركة فضح هذا التواطؤ الأمريكي، والدفاع عن حق الضحايا في المحاسبة والإنصاف.

وتدعو الجبهة العربية الفلسطينية المحكمة الجنائية الدولية إلى الصمود أمام الضغوط والابتزاز، ومواصلة مسارها القانوني دون خضوع أو تراجع، كما تدعو المجتمع الدولي إلى كسر الهيمنة الأمريكية على منظومة العدالة الدولية، ووقف سياسة الكيل بمكيالين التي تقوّض ما تبقى من مصداقية النظام الدولي.