2:27 مساءً / 13 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

جرائم باسم -الأمن – اغتصاب في سجون الاحتلال ، بقلم : بديعة النعيمي

جرائم باسم -الأمن – اغتصاب في سجون الاحتلال ، بقلم : بديعة النعيمي

هناك حيث لا فرق بين الليل والنهار، تولد الحكايات التي يخجل التاريخ من تدوينها. إنها معتقلات الظلم التي تغتصب فيها طالبات الحرية مرات ومرات، لتصبح أجسادهن ساحة حرب أخرى.


تقرير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الصادر في ١٢/نوفمبر/ ٢٠٢٥ كشف عن واحدة من أبشع الجرائم التي يمكن أن ترتكب باسم بقرة اليهود المقدسة المدعوة ب “الأمن”، اغتصاب لأربع مرات خلال يومين داخل أحد المعتقلات الصهيونية الفاشية المظلمة، والتهمة، فلسطينية. هذه القصة كما غيرها تفتح الأبواب على عالم الجدران المغلقة المغموسة في الإذلال الممنهج الذي لم يتوقف منذ عقود.

التقرير، الذي استند إلى شهادات من معتقلين ومعتقلات سابقين، يصف كمية التعذيب الجنسي والنفسي الذي يتعرض له الأسيرة الفلسطينية خاصة، والتي تتجاوز الحدود البشرية. إذ لا زالت الجدران هناك تستخدم كأداة لتهشيم الروح، وتجريد الإنسان من ذاته وسلب الإرادة .

روايات كثيرة نقلت عن طالبات الحرية وقد جردن من ملابسهن أمام عناصر الظلم من شواذ الأرض الذين يقال عنهم جنود، يهددون بالاغتصاب مقابل الاعتراف، وسط الصراخ المكتوم الذي يصم العالم آذانه عن سماعه.

والتاريخ شاهد على جرائم الاغتصاب في تاريخ الاحتلال التي يستخدمها لفرض الخضوع. فكما وثقت منظمات أممية وتقارير سابقة، استخدمت العصابات الصهيونية منذ الانتفاضات الأولى عام ١٩٨٧ أساليب متعددة من الإذلال الجسدي والنفسي بحق الأسرى عامة، لكن ما يجرى اليوم تخطى كل ما سبق من وحشية. إذ أن الهدف من الاغتصاب الجماعي للمرأة الفلسطينية داخل المعتقلات الصهيونية القذرة، بصفتها رمزا للبقاء، ما هو إلا محاولة لإطفاء قدرتها على المقاومة وقتل هذا الرمز.

وما هذه الجرائم المتواصلة منذ النكبة إلا انعكاس للوجه الحقيقي للاحتلال الفاشي الذي يهدف إلى نفي الفلسطيني من ذاته وأرضه معا. فمن عتصيون والنقب إلى المسكوبية والفكرة ذاتها تتكرر، كسر الكرامة الفلسطينية. غير أن التاريخ لطالما أثبت أن الفلسطيني لا ينسى الإهانة والظلم، وذاكرته لا تموت ويوم الانتقام قريب بإذن الله.

وكالعادة لن أخوض في عهر “القانون الدولي”، ولا في نجاسة “اتفاقيات جنيف” و “اتفاقية مناهضة التعذيب” لأنها بؤرة الشر والزيف ويكفي أن نذكر دائما بأنها مصيبة فلسطين العظمى وكفى.

لكن العدو واهم حين يظن أن الاغتصاب يطفئ جذوة الحرية، أو أن جدرانه القذرة قادرة على سلب الصمود. فكل عذاب يولد في الظلمة، يلد جيلا أكثر إصرارا وثباتا، كما الصبار في فلسطين، وستنهار الجدران كما انهارت إمبراطوريات القهر عبر التاريخ، وسينبت من تحت أنقاض السجون وطن لا يعرف الخضوع. فلسطين التي ظنوا أنهم قتلوها ونفوا اسمها من الخرائط، ستنهض أشد غضبا وبأسا، وأشد حياة وانبعاث.

شاهد أيضاً

قوات الاحتلال تعتقل 40 مواطنا على الأقل من مدن وبلدات ومخميات الضفة الغربية

قوات الاحتلال تعتقل 40 مواطنا على الأقل من مدن وبلدات ومخميات الضفة الغربية

شفا – قال نادي الأسير الفلسطيني، إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي شّنت منذ مساء أمس وحتّى …