8:14 مساءً / 18 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

الصين : الخطة الخمسية الرابعة عشرة للصين في عيون خبراء عرب ، إنجازات تنموية فاقت التوقعات ونموذج مرجعي يلهم العالم

الصين : الخطة الخمسية الرابعة عشرة للصين في عيون خبراء عرب ، إنجازات تنموية فاقت التوقعات ونموذج مرجعي يلهم العالم

شفا – شينخوا ، يصادف العام الجاري اختتام تنفيذ الخطة الخمسية الرابعة عشرة ( 2021 – 2025 ) في الصين، حيث استعرضت الإدارات الصينية مؤخرا أبرز الإنجازات التي تحققت خلال هذه الفترة، وهو ما حظي باهتمام واسع من المجتمع الدولي.

وفي هذا السياق، أشار خبراء عرب إلى أن الخطة الخمسية الـ 14 ، فاقت جميع التوقعات، وأن الصين رسخت مكانتها كقوة مستقرة وموثوقة وفاعلة تُسهم في مسيرة التنمية العالمية.

إنجازات شاملة ومتعددة

“لقد شهدت الصين تنمية شاملة وحققت العديد من الإنجازات المهمة”، هكذا قال الدكتور حسين مقداد حسين، أستاذ الاقتصاد بكلية الإدارة والاقتصاد بالجامعة العراقية. فخلال ” الخطة الخمسية الرابعة عشرة “، نما الناتج المحلي الإجمالي للصين بشكل مستمر، مسجلا زيادة إجمالية تبلغ حوالي 35 تريليون يوان على مدى خمس سنوات، ومن المتوقع أن يصل هذا العام إلى نحو 140 تريليون يوان.

ومن جانبها، أشارت المهندسة هبة عباس محمد عباس، المستشار الفني ورئيس لجنة الاستدامة في جمعية المياه الكويتية، إلى أن النمو الذي حققته الصين يُعد إنجازا نوعيا، ليس فقط من حيث الحجم، بل أيضا من حيث التحول نحو الابتكار والاستدامة، مسلطة الضوء على أن الصين ركزت على جودة النمو من خلال رفع الكفاءة، وتنويع الاقتصاد، وتوسيع قاعدة المعرفة، وتعزيز التكنولوجيا الخضراء.

كما أوضحت أن إنجازات الصين في مجال الابتكار خلال الخطة الخمسية الرابعة عشرة تُعد نموذجا عالميا في الاعتماد على الذات علميًا وتكنولوجيا، إذ لم تكتفِ بزيادة الإنفاق على البحث والتطوير، بل نجحت أيضا في تحويل المعرفة إلى قوة إنتاجية واقتصادية مستدامة، ما يعكس رؤية استراتيجية جعلت الصين رائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، والتصنيع المتقدم، والاتصالات الحديثة.

وأضافت أن شركات صينية عملاقة مثل هواوي، وعلي بابا، وشاومي، و”بي واي دي” أصبحت رموزا لهذا التحول؛ فهي لم تنجح فقط في بناء علامات تجارية عالمية، بل أسست منظومات ابتكار متكاملة تمزج بين البحث العلمي والتطبيق العملي، واصفة ذلك بأنه “نموذج يستحق أن يُدرّس”.

أما الكاتب الأردني سامر خير أحمد، فقد أكد أن إنجازات الصين في التنمية الخضراء تمثل مؤشرا إيجابيا على التوجه نحو الاستدامة البيئية، وأن تجاوز قدرة توليد الطاقة الجديدة لطاقة الفحم يمثل خطوة مهمة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وخفض انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء والمياه وتعزيز الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.

مسار تنموي مناسب

أكد الباحث المصري في الشؤون الصينية، عامر تمام، أن نموذج التنمية في الصين فريد من نوعه، قائلا إنه من الشعب وإلى الشعب، حيث كان اتخاذ تدابير فعالة وإعطاء الأولوية لحماية وتحسين معيشة المواطنين من العوامل الرئيسية وراء التنمية السريعة في الصين، مضيفا أن هذا النموذج أصبح مثالا مُلهِما من خلال تحويل رأس المال البشري إلى محرك للنمو.

وشدّد على أن الخطط الخمسية للصين تعد دائما أداة فعّالة في دفع التقدم في جميع القطاعات، واصفا الخطة الخمسية الرابعة عشرة للصين بأنها “متنوعة ومبتكرة ومنفتحة”. كما توقّع أن تواصل الخطة الخمسية الـ15 القادمة إعطاء الأولوية للابتكار التكنولوجي، والذكاء الاصطناعي، والرفاه الاجتماعي، والبحث العلمي، والاقتصاد الرقمي، وتقليل الانبعاثات الكربونية.

بدوره، يرى حسين مقداد حسين أن الفلسفة الأساسية للسياسة الصينية تقوم على وضع الشعب في المقام الأول، وأن الصين تمكنت قبل بضع سنوات من القضاء على الفقر، محققة إنجازا عظيما رغم عدد سكانها الكبير ومساحتها الشاسعة، متجهة بعد ذلك إلى تحسين حياة مواطنيها بالتوازي مع نمو اقتصادها.

