1:07 مساءً / 27 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

محمد علوش : الصين تؤكد التزامها التاريخي بفلسطين ورسالة الرئيس شي اختبار حقيقي لضمير العالم

محمد علوش : الصين تؤكد التزامها التاريخي بفلسطين ورسالة الرئيس شي اختبار حقيقي لضمير العالم

شفا – قال محمد علوش، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، في حوار خاص مع مراسل “وكالة شينخوا الصينية”، إن الرسائل السنوية التي يوجهها الرئيس الصيني شي جينبينغ في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني منذ عام 2013 تعبّر عن ثبات موقف الصين ووضوح رؤيتها تجاه الحقوق الوطنية الفلسطينية.


وأوضح أن هذا الالتزام السنوي ليس مجرد تقليد بروتوكولي، بل مؤشر على أن الصين تعتبر القضية الفلسطينية جزءاً من رؤيتها للعدالة الدولية ورفض الهيمنة، وأنها تتعامل معها باعتبارها قضية مبدئية ترتبط بالشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وأكد أن الرسالة تحمل أيضاً بعداً سياسياً واضحاً في مخاطبة المجتمع الدولي، وتحديداً الولايات المتحدة والغرب، بأن الصين تتبنى مقاربة قائمة على احترام القانون الدولي لا على فرض الوقائع بالقوة.


وحول تأكيد الرئيس الصيني في رسالته على ضرورة أن يكون “الفلسطينيون يحكمون فلسطين” بعد الحرب، قال علوش إن هذا الموقف يحمل دلالة عميقة تؤكد دعم الصين للشرعية الوطنية الفلسطينية ورفضها لأي وصاية خارجية، سواء من قوى دولية أو إقليمية، في إدارة الوضع الفلسطيني بعد الحرب، وأضاف أن الصين تدرك تعقيدات الساحة الفلسطينية وتحاول من خلال هذا الموقف الحفاظ على وحدة القرار الفلسطيني ومنع أي محاولات لاستغلال الظروف لفرض ترتيبات سياسية لا تعبّر عن الإرادة الوطنية.


وأشار علوش إلى أن تجديد الرئيس الصيني دعمه لحل الدولتين يأتي في لحظة تتسارع فيها الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، غير أن الاعتراف وحده – كما قال – لا يكفي لضمان إنهاء الاحتلال أو تحقيق الدولة على الأرض، واعتبر أن دعم الصين، بصفتها قوة دولية كبرى وعضواً دائماً في مجلس الأمن، يعزز مكانة فلسطين سياسياً ويشكل رصيداً استراتيجياً يضغط باتجاه حل سياسي قائم على القانون الدولي، ويعيد التأكيد على أن الدولة الفلسطينية المستقلة هي الطريق الوحيد لتحقيق سلام عادل ومستدام.


وفي تعليقه على وصف الرئيس الصيني للقضية الفلسطينية بأنها “اختبار لنظام الحوكمة العالمي”، أكد علوش أن هذا التوصيف يعكس رؤية عميقة تعتبر القضية الفلسطينية معياراً لمدى التزام النظام الدولي بالمبادئ التي يعلنها، مثل العدالة وحقوق الإنسان وتطبيق قرارات الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن مبادرة الحوكمة العالمية التي طرحتها الصين تمثل إطاراً مهماً لإعادة التوازن إلى آليات اتخاذ القرار الدولي، بما يخدم القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وأضاف أن هذه المبادرة يمكن أن تعزز دور المؤسسات الدولية، وتحمي المدنيين، وتوفر أساساً متعدد الأطراف يعيد الاعتبار للحل السياسي ويحد من الإجراءات الأحادية التي تقوّض فرص السلام.


وأوضح علوش أن الرسالة الصينية تحمل أيضاً رؤية شاملة تربط بين وقف إطلاق النار وتحسين الوضع الإنساني وإعادة الإعمار وبين حل الدولتين، مؤكداً أن هذا الربط يعكس فهماً سياسياً متقدماً يرى أن السلام في فلسطين جزء من السلام الإقليمي والعالمي، ولفت إلى أن الخطاب الصيني يحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته في معالجة الأسباب الجذرية للصراع وإنهاء الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني، ويضع الصين في موقع القوة الدولية الداعمة للسلام العادل، والملتزمة بالشرعية الدولية، والحريصة على استقرار المنطقة.


وختم علوش بالقول إن الرسالة الأخيرة للرئيس شي هي واحدة من أكثر الرسائل وضوحاً وثباتاً في مضمونها، وإنها تؤكد أن الصين أصبحت طرفاً دولياً فاعلاً يمتلك رؤية متوازنة تقوم على دعم حقوق الشعوب وتعزيز نظام عالمي أكثر عدالة، وأن الفلسطينيين ينظرون إلى هذا الموقف باعتباره دعماً سياسياً وأخلاقياً ينسجم مع تطلعاتهم نحو الحرية والاستقلال.

شاهد أيضاً

غسان جابر

ميلادٌ يُنادي العالم ، من فلسطين إلى السماء ، بقلم : المهندس غسان جابر

ميلادٌ يُنادي العالم ، من فلسطين إلى السماء ، بقلم : المهندس غسان جابر مع …