8:19 مساءً / 23 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

انطلاق المحطة الثانية الافتراضيّة من المؤتمر الدولي الرابع للإبداع التربوي : نحو رؤية إبداعية في عصر الذكاء الاصطناعي

المؤتمر الدولي الرابع للإبداع التربوي يُطلق ندوة التعليم في الوطن العربي : نحو رؤية إبداعية في عصر الذكاء الإصطناعي

شفا – في تقريرٍ إعلاميٍّ أعدّتْهُ د. غَدِير حُمَيْدان الزَّبُون/ عُضو اللَّجْنَةِ التَّنْظِيمِيَّةِ، وَمُقَرِّرَةُ للجَلَسَاتِ العِلْمِيَّةِ في المُؤْتَمَر الدَّوْلِيِّ الرَّابِعِ لِلْإِبْدَاعِ التَّرْبَوِيِّ، حَوْلَ المَحَطَّةِ الِافْتِرَاضِيَّةِ الثَّانِيَةِ لِلْمُؤْتَمَرِ الدَّوْلِيِّ الرَّابِعِ لِلْإِبْدَاعِ التَّرْبَوِيِّ.

في صَباحٍ لَطِيفٍ يُشْبِهُ مَقَامَ الوَعْدِ، ويَفْتَحُ نَافِذَتَهُ عَلَى سَمَاءِ الغَدِ، انْطَلَقَتِ المَحَطَّةُ الِافْتِرَاضِيَّةُ الثَّانِيَةُ لِلْمُؤْتَمَرِ الدَّوْلِيِّ الرَّابِعِ لِلْإِبْدَاعِ التَّرْبَوِيِّ، تَحْتَ عُنْوَانٍ يَحْمِلُ رُوحَ الطَّمُوحِ العَرَبِيِّ الَّذِي لَا يَهْدَأُ:


“التَّعْلِيمُ فِي الوَطَنِ العَرَبِيِّ: نَحْوَ رُؤْيَةٍ إِبْدَاعِيَّةٍ فِي عَصْرِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ”.

كَانَتْ الجلساتُ سُرَادِقًا فِكْرِيًّا عَرَبِيًّا اجْتَمَعَ فِيهِ البَاحِثُونَ مِنْ بُلْدَانٍ شَرِيكةٍ فِي هَمِّ التَّعْلِيمِ وَأَمَلِهِ، لِيَصْنَعُوا يَوْمًا عِلْمِيًّا يَزْخَرُ بِالمَعْنَى وَالرُّؤْيَا.


فِي هَذَا المُؤْتَمَرِ يتجلّى الإِبْدَاعُ رسالةً ومِيثَاقًا رُوحِيًّا تُؤْمِنُ بِهِ مُؤَسَّسَةُ الإِبْدَاعِ الفِلَسْطِينِيِّ الدَّوْلِيَّةِ، فَهُوَ كَمَا أَكَّدَتْ في رسالتها العريضة قُدْرَةُ العَقْلِ العَرَبِيِّ عَلَى تَحْوِيلِ قَيُودِ الوَاقِعِ إِلَى جِسُورٍ لِلْمُسْتَقْبَلِ، وَعَلَى تَطْوِيعِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ لِيَكُونَ خَادِمًا لِلْإِنْسَانِ لَا مُهَيْمِنًا عَلَيْهِ.

وَقَدْ جَاءَتِ الجَلَسَةُ الِافْتِتَاحِيَّةُ مُفَصَّلَةً فِي رِسَالَتِهَا وَثَرَائِهَا في مَشْهَدٍ عَرَبِيٍّ يَتَحَدَّثُ بِأَكْثَرَ مِنْ لَهْجَةٍ لَكِنْ بِقَلْبٍ وَاحِدٍ
بدأت د. هُدَى أَحْمَد – فِلَسْطِين
رَئِيسَةُ جَلْسَةِ الِافْتِتَاح وَالمُدِيرَةُ العَامَّةُ للمُؤْتَمَر كلمتها بِصَوْتٍ يَتَمَوَّجُ بَيْنَ الحَنِينِ وَالعَزْمِ: لَا نَهْضَةَ تَرْبَوِيَّةً بِدُونِ رُوحِ الإِبْدَاعِ، وَلَا إِبْدَاعَ بِدُونِ حُرِّيَّةِ العَقْلِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى أَنْ يُؤَسِّسَ لِمَعْرِفَةٍ تُشْبِهُ أَحْلَامَ أَوْطَانِنَا.


وَدَعَتْ إِلَى مَنْهَجٍ جَدِيدٍ يَجْمَعُ بَيْنَ قِيمِ التُّرَاثِ وَحَدَاثَةِ الرَّقْمَنَةِ.
وتحدّث أ. عَدْنَان أَبُو نَاصِر – النَّمْسَا
رَئِيسُ مُؤَسَّسَةِ الإِبْدَاعِ الفِلَسْطِينِيِّ الدَّوْلِيَّةِ عَنْ رِسَالَةِ المُؤَسَّسَةِ قَائِلًا:


الإِبْدَاعُ هُوَ أَنْ تُؤْمِنَ أَنَّ المُمْكِنَ أَوْسَعُ مِنَ المُتَاحِ، وَأَنَّ العَقْلَ العربي بشكل عام والفِلَسْطِينِيَّ بشكل خاص قَادِرٌ عَلَى صُنْعِ أَدَوَاتِ الغَدِ بِرُغْمِ صُعُوبَاتِ اليَوْمِ.


وأشارَ د. وَحِيد جُبْرَان – فِلَسْطِين
المُنَسِّقُ العَامُّ لِلْمُؤْتَمَر إِلَى أَنَّ هَذِهِ المَحَطَّةَ الِافْتِرَاضِيَّةَ تُثْبِتُ قُدْرَةَ العَقْلِ العَرَبِيِّ عَلَى التَّكَامُلِ، مُؤَكِّدًا أَنَّ المَعْرِفَةَ لَا تَعْرِفُ حُدُودًا.


وقدّم الدكتور الزّرّوق عبد الحميد علي – ليبيا، رئيس الجلسة العلمية كلمة ملهمة كما أتحف الحضور بلوحةٍ شعريةٍ رشيقة وصف فيها جلسات المؤتمر بأنها حديقةٌ من الأفكار المتفتّحة نورًا وسرورا، تتلاقى فيها العقول كما تتعانقُ الأنهار في مصبٍّ واحد، وقد جاءت كلمته مزيجًا من الحكمة والإبداع، مؤكّدة أنّ الإبداع التربوي هو الجسرُ الذي يعبر به الباحثون نحو مستقبلٍ عربيٍّ أكثر إشراقًا واتساعًا.


وختمَ أ.د. عَبْدُ الله المُجَيْدِل – سُورِيَا
الأَمِينُ العَامُّ لِلْمُؤْتَمَر جِلْسَةَ الِافْتِتَاحِ بِقَوْلِهِ:


التَّعْلِيمُ جِسْرٌ نَبْنِيهِ مَعًا، فَإِنْ صَلَّبْنَاهُ بِالبَحْثِ وَالإِبْدَاعِ، سَتَعْبُرُ عَلَيْهِ أَجْيَالٌ لَا تَخْشَى الغَدَ.
ثُمَّ تَلَتْهَا كَلِمَاتُ لرؤساء الجلسات العلميّة والمقرّرين مُؤَكِّدَةً التَّنَوُّعَ وَالقِيَمَةَ العِلْمِيَّةَ لِهَذَا المِلْتَقَى العَرَبِيِّ الواسِعِ.

وفي سُموّ المشهد العلميّ، بَرَزَ رُؤَسَاءُ الجَلَسَاتِ العِلْمِيَّةِ وَمُقَرِّرُوهَا كأنّهمُ قُدَّةُ السَّفِينَةِ وَنَبْضُ البَوصَلَةِ، يَجْمَعُونَ الخُيُوطَ المُتَنَاثِرَةَ لِهَذَا اليَومِ الطَّوِيلِ، ويَنْسِجُونَ مِنْهَا قِمَّةً فِكْرِيَّةً مُتَمَاسِكَةً.


كانَ دَوْرُهُم تَكَامُلِيًّا نَبِيلًا، فَرَئِيسُ الجَلْسَةِ يُشْرِفُ بِحِكْمَتِهِ عَلَى نِظَامِ المَعَارِفِ، يُوَجِّهُ الدِّفَّةَ، وَيَحْفَظُ لِلْحِوَارِ وَقَارَهُ وَمَسَارَهُ، حِينَ يَفْتَحُ أَبْوَابَ البَحْثِ وَيُهَيِّئُ لِكُلِّ بَاحِثٍ مِنْصَّتَهُ.


أَمَّا مُقَرِّرُ الجَلْسَةِ فَكَانَ حَارِسَ اللَّحْظَةِ العِلْمِيَّةِ، يَلْتَقِطُ خُلاصَاتِ الأَفْكَارِ بِلُطْفٍ، وَيَجْمَعُ نَبْضَ الكَلِمَاتِ، وَيُوَثِّقُ مَا يَجِيشُ بِهِ صَدْرُ المَحَاوَرَاتِ؛ كَاتِبًا جَسُورِ التَّفَاعُلِ بَيْنَ القَاعَاتِ وَمَقَارِيبِ الأَفْكَارِ.


وَبَيْنَ الرَّئِيسِ وَالمُقَرِّرِ، تَشَكَّلَ مِعْمَارٌ عِلْمِيٌّ مُتْقَنٌ، كَأَنَّهُمَا يَدَانِ تَنْحَتَانِ صَخْرَ المَعْرِفَةِ لِيَظْهَرَ فِي النِّهَايَةِ يَوْمٌ بَحْثِيٌّ مَهيبٌ، مُتَنَاغِمُ الإِيقَاعِ، مُرَتَّبُ الخُطَى، يَصْنَعُ لِلْمُؤْتَمَرِ هَيْبَتَهُ وَاتِّزَانَهُ وَأَلَقَهُ العِلْمِيَّ.


كانوا رِئَةَ المُؤْتَمَرِ الَّتِي تَتَنَفَّسُ الفِكْرَ، وَقَلْبَهُ الَّذِي يَنْبِضُ بِالنِّظَامِ وَالحِوَارِ، وَعَقْلَهُ الَّذِي يُهَنْدِسُ مَسَارَاتِ الإِبْدَاعِ، فَغَدَتْ بِهِمُ الجَلَسَاتُ مُتَّسِقَةً، رَصِينَةً، مُلْهَمَةً، تُشْبِهُ مَوْسِيقَى عِلْمِيَّةً لا يَخْتَلُّ فِيهَا نَغَمٌ وَلَا يَضِلُّ فِيهَا إِيقَاعٌ.

وَلِمُتَابِعِي المَشْهَدِ التِّقَنِيِّ الَّذِينَ يَقْرَؤونَ المُسْتَقْبَلَ بِلُغَةِ الخَوَارِزْمِيَّاتِ وَيَرْسُمُونَ الخَطَوَاتِ بِمِسْطَرَةِ الدِّقَّةِ، فَقَدْ قَدَّمَتِ المَحَطَّةُ الِافْتِرَاضِيَّةُ الثَّانِيَةُ نَمُوذَجًا مُتَقَدِّمًا فِي إِدَارَةِ المَعْرِفَةِ الرَّقْمِيَّةِ وَتَوْظِيفِ تِقْنِيَّاتِ البَثِّ التَّفَاعُلِيِّ، حَيْثُ تَمَّ رَبْطُ المُنْصَّاتِ الدَّوْلِيَّةِ بِمَسَارَاتِ العَرْضِ العِلْمِيِّ بِخَوَارِزْمِيَّاتِ جَمْعِ بَيَانَاتٍ تُوَفِّرُ تَحْلِيلًا فَوْرِيًّا لِلتَّفَاعُلاتِ وَالْأَسْئِلَةِ وَنِسَبِ المُشَارَكَةِ.


وَبِمَا أَنَّ المَؤْتَمَرَ يَحْمِلُ فِي جَوْهَرِهِ رُؤْيَةً تُوَافِقُ طَبِيعَةَ عَصْرِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ، فَقَدْ بَرَزَ لِلْمُتَخَصِّصِينَ مَا يَشْبِهُ مُخْتَبَرًا رَقْمِيًّا لِإِعَادَةِ تَشْكِيلِ المَعْرِفَةِ التَّرْبَوِيَّةِ؛ فَالدِّرَاسَاتُ المُقَدَّمَةُ عَالَجَتِ الخَوَارِزْمِيَّاتِ التَّنَبُّؤِيَّةَ، وَالأَنْظِمَةَ الخَبِيرَةَ، وَالنَّمَاذِجَ اللُّغَوِيَّةَ الكَبِيرَةَ، وَتَطْبِيقَاتِ الوَاقِعِ الِافْتِرَاضِيِّ، وَالأَمْنِ الرَّقْمِيِّ فِي التَّعْلِيمِ، وَالقِيَادَةِ الرَّقْمِيَّةِ القَائِمَةِ عَلَى البَيَانَاتِ.


وَقَدْ لَاحَظَ الخُبَرَاءُ أَنَّ المَلَامِحَ التِّقْنِيَّةَ لِلْمُؤْتَمَرِ كَانَتْ عِمَادًا مَنْهَجِيًّا يَبْنِي عَلَيْهِ البَاحِثُونَ رُؤًاهُمْ المُسْتَقْبَلِيَّةَ، لِيُقَدِّمُوا لِلمُجْتَمَعِ التَّرْبَوِيِّ نَمُوذَجًا يُجَسِّدُ الِاتِّجَاهَاتِ الأَحَدَثَ فِي التَّعَلُّمِ القَائِمِ عَلَى البَيَانَاتِ وَالتَّحْلِيلِ الذَّكِيِّ، وَلِيُصْبِحَ المَؤْتَمَرُ بِنْيَةً تَحْتِيَّةً مُلْهِمَةً لِمَنْصَّاتٍ مُقْبِلَةٍ فِي التَّرْبِيَةِ الرَّقْمِيَّةِ العَرَبِيَّةِ.

وفي مَشْهَدٍ بَحْثِيٍّ يَتَّسِعُ لخريطة الوطن العربي من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان في وحدة إبداعيّة تعجز عن وصفها الأبجديات وتضيق قُدِّمَتْ فِي الجَلَسَاتِ السِّتِّ أَبْحَاثٌ مِنْ:


فِلَسْطِين، وسُورِيَا، ولُبْنَان، ولِيبِيَا، والجزائر، والمَغْرِب، وتُونِس، والأُرْدُنّ، والعِرَاق، والسُّعُودِيَّة، وقطر، وسلطنة عمان، وَغَيْرِهَا، ما أَضْفَى عَلَى المؤتمر طَابِعًا أُمَمِيًّا يَحْمِلُ الرُّوحَ العَرَبِيَّةَ.


إذْ تشابكتِ العقولُ وتلاقحتِ الأفكارُ والتجاربُ والخبراتُ فِي شَبَكَةٍ إِبْدَاعِيَّةٍ احْتِرَافِيَّةٍ مُبْتَكَرَةٍ، تَتَدَافَعُ فِيهَا الأَفْكَارُ مثلَ خُيُوطٍ ذَهَبِيَّةٍ تَنْسِجُ عَبَاءَةً عَرَبِيَّةً جَدِيدَةً لِلتَّعْلِيمِ.


شَبَكَةٌ تَجْمَعُ بَيْنَ خَبَرَاتِ المُعَلِّمِ الفِلَسْطِينِيِّ الَّذِي يَصْنَعُ المُسْتَحِيلَ، وَالبَاحِثِ السُّورِيِّ الَّذِي يُوَثِّقُ رِحْلَةَ التَّحَوُّلِ، وَالعَقْلِ اللُّبْنَانِيِّ الَّذِي يُفَكِّرُ خَلْفَ الضَّوْءِ، وَالقَلَمِ المَغْرِبِيِّ الَّذِي يُعِيدُ صِيَاغَةَ اللُّغَةِ، وَالنَّبْضِ التُّونِسِيِّ الَّذِي يَسْبَحُ فِي فَضَاءِ الفُنُونِ وَالبِيدَاغُوجِيَا، وَالعَقْلِ الجَزَائِرِيِّ الَّذِي يَبْنِي نَمَاذِجَ مُسْتَقْبَلِيَّةً، وَالإِبْدَاعِ العِرَاقِيِّ الَّذِي يُحَاوِرُ الأَزْمِنَةَ، وَالفِكْرِ الأُرْدُنِّيِّ الَّذِي يَشُدُّ خُطَى التَّطْوِيرِ، وَالرُّؤْيَا السُّعُودِيَّةِ الَّتِي تَتَّسِعُ كَأُفُقٍ لا يَنْتَهِي، وَالطَّاقَةِ القَطَرِيَّةِ الَّتِي تَدْفَعُ نَفَسَ التَّحْدِيثِ، وَالحِكْمَةِ العُمَانِيَّةِ الَّتِي تُتْقِنُ بِنَاءَ الأَسَاسِ الرَّصِينِ.


كُلُّ ذَلِكَ يَجْتَمِعُ فِي مَوْسِيقَى بَحْثِيَّةٍ مُخْتَلِفَةِ النَّغَمِ مُتَّحِدَةِ الرُّوحِ، جَاعِلَةً مِنَ المُؤْتَمَرِ مِحْوَرًا رَقْمِيًّا يَرْبِطُ البِحَارَ وَالقَارَّاتِ فِي شَبَكَةِ عِلْمٍ وَإِبْدَاعٍ لَا تَعْرِفُ السُّقُوطَ وَلَا التَّقَاطُعَ، بَلْ تَعْرِفُ الِاتِّسَاعَ وَالْتَدَفُّقَ وَالِاشْتِبَاكَ الْمُثْمِرَ.


وقد تَنَوَّعَتِ الطُّرُوحُ بَيْنَ:


الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ، والتَّمَيُّزِ المُؤَسَّسِيِّ، والقِيَادَةِ الرَّقْمِيَّةِ، والتَّعَلُّمِ العَاطِفِيِّ الِاجْتِمَاعِيِّ، والرَّقْمَنَةِ، وَهُوِيَّةِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، والتَّعْلِيمِ فِي غَزَّةَ، وَالتَّعْلِيمِ فِي أَزْمِنَةِ الحُرُوبِ، والتَّعَلُّمِ الهَجِينِ، والتَّعْلِيمِ الأَخْضَر، والحَوْكَمَةِ، وَاسْتِشْرَافِ السِّيَاسَاتِ التَّرْبَوِيَّةِ، والوَاقِعِ الِافْتِرَاضِيِّ، وتَعْلِيمِ اللُّغَاتِ.


عَبَرَ اليَوْمُ العِلْمِيُّ كَنَهْرٍ مُنْسَابٍ، يَحْمِلُ فِي رَفِيفِ مَائِهِ أَحْلَامَ المُعَلِّمِ، وَمُعَانَاةَ الطُّفْلِ، وَأَحْلَامَ وَطَنٍ يَبْحَثُ عَنْ تَعْلِيمٍ يَلِيقُ بِقَامَتِهِ.

واخْتُتِمَتِ المَحَطَّةُ الِافْتِرَاضِيَّةُ بِحِزْمَةٍ مِنَ التَّوْصِيَاتِ استعرضتها الدكتورة هدى جَاءَ مِنْ أَهَمِّهَا:


تَعْزِيزُ دَوْرِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ فِي تَطْوِيرِ المَنَاهِجِ وَطُرُقِ التَّدْرِيسِ، وإِطْلَاقُ بَرَامِجِ تَنْفِيعٍ لِلمُعَلِّمِينَ فِي مَجَالِ القِيَادَةِ الرَّقْمِيَّةِ وَالرَّشَاقَةِ التَّعْلِيمِيَّةِ، وإِدْمَاجُ مَهَارَاتِ التَّعَلُّمِ العَاطِفِيِّ الِاجْتِمَاعِيِّ فِي مَراحِلَ التَّعْلِيمِ الأُولَى، وتَعْزِيزُ مَنْصَّاتِ التَّعَلُّمِ الِافْتِرَاضِيِّ كَحَلولٍ لِلتَّعْلِيمِ فِي ظُرُوفِ الأَزْمَاتِ، ودَعْمُ التَّعْلِيمِ فِي قِطَاعِ غَزَّةَ وَتَطْوِيرُ نَمَاذِجِ طَوَارِئ تَرْبَوِيَّةٍ مُتَخَصِّصَةٍ، وإِطْلَاقُ دِرَاسَاتٍ مُسْتَقْبَلِيَّةٍ عَنْ أَثَرِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ عَلَى الهُوِيَّةِ اللُّغَوِيَّةِ العَرَبِيَّةِ، وبِنَاءُ شَرَاكَاتٍ بَيْنَ الجَامِعَاتِ العَرَبِيَّةِ لدَعْمِ البَحْثِ فِي التَّرْبِيَةِ الرَّقْمِيَّةِ.

وهكذا، أُسدلَ السِّتارُ على يومٍ عِلْمِيٍّ اتَّسَعَ لأحلامِ العَرَبِ وأصواتِهِم، وتحوّلَت فيهِ الشاشاتُ إلى نوافذٍ تُطلُّ على المستقبلِ، من قاعاتٍ افتراضية.


كان الملتقى نقطةَ ضوءٍ أُشعِلَت في ممرٍّ طويلٍ من أسئلةِ التربيةِ، ومَعبرًا تُعبرُهُ الأفكارُ كما تعبرُ الطيورُ مواسمَ الهجرة مُحمّلةً بالبِشارات.


غادرَ الباحثون والباحثاتُ ساحاتِ الملتقى، لكنّ أثرَهُ بقيَ نَقِيًّا مُعلّقًا في فضاءِ المَعرفةِ كقمَرٍ لا يخفتُ نُورُهُ، وبقيت توصياتُهُ تُوقِظُ في الحاضرين من المؤسساتِ والجامعاتِ معنى الإصرار، ومعنى أن يكون للعلمِ جناحان: إبداعٌ، وذكاءٌ يُحْسِنُ خِدْمَةَ الإنسانيّة.


لقد كان هذا المؤتمرُ بِكُلِّ ما احتضنه من تنوّعٍ ورؤى تعويذةَ أملٍ عربية، دعت الجميع إلى أنْ يسيروا في دروب التعليمِ بأقدامٍ ثابتة، وبأسئلةٍ جديدة، وبقلبٍ يُدرِك أنَّ الغدَ لا يُصنَعُ بالصدفة، وإنما يُبنى كما تُبنى القلاع: حجرًا من العِلم، وآخر من الإرادة.


وبين انتهاء الجلساتِ وبدءِ الرحلةِ التالية، بقي وعدٌ واحدٌ يلمعُ كنجمةٍ فوق الغيم:


أنَّ العقل العربيّ ما يزال قادرًا على أنْ يُضيء الطريق، وأنْ يرسمَ للتعليمِ خريطةً لا تُشبِه إلا حُلُمَ أمَّةٍ تُؤْمِنُ بأنَّ المعرفةَ هي أَزْكَى أبوابِ الحرّيّة.

وفي خَاتِمَةٍ تُشْبِهُ بَرِيدًا إِلَى المُسْتَقْبَلِ أقولُ: سَنَمْضِي لِكَيْ نُعِيدَ لِلتَّعْلِيمِ مَعْنَاهُ، فَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ دَرْسٍ وَأَعْمَقُ مِنْ صَفٍّ… هُوَ جوهر الحَيَاةِ وَمِفْتَاحُ أَبْوَابِ الأَمَلِ.


وَهَكَذَا انْطَوَى يَوْمٌ عِلْمِيٌّ وَافِرٌ، تُرِكَتْ فِيهِ بُذُورُ مَعْرِفَةٍ سَتَكْبُرُ فِي أَرْضِ العَرَبِ، لِتُعَلِّمَنَا كَمَا يُعَلِّمُنَا الإِبْدَاعُ أَنَّ الغَدَ يُولَدُ مِنَ الإِيمَانِ، وَالعِلْمِ، وَالعَمَلِ.

شاهد أيضاً

نسيم قبها

التعليم تحت الأنقاض : شمس المعرفة في غزة بوجه الموت ، بقلم : نسيم قبها

التعليم تحت الأنقاض : شمس المعرفة في غزة بوجه الموت ، بقلم : نسيم قبها …