وفي نفس الإطار، قال أنس الفدّا، نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني، إن “التنمية تتطلب اختيار المسار الصحيح”، مؤكدا أن تحقيق التحديث في بلد يزيد عدد سكانه عن 1.4 مليار نسمة يتطلب تخطيطًا استراتيجيًا يتناسب مع الظروف الوطنية، وسياسات دقيقة وفعّالة، ونظام حوكمة عالي الكفاءة. وأن الصين أثبتت نجاحها في ذلك.

وأضاف أن “الصين لطالما أظهرت التزامها بالتنمية المنفتحة والشاملة، وهو ما يتجلى بوضوح من أفعالها لا من تصريحاتها فقط”، لافتا إلى أنه من بين أبرز الأمثلة على ذلك مبادرة الحزام والطريق التي دعمت التنمية المستدامة العالمية من خلال الاستثمار في البنية التحتية، والتحول الرقمي، والطاقة المتجددة، وبناء القدرات، مع التركيز أيضا على الرخاء طويل الأجل بدلا من المساعدات المؤقتة.

وأكد أنس الفدّا أن الصين تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وضعت خططا تنموية واضحة وأهدافا بعيدة المدى، وحافظت دائما على زخمها التقدمي في عملية التحديث، مع اعتمادها مزيجا من ضبط الاقتصاد الكلي وتنظيم السوق، مما أظهر مزايا قوية في العديد من مجالات التنمية.

نموذج مرجعي متميز

أوضح عامر تمام أن الصين أولت اهتماما بالنمو الاقتصادي، والابتكار التكنولوجي، وحماية البيئة، والرفاه الاجتماعي، مما حسّن مستويات المعيشة داخلها، وأفاد العديد من الدول المشاركة في المبادرات التنموية التي طرحتها. وقال إن مصر تُعد مثالا بارزا على التعاون القائم على “المنفعة المتبادلة” مع الصين، من خلال مشروعات تتعلق بالاقتصاد الأخضر والبنية التحتية.

بدورها، ذكرت هبة عباس أن التجربة الصينية تمثل نموذجًا ملهمًا للكويت في إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، وتعزيز النمو النوعي القائم على كفاءة الموارد، والاستثمار في الإنسان، وتكامل التكنولوجيا مع الاستدامة، معربة عن تطلعها إلى تعميق الشراكة بين الكويت والصين لما تحمله من فرص كبيرة في مجالات الطاقة المتجددة، وإدارة المياه، والتقنيات الذكية.

وأضافت أن التجربة الصينية تفتح آفاقا للتعاون في مجالات التقنية الخضراء، والطاقة المتجددة، والمدن الذكية، والاتصالات المتقدمة، مؤكدة أن الصين أثبتت أن الاعتماد على الذات يتحقق بالانفتاح الذكي على شراكات قائمة على الثقة والاحترام المتبادل، وهو النهج المراد تعزيزه لتحقيق تنمية مستدامة يقودها الابتكار والمعرفة.

وعلى صعيد آخر، أشار أنس الفدّا إلى ثلاث فرص مهمة تُكمّل رؤية السعودية 2030 من خلال التعاون مع الصين، وهي: تطوير التقنيات الخضراء، وتعزيز الاتصال الرقمي، وتوسيع التمويل للأسواق الناشئة. وقال إن هذه الفرص توضح كيف يمكن للشراكة مع الصين أن تتطور من مجرد تجارة إلى جهود تعاونية لتحقيق النمو العالمي المستدام.

من جهته، شدد سامر خير على أن تجربة الصين في الجمع بين التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة الشعب تمثل نموذجًا يحتذى به لما توفره من استقرار ومرونة، لافتا إلى أن الاستثمار في التعليم والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي يحقق التنمية المستدامة ورفاه المجتمع ويعزز الإنتاجية.

ورأى أن الإنجازات الاقتصادية والمبتكرة للصين يمكن أن تمثل مرجعاً هاماً للتحول الاقتصادي في الدول العربية، حيث اعتمدت الصين على الابتكار كدافع رئيسي للنمو، وهو ما يمكن أن يلهم العالم العربي لتبني استراتيجيات مماثلة تعزز من الابتكار وتطور من التكنولوجيا.

(2) الصين : من المرونة الاقتصادية إلى الإنجازات التكنولوجية: تحفيز التنمية في الخطة الخمسية الرابعة عشرة للصين

(3) كيف تنمو مناطق الصين معا خلال الخطة الخمسية الرابعة عشرة

(4) (آفاق ” الخطة الخمسية الخامسة عشرة ” ــــ فرص جديدة للشراكة الصينية العربية ، بقلم : ريماس الصينية

(5) الصين تبدأ صياغة الخطة الخمسية الخامسة عشرة مع التركيز على تطوير “قوى إنتاجية جديدة”

شاهد أيضاً

الرئيس محمود عباس يستقبل وفدا من اتحاد المقاولين الفلسطينيين

الرئيس محمود عباس يستقبل وفدا من اتحاد المقاولين الفلسطينيين

شفا – استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس ” ابو مازن ” ، اليوم السبت، …