
مد يد العون في الشدائد وتحمل المسؤولية لتعزيز العدل والسلام ، بقلم : وو يافي
منذ أكتوبر 2023، أسفرت الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عن وقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق في غزة، وأودت بحياة ما يقرب من 70 ألف مدني، وتتجلى تداعياتها باستمرار، الأمر الذي أثر على ضمائر الناس في جميع أنحاء العالم.
تعد القضية الفلسطينية لب قضية الشرق الأوسط، فلن ينعم العالم بالأمن والأمان بدون الاستقرار في الشرق الأوسط.
قبل أيام، أعلن الرئيس شي جين بينغ في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قام بزيارة الدولة إلى الصين، أن الصين ستقدم المساعدات بقيمة 100 مليون دولار إلى فلسطين لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة ودعم التعافي وإعادة الإعمار فيها.
وأصدرت الصين وفرنسا بياناً مشتركاً بشأن الأوضاع في أوكرانيا وفلسطين، مما أطلق مرة أخرى صوتا قويا للدفع بإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، إن الطريق المؤدي إلى السلام ما يزال طويلا وشاقا، فزادت الحاجة لحشد قوة المجتمع الدولي في سبيل ذلك.
لا يجوز أن تغيب العدالة والإنصاف، يمثل “حل الدولتين” الطريق الواقعي الوحيد لتلبية تطلعات الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى السلام والأمن العادلين والدائمين.
إن عقدة دوامة الصراع بين فلسطين وإسرائيل هي أن “حل الدولتين” لم ينفذ سوى نصفه، حيث تم تأسيس دولة إسرائيل منذ زمن بعيد، بينما يبقى الشعب الفلسطيني محروما من استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وذلك يعد أكبر ظلم في عالم اليوم.
في يوليو الماضي، تم إصدار “إعلان نيويورك” في المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية لقضية فلسطين وتطبيق “حل الدولتين”، وتم اعتماد القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي لدعم هذا الإعلان، الأمر الذي بلور مزيدا من التوافقات السياسية بشأن تنفيذ “حل الدولتين”.
في نوفمبر الماضي، بعث الرئيس شي جين بينغ ببرقية تهنئة إلى جلسة الأمم المتحدة لإحياء “اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، مشيرا إلى أن أهم شيء هو التمسك بالاتجاه العام نحو “حل الدولتين”، وتوفير الإرشادات الاستراتيجية لإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية.
يتعين على المجتمع الدولي الحفاظ على الزخم السياسي لتنفيذ “حل الدولتين”، وإيجاد مسار عملي للدفع به، ودعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة وحصولها على العضوية الكاملة للأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن، حتى تحقيق التعايش السلمي بين دولتي فلسطين وإسرائيل وبين الأمتين العربية واليهودية في نهاية المطاف.
لا يجوز تجزئة أمن الدول، بما أن الأمن للبشرية غير قابل للتجزئة، فالقوة لا تؤدي إلى السلام والعنف لن يجلب الأمن، لقد مضى قرابة شهرين على بدء سريان وتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، من المؤسف أن الانتهاكات للاتفاق تحدث تقريبًا كل يوم.
لقد أثبت التاريخ والواقع مرارًا وتكرارًا أن الأمن الذاتي والأمن المشترك لا يمكن فصلهما، وأن تحقيق ما يسمى بـ”الأمن المطلق” من خلال حرمان الآخرين من أمنهم ليس مستدامًا، وأن ما يسمى بالأمن الذي يتعارض مع العدالة والضمير لن يتحقق.
ولا يمكن تهيئة مزيد من الظروف المواتية لتحقيق السلام الدائم لفلسطين إلا من خلال التمسك بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، والالتزام بالمسار الصحيح من التواصل والحوار.
لا يجوز تجاهل الحق في التنمية، تشير تقارير الأمم المتحدة ذات الصلة إلى أن الحرب قد محت الإنجازات التنموية في غزة التي تحققت في السنوات الـ69 الماضية، ودمرت المنظومة الطبية والتعليمية والبنية التحتية فيها بشكل شبه كامل.
مع قدوم الشتاء، يواجه سكان غزة الذين يعيشون وسط الأنقاض تحديات أكبر للبقاء، وتكون هناك حاجة ملحة لتلبية الاحتياجات الاقتصادية والمعيشية لفلسطين. منذ اندلاع الصراع في غزة، قدمت الصين دفعات عديدة من المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر قنوات الأمم المتحدة ومصر والأردن وغيرها، مما أظهر مسؤوليتها كدولة كبيرة.
أعلن الرئيس شي جين بينغ عن تقديم المساعدات بقيمة 100 مليون دولار أمريكي إلى فلسطين، الأمر الذي وجد أصداء حارة في فلسطين وغيرها من الدول العربية والإسلامية، وأرسل الرئيس الفلسطيني محمود عباس رسالة في اللحظة الأولى وأعرب فيها عن الشكر الخالص.
ما يزال الوضع في غزة هشا في الوقت الحالي، وما يزال طريق إعادة الإعمار فيها طويلا وشاقا، فينبغي للمجتمع الدولي زيادة المساعدات الإنسانية والدعم التنموي لفلسطين، وتقديم المساعدة لإعادة الإعمار ما بعد الحرب في غزة.
وينبغي على الدول المعنية وخاصة الدول الكبيرة ذات التأثير المهم على شؤون منطقة الشرق الأوسط، أن تتحمل مسؤولياتها بجدية وتهيئة الظروف المواتية لتحقيق الأمن والأمان الدائمين في المنطقة.
يتقدم التاريخ إلى الأمام دوما، وستتحقق العدالة حتما، ينبغي أن يعمل المجتمع الدولي على معالجة جذور القضية الفلسطينية، ويبذل جهودا حميدة أوسع وأكثر فعالية لتدعيم السلام، في سبيل إيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية في يوم مبكر، تحرص الصين على العمل مع جميع الدول المحبة للسلام والداعمة للإنصاف، على الاضطلاع بدورها في إحقاق العدالة، وبذل جهودها لاستتباب السلام وتعزيز التنمية.
- – وو يافي – مراقب القضايا الدولية .
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .