2:44 مساءً / 15 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

تقرير : خبراء أفارقة يرحبون بتقرير حول بناء نموذج جديد للقيادة العالمية من أجل حوكمة عالمية أكثر إنصافا

شفا – لاقى تقرير صدر يوم الخميس عن مركز أبحاث تابع لوكالة أنباء ((شينخوا)) بعنوان ((بناء نموذج جديد للقيادة العالمية معاً، والعمل معاً سعياً إلى نظام حوكمة عالمية أكثر عدلاً وعقلانية))، خلال مؤتمر الشراكة الصينية-الأفريقية ضمن منتدى وسائل الإعلام ومراكز البحوث للجنوب العالمي، اهتماما كبيرا من المشاركين الأفارقة من مختلف القطاعات.

وسلط المشاركون الضوء على ما جاء في التقرير من رؤى حسنة التوقيت وكذلك على أهميته بالنسبة للتحول العاجل للحوكمة العالمية.

وذكر التقرير، الصادر عن معهد ((شينخوا))، وهو مركز أبحاث تابع لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن العالم يدخل فترة جديدة من الاضطراب والتحول، تشهد تداخل الأزمات وتزايد العجز في مجالات السلام والتنمية والأمن والحوكمة.

ويبيّن التقرير أن جذور هذه التحديات تكمن في عجز القيادة العالمية، أي فشل القيادة العالمية التي ينبغي أن توجه الاستجابات الجماعية للمخاطر المشتركة التي تواجه البشرية. ويدعو التقرير إلى بذل جهود مشتركة لبناء نموذج جديد للقيادة العالمية وتوجيه تطور نظام حوكمة عالمية أكثر عدلا وعقلانية.

وقد أفاد المشاركون الأفارقة من مختلف القطاعات بأن الإطار العام للتقرير الهادف إلى بناء نموذج جديد للقيادة العالمية معا يتوافق مع احتياجات العصر، ويدعو إلى إعلاء التشاور على المواجهة، والتعاون على الصراع، والتآزر متعدد الأطراف على الهيمنة الأحادية.

وفي هذا الصدد، قال باليو ديميسي كيبيدي، مستشار الاتصالات والنشر في معهد الدراسات السياسية الإثيوبي، “نحن نعيش في عصر يشهد تحولا عميقا في النظام الدولي. وإن بنية الحوكمة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية… تواجه بشكل متزايد تحديات تتعلق بالجدوى والإنصاف والشرعية”.

أما إقبال سورف، الرئيس التنفيذي لمجموعة ((إندبندنت ميديا)) بجنوب أفريقيا، فقد قال إن التقرير صدر في الوقت المناسب تماما، مشيرا إلى أن أسس الثقة تتآكل في عالم يشهد نشوب صراعات وانتشار معلومات مضللة. وأضاف “أعتقد أن تقرير مركز الأبحاث التابع لوكالة أنباء شينخوا يمثل مساهمة مهمة للغاية نحو مشاركة أكبر من جانب مجتمع الجنوب العالمي الدولي”.

من جهته، ذكر إيراستوس موينتشا، النائب السابق لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، فقد أوضح أن بعض الآليات متعددة الأطراف التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية “لا تعمل بكفاءة”. وقال “يمكننا جميعا أن نجلس إلى الطاولة بعقلية راسخة، تقوم على الحوار، أو ما يمكن أن نسميه بناء التوافق”.

وعلى مدى عقود، تركزت القوة الاقتصادية العالمية في أيدي عدد قليل من البلدان المتقدمة، مما أدى إلى ظهور هيكل “النواة والهامش” الذي ألحق الضرر بالدول النامية. ومع الصعود الجماعي لأسواق ناشئة ودول نامية، ولا سيما دول مجموعة بريكس، دخل الجنوب العالمي في “صحوة جديدة”.

واتفق المشاركون في المؤتمر على أن دول الجنوب العالمي قد ضخت زخما قويا في القيادة العالمية خلال السنوات الأخيرة، حيث دفعت بإصلاحات لمنصات الحوكمة التقليدية مع إنشاء آليات جديدة تعيد تشكيل ملامح خريطة الحوكمة العالمية. وشددوا على أن الجنوب العالمي أصبح قوة رئيسية تدفع بتحول نظام الحوكمة العالمية نحو الإنصاف والعدالة.

وبصفتها عضوا رئيسيا في الجنوب العالمي، لعبت الصين دورا بناء وسط التغيرات العالمية. ومن خلال تقاسم فرصها التنموية، وتوفير مجموعة واسعة من المنافع العامة الدولية، وبث الثقة المطلوبة بشدة في عالم مضطرب، واصلت الصين تعزيز “القيادة العالمية”، وهي جهود حظيت بتقدير كبير من المشاركين في المؤتمر.

من جانبها، قالت نشوى عبد الحميد، وكيل وزارة بالهيئة العامة للاستعلامات المصرية، إن مبادرة الحوكمة العالمية التي طرحتها الصين تهدف إلى بناء نظام حوكمة أكثر عدلا وإنصافا يرتكز على المساواة في السيادة والتعددية الحقيقية. وأشارت إلى أنه في أعقاب إطلاق مبادرة الحوكمة العالمية، “أخذت تظهر فرص جديدة أمام الدول الأفريقية لتشكيل مكانتها في عالم متعدد الأقطاب على نحو متزايد”.

وفي هذا الصدد، ذكر موينتشا أن منصات مثل مبادرة الحوكمة العالمية ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية توفر قنوات مؤسسية للحوار بين دول الجنوب العالمي.

وأضاف أن هذه المبادرات لا تظهر عمقا مفاهيميا فحسب، بل توفر أيضا اتجاها للعمل، مما يجعل تعزيز عالم متعدد الأقطاب متساوٍ ومنظم، إلى جانب عولمة اقتصادية شاملة طريقا عمليا للتحول.

وأشار الخبراء إلى أن تعميق التعاون بين الصين وأفريقيا يواصل تدعيم الجنوب العالمي وتعزيز دوره في الحوكمة العالمية. وأن تطور التعاون الصيني-الأفريقي يقدم نموذجا عمليا للتشاور الواسع والمساهمة المشتركة والمنافع المتبادلة، مما يدل على أن حيوية الآليات متعددة الأطراف تكمن في احترام خصوصية المشاركين والتركيز على أولويات التنمية المشتركة.

ورأى المشاركون أن التعاون بين دول الجنوب العالمي، بما في ذلك الصين والدول الأفريقية، لا يقتصر على تحقيق التنمية المستدامة في بلدانهم فحسب، بل يساعد أيضا في بناء عالم أكثر عدلا وإنصافا وازدهارا.

وشدد بول إيلادو، مدير تحرير مجموعة راديو أفريقيا ومقرها كينيا، على أنه “من خلال العمل معا، يمكننا إصلاح الحوكمة العالمية لتصبح أكثر إنصافا وتمثيلا”.

شاهد أيضاً

السعودية تدين انتهاكات الاحتلال ضد الفلسطينيين

شفا – أدانت وزارة الخارجية السعودية اليوم الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون …