
شفا – وانغ مو يي (ديما) ، يعود تاريخ العلاقات بين الصين والدول العربية إلى أقدم العصور، إذ ربط طريق الحرير البري والبحري بين الجانبين منذ أكثر من ألفي عام، وعلى مدار هذا التاريخ، كان التسامح والتعايش، والتعلم من بعضهما البعض، هو دائما الموضوع الرئيسي للتبادلات الثقافية بينهما.
أنتجت قناة CGTN العربية الصينية برنامجا ثقافيا مكونا من ٤ حلقات بعنوان ((من التعارف إلى التناغم))، لتقديم منظور فريد وحقيقي وشخصي لقصص الشخصيات المعاصرة الذين يسعون إلى تعزيز التواصل الحضاري ومد جسور التفاهم بين الصين والدول العربية.
منذ ألف عام، نقلت قوافل التجار العرب اللبان والبخورّ إلى الصين، ليصبح البخور شاهداً حيا على التبادل الثقافي بين الجانبين. أما بطل الحلقة الأولى فهو ((وو شيوه فنغ))، الباحث في ثقافة البخور، فتحت له دفعة من خشب العود أهداها له صديق عربي باب عالم التراث العطري، ولتعزيز بحث وتبادل البخور الصينية والعربية، أسس وو عام ٢٠١٤ مع مجموعة من الخبراء والهواة، مركز أبحاث ثقافة البخور والعطور الصينية الذي يتوافد إليه الزوار للإطلاع على المعرض والاستمتاع بالتنوع الثقافي.
أما الخط العربي فهو واحد من أهم الفنون في الحضارة الإسلامية، وعلى مر الزمان تنوعت الخطوط من حيث الشكل والقواعد، ومن أشهرها النسخ والكوفي والثلث، إلا أن في الصين البعيدة تطور أسلوب خط مميز مع انتشار الإسلام والكتاتيب… يحتفظ ((الخط العربي الصيني)) بأساليب تنفيذ الخط الصيني الأصلي من حيث حركة اليد والأدوات المستخدمة مع تطبيق قواعد الخط العربي التقليدي لينتج شكلا فنيا فريدا من نوعه. في السنوات الأخيرة، تجول الخطاط الصيني الشاب ((وانغ تشي في)) بين الأماكن التراثية الإسلامية في كل أنحاء البلاد، عازما على حماية أسمى تجليات حكمة أسلاف المسلمين الصينيين.
كثيرا ما يساءل السياح العرب الراغبين في زيارة الصين: “هل تتوفر في الصين الأطعمة الحلال؟”. توفر الصين أطباقا غنية ومتنوعة من المأكولات الحلال، ويوجد فيها عدد كبير من الطهاة المهرة المتخصصون، ومن أبرزهم الشيخ ((شيه زينغ تاي)) الذي يتقن إعداد مئات الأصناف من الأطباق. تعود مهارات عائلة شيه إلى مطبخ القصر الإمبراطوري الحلال قبل نحو 600 عام، وما زالت تنتقل عبر الأجيال حتى وصلت إلى الجيل الثاني والعشرين.
((تشاو تشوه تشون))، عازفة العود المحترفة الوحيدة في دول شرق آسيا، وأول من ألقى محاضرة عن الموسيقى العربية في الصين. ارتبطت تشاو بموسيقى العود من خلال بحثها الأكاديمي في آلات الوتر الشرقية، ونقلت شغفها عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى آلاف المشاهدين الصينيين من خلال عزف مقطوعات إبداعية تجمع بين العود والآلة الموسيقية الصينية التقليدية.
اليوم، تلاشت أجراس الجمال على طريق الحرير منذ فترة طويلة في التاريخ، ولكن وتيرة التبادلات الثقافية بين الصين والدول العربية لم تتوقف أبدا، يساهم هذا التفاعل الحيوي في إثراء تنوع الحضارة العالمية وتقدمها، وهو ليس مجرد مفتاح لمواجهة التحديات العالمية الراهنة فحسب، بل يمثل أيضا زخما جديدا لبناء نظام دولي أكثر انسجاما.
ملاحظة : لقراءة مزيداً من الأخبار حول الصين … إضغط هنا للمتابعة والقراءة





