
شفا – في إطار رؤيتها الرامية إلى تعزيز البحث العلمي وترسيخ ثقافة الحوار الأكاديمي العابر للتخصصات، تنظّم أكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي من وهران الجزائر ملتقى دوليًا بعنوان:
العلوم الاجتماعية وثقافة الأولويات في زمن الأزمات: مقاربات عابرة للتخصصات”، وذلك يومي 15 و16 نوفمبر المقبل، عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد (Google Meet)، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين من مختلف الجامعات الجزائرية والعربية.
يرأس الملتقى ويشرف عليه البروفيسور سعاد بسناسي، رئيسة الأكاديمية، التي حرصت على أن يكون هذا الحدث العلمي منصة جامعة لتبادل الرؤى ومناقشة الأولويات المعرفية في ظل التحولات والأزمات التي يشهدها العالم المعاصر، من منطلق الإيمان بدور العلوم الاجتماعية في بناء الوعي النقدي وإعادة ترتيب سلم الأولويات في الفكر والممارسة.
وفي هذا الإطار، يُقام الملتقى الدولي بتنظيم وحدة “التغيير الاجتماعي والأسرة والتعليم” التابعة لأكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي، برئاسة الأستاذ الدكتور موسى إسماعيل شماخي، وقد اضطلعت هذه الوحدة بدورٍ محوري في الإشراف العلمي والتحضير الفكري للملتقى، بفضل ما تمتاز به من رؤية بحثية رصينة وجهود دؤوبة في دراسة قضايا التغير الاجتماعي والأسرة والتعليم، وهو ما أضفى على هذا الحدث العلمي طابعًا متميزًا يجمع بين العمق الأكاديمي والانشغال المجتمعي الراهن.
وتجدر الإشارة إلى أن الأستاذة يمينة باغور تتولى الرئاسة العلمية للملتقى، حيث تشرف على مختلف الجوانب التنظيمية والعلمية بتفانٍ ومسؤولية عالية، انطلاقا من خبرتها في إدارة الفعاليات الأكاديمية وقدرتها على التنسيق بين اللجان المختلفة لضمان إنجاح هذا الحدث العلمي المرموق. وفي رئاسة اللجنة التنظيمية الدكتورة بن شراك نجاة عضو الوحدة.
وتشرف على هذا الملتقى لجنة علمية وتنظيمية متميزة تضم نخبة من الأساتذة والباحثين ذوي الكفاءة والخبرة، يمثلون مختلف جامعات الوطن وعددًا من الجامعات خارج الجزائر. وتتولى هذه اللجان مهمة تحكيم المداخلات العلمية وتقييمها وفق معايير أكاديمية دقيقة، فضلًا عن الإشراف على مختلف الجوانب التنظيمية، لضمان جودة المداولات العلمية وحسن سير فعاليات هذا الملتقى الدولي.
مشاركة علمية واسعة ومتنوعة
شهدت فترة استقبال المداخلات، التي أُغلقت بتاريخ21 أكتوبر الجاري، تجاوبًا أكاديميًا واسعًا، حيث بلغ عدد المداخلات المستلمة 102 مداخلة علمية من مختلف جامعات الوطن، من بينها:
باتنة، عنابة، غرداية، مستغانم، الوادي، تيزي وزو ، الجزائر 2، الجزائر 3، غليزان، خنشلة، وهران 1، وهران 2، قسنطينة 2، قسنطينة 3، أم البواقي، جيجل، سطيف 2، تيارت، معسكر، الشلف، تبسة، خميس مليانة، أفلو، الأغواط، تلمسان، سكيكدة، بجاية، سعيدة، النعامة، برج بوعريريج، المدية، باتنة 2، البليدة 2، البيض، جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية بقسنطينة، والمدرسة العليا للعلوم الإسلامية – جامع الجزائر.
كما يسجّل الملتقى مشاركة دولية نوعية من فلسطين الشقيقة، بمداخلة علمية مقدَّمة من الدكتور إدريس جرادات من مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي، ما يمنح الملتقى بعدًا عربيًا وإنسانيًا يتجاوز الحدود الأكاديمية المحلية.
ثراء في المستويات الأكاديمية وتمثيل واسع للمؤسسات الجامعية
وقد تميّزت المشاركات في هذا الملتقى بتنوّعٍ لافتٍ في المستويات الأكاديمية والانتماءات الجامعية، وهو ما يعكس ثراء الحقل العلمي وتعدّد زوايا المقاربة البحثية. فقد عرفت هذه الطبعة مشاركة نخبة من 12 بروفيسورًا و17 أستاذًا محاضرًا من الصنف (أ)و44 أستاذًا محاضرًا من الصنف (ب)، إلى جانب 25 طالب دكتوراه وعدد معتبر من الأساتذة المؤقتين والدكاترة. ويبرز هذا التنوع الأكاديمي حجم الحركية العلمية التي يشهدها المشهد الجامعي الجزائري، وروح الانخراط الواعي للباحثين في النقاشات الفكرية الراهنة، الهادفة إلى ملامسة القضايا المجتمعية الملحّة ومواكبة التحولات التي تشهدها العلوم الاجتماعية في زمن الأزمات.
محاور الملتقى
ويندرج هذا الملتقى الدولي ضمن مقاربة علمية متعددة الاختصاصات، تجمع بين رؤى متقاطعة في معالجة موضوعات العلوم الاجتماعية وثقافة الأولويات في زمن الأزمات. وقد توزّعت المداخلات على ستة محاور رئيسة شملت مختلف الحقول المعرفية ذات الصلة، حيث ضم المحور الأول 12 مداخلة، والمحور الثاني 22 مداخلة، والمحور الثالث 23 مداخلة، فيما تضمن المحور الرابع 22 مداخلة، والمحور الخامس 12 مداخلة، والمحور السادس 11 مداخلة. وتواصل اللجنة العلمية أعمالها في دراسة الملخصات وتقييمها بعناية وموضوعية وفق معايير أكاديمية دقيقة، تمهيدًا لإعداد القائمة النهائية للمداخلات المقبولة وجدولتها ضمن الجلسات العلمية للملتقى المنتظر.
تحضيرات تنظيمية دقيقة
تواصل اللجنة التنظيمية، استعداداتها التقنية واللوجستية لإنجاح هذا الملتقى، حيث يجري:
إعداد البرنامج التفصيلي للجلسات العلمية وورش العمل.
ضبط الربط الإلكتروني وضمان جودة البث عبر منصة Google Meet.
تنسيق الجهود مع الباحثين والمؤسسات المشاركة داخل الوطن وخارجه.
إعداد الهوية البصرية الرسمية للملتقى بما يليق بمستواه العلمي الرفيع.
الاعداد لاصتصدار كتاب المؤتمر الذي يضمن اجود المداخلات.
أفق علمي واعد
من المنتظر أن يشكّل هذا الملتقى الدولي فضاءً علميًا خصبًا للتفاعل والحوار الأكاديمي البنّاء، يسهم في تعزيز ثقافة الأولويات في البحث الاجتماعي والإنساني، ويُرسّخ أهمية المقاربات التكاملية في تحليل الأزمات وإدارة التحولات المجتمعية.
ويُرتقب أن تسفر جلسات الملتقى عن توصيات علمية نوعية تُسهم في إثراء النقاش الأكاديمي حول سبل توجيه البحث العلمي لخدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.
كلمة ختامية
إن الملتقى الدولي للعلوم الاجتماعية وثقافة الأولويات في زمن الأزمات يترجم التزام أكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي برسالتها العلمية في دعم الحوار بين التخصصات، وتشجيع البحث الرصين، وإبراز الكفاءات الأكاديمية الجزائرية والعربية في ساحة المعرفة المعاصرة.
ويؤكد هذا الحدث العلمي، برعاية البروفيسور سعاد بسناسي، أن الأكاديمية تمضي بخطى واثقة نحو بناء فضاءات بحثية تفاعلية، تُعلي من شأن العلم والمعرفة في زمن التحديات والأزمات.