
شفا – غيونغجو، كوريا الجنوبية أول نوفمبر 2025 – شينخوا – ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم السبت كلمة بعنوان “العمل سويا على خلق مستقبل جميل ومستدام” في الجلسة الثانية من الاجتماع الـ32 للقادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا-الباسيفيك ( أبيك ).
وفيما يلي النص الكامل لكلمته باللغة العربية:
العمل سويا على خلق مستقبل جميل ومستدام
كلمة فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ
في الجلسة الثانية للدورة الـ32 للاجتماع غير الرسمي
لقادة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ
(مركز غيونغجو الدولي للمؤتمرات، يوم 1 نوفمبر عام 2025)
فخامة الرئيس لي جاي-ميونغ المحترم،
أيها الزملاء:
في الوقت الراهن، تتطور جولة جديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتحول الصناعي على نحو معمق، خاصة أن التطور السريع للتكنولوجيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي فتح آفاقا جديدة للمجتمع البشري. وفي الوقت نفسه، يفتقر النمو الاقتصادي العالمي إلى القوة المحركة، ويتسع العجز التنموي على المستوى العالمي، وتتفاقم التحديات في مجالات تغير المناخ والأمن الغذائي وأمن الطاقة. فعلى كافة اقتصادات آسيا والمحيط الهادئ أن تعزز التعاون المتبادل المنفعة، وتنتهز الفرص الجديدة، وتواجه التحديات الجديدة، وتعمل سويا على خلق مستقبل جميل ومستدام. في هذا السياق، يطيب لي أن أطرح 3 مقترحات:
أولا، تعزيز التمكين الرقمي والذكي لتكوين مزايا جديدة لآسيا والمحيط الهادئ في التنمية المدفوعة بالابتكار. علينا الاستفادة الكاملة من دور التكنولوجيات الجديدة في التحفيز والتمكين، واغتنام فرص التحول الرقمي والذكي والأخضر، والإسراع في تكوين وتطوير القوة الإنتاجية الحديثة النوعية. وعلينا تفعيل دور البيانات كالمورد الأساسي والمحرك للابتكار، والدفع بالتنقل المنتظم والآمن للبيانات، وتسريع وتيرة التنمية العالية الجودة للاقتصاد الرقمي. كما علينا تعميق التعاون في المصادر المفتوحة للتكنولوجيات والانفتاح التكنولوجي، وخلق بيئة ذات قدرة تنافسية للانفتاح والابتكار.
يكتسب الذكاء الاصطناعي أهمية بالغة للتنمية في المستقبل، فمن المطلوب جعله يخدم الناس في كافة البلدان والمناطق. علينا أخذ رفاهية البشرية جمعاء في عين الاعتبار، والدفع بالتطور الصحي والمنظم للذكاء الاصطناعي نحو اتجاه النفع والأمن والعدل. اقترحت الصين إنشاء المنظمة العالمية للتعاون في الذكاء الاصطناعي، آملة في العمل على توفير منفعة عامة في مجال الذكاء الاصطناعي للمجتمع الدولي من خلال التعاون في الاستراتيجيات التنموية وقواعد الحوكمة والمعايير التقنية وغيرها. إن الجانب الصيني على استعداد للعمل سويا مع أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ على تعزيز كفاءة الجماهير في مجال الذكاء الاصطناعي وردم الفجوة الرقمية والذكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ثانيا، التمسك بالنهج الأخضر والمنخفض الكربون لتكوين نموذج جديد لآسيا والمحيط الهادئ في التنمية المستدامة. إن المياه النقية والجبال الخضراء هي كنز من الذهب والفضة. علينا تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية الخضراء لمختلف الاقتصادات، والدفع بالتنقل الحر للتكنولوجيات والمنتجات الخضراء المتميزة، والإسراع في التحول الأخضر والمنخفض الكربون لنماذج التنمية، والقيام بالدور الفاعل في مواجهة تغير المناخ، انطلاقا من موقف مسؤول تجاه الأجيال القادمة. وعلينا الوفاء بالمسؤولية المشتركة ولكن المتفاوتة بخطوات عملية، وحث الاقتصادات المتقدمة على تقديم الدعم اللازم بشكل مستمر للاقتصادات النامية في مجالات التمويل والتكنولوجيات وبناء القدرات وغيرها.
قد أنجزت الصين، منذ إعلانها عن أهداف بلوغ ذروة انبعاثات الكربون وتحقيق حياد الكربون قبل 5 سنوات، بناء منظومة الطاقة المتجددة الأكبر حجما والأسرع نموا على المستوى العالمي، وشهدت تطورا مزدهرا في قطاعات سيارات الطاقة الجديدة وبطاريات الليثيوم والطاقة الكهروضوئية. قد قدمت الصين أهداف المساهمات المحددة وطنيا لعام 2035 بشأن مواجهة تغير المناخ، وستنفذ بشكل شامل نظام السيطرة المزدوجة على إجمالي انبعاثات الكربون وكثافتها. قد تبرعت الصين بالتمويل لإنشاء الصندوق الفرعي الخاص بالتحول الرقمي والأخضر لمنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، وستواصل الجهود في تنفيذ المبادرات المعنية بالطاقة النظيفة والتحول الأخضر.
ثالثا، تحقيق النفع للجميع، لإظهار ملامح جديدة للتنمية الشاملة في آسيا والمحيط الهادئ. ينبغي لنا الالتزام بوضع الشعب في المقام الأول، وتعزيز التنسيق السياساتي وتبادل الخبرات والتعاون العملي، وتنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة على نحو شامل، وبذل جهود مشتركة للقضاء على الفقر، وتعزيز الرخاء المشترك لجميع الشعوب في آسيا والمحيط الهادئ. وينبغي تفعيل المزايا التقليدية لمنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في إجراء التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، ودفع الاقتصادات في آسيا والمحيط الهادئ لتبادر إلى تنفيذ اتفاقية التجارة الإلكترونية لمنظمة التجارة العالمية بشكل تجريبي، وتعميق التعاون في مجالات تنمية المؤسسات المتوسطة والصغيرة وتطوير الموارد البشرية والأمن الغذائي وتحول الطاقة والصحة وغيرها، ودعم الاقتصادات النامية لتحقيق التنمية المتوازنة.
طرحت جمهورية كوريا في العام الجاري مبادرة التعاون بشأن مواجهة التغيرات في التركيبة الديمغرافية، وذلك يساعد في تعزيز التنمية الشاملة لآسيا والمحيط الهادئ. ستسرع الصين في استكمال نظام الخدمات السكانية الذي يشمل جميع الفئات وجميع مراحل الحياة، وستطور الاقتصاد الفضي بقوة، وتدعم التنمية العالية الجودة للسكان. كما أنها ستدفع بتنفيذ المبادرات بشأن دعم الصحة وتعزيز الوعي الرقمي للمرأة بالذكاء الاصطناعي، بما يجعل المزيد من نتائج التعاون تعود بالخير على شعوب منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
يقول مثل صيني “من سار وحده تعثر، ومن سار في جماعة وصل”. يحرص الجانب الصيني على التعاون مع كافة الأطراف يدا بيد للالتزام بمفهوم التنمية المتمثل في الابتكار والتناسق والخضرة والانفتاح والنفع للجميع، وبناء المجتمع المشترك لآسيا والمحيط الهادئ.
شكرا لكم!
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .