2:08 مساءً / 22 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

إلى الأديب والصحفي العراقي كاظم حسن سعيد ، بقلم : رانية مرجية

إلى الأديب والصحفي العراقي كاظم حسن سعيد ، بقلم : رانية مرجية

في زمنٍ تتراجع فيه القيم، وتُحاصر فيه الكلمة بين ضجيج اللامبالاة، هناك دائمًا أشخاص نادرون، يمدّون أيديهم ليرفعوا الآخرين من عتمة الصمت إلى فضاء الضوء.

إلى الأديب والصحفي العراقي كاظم حسن سعيد، أكتب اليوم لا باعتبارها كلمات شكر عابرة، بل كوثيقة امتنان عميق، لا يحدها حرف ولا يسعها دفتر. أنت لم تكن قارئًا عابرًا، ولا ناقدًا جامدًا، بل كنت رئةً أخرى أتنفس بها، وجسرًا من إيمانٍ يربطني بقرائي.

لقد نشرتَ لي خمس كتبٍ رقمية، لم تتعامل معها كأوراقٍ عابرة، بل احتضنتها كما يُحتضن مولود جديد، رأيت فيها صدى الروح، وأنين الإنسان، ورجاءً يستحق أن يُسمع. كنت تشجعني بلا قيود، بلا حدود، بلا سدود، كأنك تقول لي كل مرة: امضِ، فالحرف الذي يولد من قلبٍ صادق لا يموت.

إنني حين أنظر إلى رحلتي، أدرك أن وجودك لم يكن دعمًا عابرًا، بل كان فعل إنقاذ. كنت الصوت الذي يبدّد خوفي، والريح التي تدفع مركبي، واليقين الذي يُعيد لي إيماني بالكتابة حين كدتُ أفقده.

كاظم حسن سعيد، أنت لا تشبه الكتّاب الذين يضيّقون الضوء على غيرهم، ولا النقاد الذين يحاكمون الكلمة بمقاييس ضيقة. أنت إنسان يعرف أن الأدب لا يزدهر إلا بالتشارك، وأن الكتابة لا تتنفس إلا حين يؤمن بها أكثر من قلب.

شكراً لك، لأنك منحتني يقينًا أن الكلمة قادرة على الحياة، وأن ما نكتبه ليس لنا وحدنا، بل لأرواح أخرى تبحث عنا كما نبحث عنها. شكراً لك لأنك جعلت كتبي جسورًا تصلني بقرّاء لم أكن لأصل إليهم وحدي.

سيظل امتناني ناقصًا أمام عمق فعلك، لكنني أكتب لأقول: إن كل نجاح يلمسني، يحمل بصمتك، وكل كلمة أخطها، تمشي بظلّك.

دمتَ، يا صديق الحرف، كما أنت: مشجعًا بلا حدود، وصوتًا بلا سدود، وإنسانًا يُشبه في صفائه ما نحلم أن يكون عليه الأدب.

شاهد أيضاً

محافظة أريحا تعقد ورشة عمل حول "قضايا الزواج بين الضفة والقدس وتأثيرها الاجتماعي والقانوني"

محافظة أريحا تعقد ورشة عمل حول “قضايا الزواج بين الضفة والقدس وتأثيرها الاجتماعي والقانوني”

شفا – أفتتح محافظ أريحا والإغوار د. حسين حمايل اليوم في مقر المحافظة ورشة عمل …